الشرع: إدارة بوش هي الأعنف والأحمق... وتظن قوانينها منزلة من السماء

تفكيك "حزب الله" يستهدف "ايقاظ كل الغرائز الطائفية وفتح الباب مرة اخرى لاسرائيل كي تتدخل في لبنان

الشرع: إدارة بوش هي الأعنف والأحمق... وتظن قوانينها منزلة من السماء
وجه وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، الاثنين، انتقادات غير مسبوقة الى ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، معتبرا انها الادارة "الأعنف والأكثر حماقة" بين كل الادارات الاميركية السابقة، مضيفا "ان المسؤولين الاميركيين يعتقدون ان اي قانون يصدر عن الكونغرس هو قانون منزل من السماء".

جاء ذلك في تصريحات ادلى بها الشرع خلال "لقاء صريح" مع الصحافيين السوريين لمناسبة عيدهم السنوي، حيث اكد ان "الضغوط الكبيرة" التي تتعرض لها سورية هي "الأقسى ربما منذ القرن السادس عشر". واشار الشرع الى ان واشنطن تريد "خلق مشكلة بين سورية ولبنان لتحقيق فصل عضوي" بين البلدين، والى ان تفكيك "حزب الله" يستهدف "ايقاظ كل الغرائز الطائفية والدينية" وفتح الباب مرة اخرى لاسرائيل كي تتدخل في لبنان.

ورأى الشرع ان اعطاء دمشق الشرعية لـ"مجلس الحكم الانتقالي" في بغداد كان سيكون "اكبر خطأ في تاريخ السياسة السورية" لأنه لم يحصل الى الآن على "شرعية شعبية" في العراق.

وبعدما لاحظ الشرع ان الادارة الاميركية "تضع للمرة الأولى شروطاً" لدخول سورية في عملية السلام، اوضح ان ذلك يعني، اما ان واشنطن "لا تريد سورية في العملية"، او انها تريد "تصفية القضية الفلسطينية ولا تريد سورية شريكة" في ذلك. وزاد: "البقية ذرائع. الاتهامات لسورية تمارسها اسرائيل في شكل اكثر بعشرات المرات، من اسلحة الدمار الشامل الى الارهاب".

وسئل الشرع عن امكان فصل المسارين السوري واللبناني، فأجاب: "المطلوب هو فصل عضوي بين البلدين، ليس زمنياً او اجرائياً، يتعلق بعملية السلام"، وان موضوعي ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب و"حزب الله" شأن لبناني، والحزب دخل "في النسيج اللبناني واثبت انه وطني يشعر بشعور عال من المسؤولية". وتساءل: "ماذا يعني تفكيك حزب الله؟" ثم أجاب: "فتح الباب مرة اخرى لاسرائيل كي تتدخل في لبنان وما يستتبع ذلك من ايقاظ كل الغرائز الطائفية والدينية" وصولاً الى الحرب الاهلية.

وبعدما لاحظ وزير الخارجية السوري ان بلاده تتعرض لـ"اقسى ضغوط خارجية منذ فترة طويلة، ربما منذ القرن السادس عشر"، قال ان الخطير في ذلك ان الذين يمارسون الضغوط لا يعرفون "مكوناتها"، بمن فيهم مساعد وزير الخارجية جون بولتون الذي اراد تقديم مداخلة تتضمن اتهامات لدمشق تتعلق بأسلحة الدمار الشامل، في الجلسة التي كانت مقررة في الكونغرس لمناقشة مشروع "قانون محاسبة سورية" من دون ان يعرف ان دمشق دعت في مجلس الأمن الى جعل الشرق الاوسط خالياً من كل اسلحة الدمار الشامل.

واعتبر الشرع ان اميركا تتعامل مع كل قانون يصدر عن الكونغرس كما لو كان "منزلا من السماء" بحيث ان واشنطن "لا تعترف الاّ به" مقابل تجاهلها لـ"الشرعية الدولية". وزاد ان ادارة الرئيس جورج بوش "استثنائية. ربما جاءت ادارات سابقة شبيهة بها، لكن ليست بهذا المستوى من العنف والحماقة" وان الخلاف بين تياري "الصقور" و"الحمائم" لا يتجاوز "درجة العنف" الممارس وتوقيت ممارسته، ملاحظاً ان اسرائيل "تلعب دوراً رئيسياً" في هذه التشريعات المتعلقة بالشرق الاوسط وسورية.

وكرر الشرع موقف بلاده من "خريطة الطريق" التي لا تتحدث عن المسارين السوري واللبناني، الامر الذي لا تقبله سورية "التي لا تقبل تهميش دورها" مع موافقتها على ما يوافق عليه الفلسطينيون.

التعليقات