السعودية تلاحق مسلحي القاعدة بعد مذبحة الخبر

القوات السعودية تنفذ عملية تمشيط في انحاء البلاد بحثا عن اعضاء في تنظيم القاعدة احتجزوا عشرات من الأجانب رهائن في هجوم على صناعتها النفطية الحيوية

السعودية تلاحق مسلحي القاعدة بعد مذبحة الخبر
بدأت القوات السعودية عملية تمشيط في انحاء البلاد بحثا عن متشددين يشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة احتجزوا عشرات من الأجانب رهائن في هجوم على صناعتها النفطية الحيوية على مستوى العالم في عملية انتهت بقتل 22 مدنيا.

وأقامت قوات الامن نقاط تفتيش في كل أنحاء السعودية بعد ان فر ثلاثة مسلحين مستخدمين الرهائن كدروع بشرية واقية مؤقتة من قوات الكوماندوس السعودية التي اقتحمت مبنى في مدينة الخبر النفطية بشرق السعودية يوم الاحد لإنهاء عملية لاحتجاز الرهائن استمرت 25 ساعة.

وأُصيب زعيم المتشددين نمر البقمي واعتقل خلال عملية انقاذ الرهائن. ويعتقد ان كل الرهائن انقذوا او قتلوا.

وأدان زعماء سعوديون وعرب الهجمات في الوقت الذي تعهدت فيه شركة ارامكو السعودية الحكومية العملاقة للنفط بالحفاظ على تدفق امداداتها من النفط الخام بشكل سلس في محاولة لتفادي حدوث ارتفاع في أسعار النفط العالمية المرتفعة بالفعل.

ولن تستأنف أسواق الطاقة نشاطها حتى يوم غدالثلاثاء، حيث ان اليوم، الاثنين، عطلة في مراكز أسواق كثيرة.

وندد مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بالمهاجمين ووصفهم بأنهم "دمى" يستغلها أعداء السعودية.

وقال ان الايدي المتورطة في الهجمات "مجرمة غير راعية ذمة أو عهدا أرادت إهلاك المال والحرث والنسل... انهم قتلة أصبحوا دُمى تحركهم قوى تستهدف عقيدة البلاد وأمنها الا انها لن تظفر بمطلوبها."

وتلقى الأمير عبد الله ولي عهد السعودية والحاكم الفعلي للبلاد والذي توعد يوم السبت بالقضاء على المتشددين برقية مؤازرة وإدانه من الرئيس المصري حسني مبارك كما أعرب اليمن وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة عن تأييدهم للمملكة.

وهذا ثاني هجوم خلال أقل من شهر على صناعة النفط السعودية وهي أحد شرايين الحياة للاقتصاد العالمي. ويبدو ان هذه الهجمات تستهدف الاطاحة بالعائلة الحاكمة نفسها.

وجاء في بيان منسوب لتنظيم القاعدة على موقع اسلامي على الانترنت ان التنظيم هو الذي نفذ عملية احتجاز الرهائن التي لم يسبق لها مثيل والتي صعدت المخاطر في الحرب التي تشنها أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ضد القاعدة منذ عام.

وزعم البيان ان المجموعة الارهابية تتعهد بتخليص مهد الاسلام من "الكفرة" قائلا "نجدد عزمنا على دحر قوات الصليب والطاغوت".

وتوعد تسجيل صوتي لأحد زعماء القاعدة هو عبد العزيز المقرن بأن يكون هذا العام "دمويا وبائسا" للسعودية.

وقبل يومين تحدث المقرن عن حرب مدن ونشر خططا لعمليات يقوم بها المتشددون في المدن بهدف اسقاط العائلة الحاكمة.

وبدأت الأزمة يوم السبت عندما فتح مسلحون يرتدون زيا عسكريا داخل سيارتين تحملان علامات عسكرية أعيرة نارية على مكاتب شركات نفط غربية ومجمعات سكنية فقتلوا تسعة سعوديين وثمانية أجانب على الأقل قبل ان يلوذوا بمجمع الواحة.

وقال شهود ان جثة بريطاني سُحلت في الشوارع. وقالت شركة ابيكورب ان من بين القتلى مديرا بريطانيا. وذكر شهود ان المسلحين ربطوا جثة البريطاني في سيارة وجروها قبل أن يتركوها قرب جسر. وقالت بريطانيا ان القتيل يدعى مايكل هاملتون.

وكانت جثة أمريكي قد جُرت عبر الشوارع في وقت سابق هذا الشهر عندما قتل مسلحون خمسة أجانب في هجوم على موقع للبتروكيماويات في مدينة ينبع المطلة على البحر الاحمر.

وبعد ذلك فر المسلحون في هجمات يوم السبت الى مجمع الواحة واحتجزوا نحو 50 أجنبيا لتبدأ عملية الحصار.

ويوم الاحد اقتحمت قوات الأمن مجمع الواحة بعد 25 ساعة من بدء محنة الرهائن بمدينة الخبر.

وقالت وزارة الداخلية السعودية انه تم انقاذ 41 أجنبيا من بينهم عدد كبير جرحوا أو أصيبوا بصدمة في حين تم إجلاء 201 ساكن آخرين حوصروا في المجمع.

وصرح دبلوماسي سعودي بأن تسعة من الرهائن قُتلوا قبل ان تقتحم القوات المبنى.

ولم توضح الحصيلة الرسمية لعدد القتلى كم عدد الاشخاص الذين قُتلوا أثناء عملية الانقاذ وكم عدد من قتلوا لدى بدء الهجوم على عدد من المباني في مدينة الخبر يوم السبت.

وقال بيان الداخلية السعودية ان القتلى هم أمريكي وبريطاني وايطالي وجنوب افريقي وسويدي وثمانية هنود وسريلانكيان وثلاثة فلبينيين وصبي مصري وثلاثة سعوديين .واضاف ان 25 شخصا جُرحوا.

ولم تشمل القائمة سبعة رجال أمن سعوديين قالت قوات الأمن انهم قتلوا يوم السبت . لكن التلفزيون الرسمي عرض مسؤولين يصلون على اثنين من رجال الامن القتلى.

وقال السفير البريطاني لدى السعودية يوم الاحد ان المتشددين قد يكونون في المراحل الأخيرة من الاعداد لمزيد من الهجمات في المملكة. وحثت واشنطن رعاياها من جديد على مغادرة السعودية.

والتقى كبار مسؤولي النفط السعوديين مع كبار المديرين التنفيذيين لشركات نفط غربية في الظهران لطمأنتهم على الموقف الأمني. وقال أحد المديرين انه لا يتوقع هجرة جماعية للعمال الأجانب.

التعليقات