الطلاب المصريون الستة في طريقهم إلى أحضان عائلاتهم

يبدو أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح الطلاب الستة، على خلفية استشهاد الجنود المصريين الثلاثة في معبر فيلادلفي قبل أسبوعين

الطلاب المصريون الستة في طريقهم إلى أحضان عائلاتهم
قال الرئيس المصري، محمد حسنى مبارك، بعد ظهر اليوم (الخميس)، انه سيتم إطلاق سراح الطلاب المصريين الستة الذين يقبعون في سجن أشكلون جنوب إسرائيل، قريبًا.

وجاءت أقوال الرئيس المصري أثناء حفل إفتتاح الجزء الأول من‏ ميناء شرق بور سعيد‏، في إطار تطوير أسطول النقل البحري لتنشيط حركة التجارة الدولية‏،‏ وتحويل منطقة شرق بورسعيد‏، وشمال سيناء إلى مركز عالمي لتجارة الترانزيت‏‏ والتخزين‏ والتوزيع‏.‏

وأضاف مبارك أن الاتفاقية جاءت خلال لقاءات وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أمس في إسرائيل.

ويبدو أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح الطلاب الستة، على خلفية استشهاد الجنود المصريين الثلاثة في معبر فيلادلفي قبل أسبوعين. وكان جنود الاحتلال الاسرائيلي المرابطون على الحدود الفلسطينية المصرية، في رفح، قتلوا ثلاثة جنود مصريين، كانوا يرابطون في الجانب المصري من رفح في الـ18 من نوفمبر-تشرين الثاني الماضي. وزعم الجيش الإسرائيلي ان طاقم دبابة اسرائيلية فتح النيران على الجنود المصريين الثلاثة بزعم اعتقاده بأنهم مسلحون يحاولون التسلل الى قطاع غزة.

وكانت إسرائيل حاولت قبل شهرين "دراسة ملف الطلاب المصريين من جديد"، حيث نشر في حينه ان هناك جهود لمبادلتهم بالجاسوس الإسرائيلي في السجون المصرية، عزام عزام. إلا أن مصادر رسمية مصرية رفضت هذا الإدعاء.

وتزعم إسرائيل أن الطلاب المصريين الستة، الذين تتم محاكمتهم في المحكمة المركزية في بئر السبع، دخلوا الحدود الإسرائيلية "للقيام بعملية". وكان مندوب موقع "عرب 48" تواجد في المحكمة في تلك الجلسة التي أعلنت فيها النيابة عن تحويل الملف إلى المستشار القانوني للحكومة، ولاحظ أن الطلاب المصريين في صحة جيدة، وثقتهم بنفسهم عالية.

وكانت قوات الأمن الإسرائيلية اعتقلت قبل نحو أربعة أشهر ستة طلاب جامعيين مصريين في النقب، جنوبي اسرائيل.
وتبين من لائحة الاتهام التي كشف النقاب عنها بعد شهر من الإعتقال، في الـ 12 من سبتمبر الماضي، ان التهم الموجهة للشبان المصريين هي "التخطيط لتنفيذ جريمة، والدخول المسلح إلى إسرائيل، والدخول إلى إسرائيل والمكوث فيها بدون تصاريح".

وادعت النيابة العامة في لائحة اتهام قدمت للمحكمة المركزية في بئر السبع، وتقرر الكشف عنها بعد تكتم دام شهر، أن "الطلاب الجامعيين الستة، وهم من القاهرة، كانوا يخططون لاختطاف جنود وسرقة أسلحتهم والسيطرة على دبابة وسرقة بنك في بلدة متسبيه رامون جنوب إسرائيل".

وتم تقديم لائحة الإتهام ضد كل من محمد سعيد أبو رهب (25 عامًا)، ومصطفى علي أبو ضيف (21 عامًا)، ومحمود جمال عزت علي (21) ومصطفى يوسف محمدي (21) وسالم يسري محمد (21) وعماد سعيد تهامي (21 عامًا). ويمثل المتهمين المصريين الستة كل من المحامين حسين أبو حسين ورياض أنيس ومحمد لبيب.

وادعت النيابة في لائحة الإتهام ان خمسة من بين المتهمين تعرفوا على بعضهم البعض في الحرم الجامعي بالقاهرة. واضافت لائحة الاتهام ان الخمسة تنظموا وتدربوا سوية خلال السنوات الأخيرة، بهدف "القيام بعملية عنيفة ضد إسرائيل بدون أن تكون لهم صلة بمنظمات أخرى".

ومضت لائحة الاتهام انه "كان معهم في التنظيم آخرون، ولكنهم تركوا التنظيم في مرحلة معينة، بعدما وصلوا إلى الحدود الإسرائيلية المصرية، ولكنهم لم يستطيعوا الدخول إلى إسرائيل".

وبحسب الشبهات فانه في "تاريخ غير محدد في العام الحالي، تم الإتصال بين مصطفي محمدي (المتهم رقم 4) وبين عماد سعيد تهامي (المتهم السادس في القضية) عبر الإنترنت، وجرى ضمه إلى التنظيم بعد هذا التعارف".

وجاء أيضًا في لائحة الاتهام إن "المتهمين الستة قاموا خلال شهري تموز وآب 2004 بالاتصال فيما بينهم لتنفيذ جريمة في إسرائيل".
وخططوا للدخول بسلاح إلى إسرائيل، واختطاف وقتل جنود إسرائيليين وسرقة أسلحتهم، وبعدها يقومون بالسيطرة على دبابة إسرائيلية، وقتل افراد طاقمها".

وتابعت لائحة الاتهام ان المتهمين خططوا ايضا "للسطو على بنك في بلدة متسبيه رامون بجنوب اسرائيل ومن ثم العودة إلى الحدود المصرية، ومن هناك تمويل عمليات أخرى ضد إسرائيل".
وجاء أيضًا في لائحة الإتهام إنه بناء على "اعترافات" المتهمين الستة فانهم "قاموا بالفعل بجمع عتادهم، حيث كان معهم ملابس سوداء ومنظار وأجهزة اتصال لاسلكية، وخرائط لإسرائيل، وأشرطة لاصقة، وغيرها".

وأدعت لائحة الاتهام ايضا ان الشبان الستة "حين عرفوا أنهم لا يملكون ما يكفي من مال لشراء السلاح، قاموا بشراء مسدس هواء و-14 سكينًا، لاستعمالها في خطف وقتل الجنود الإسرائيليين".

وكان الشبان الستة وصلوا من القاهرة إلى سيناء، ومن ثم إلى نقطة الحدود في منطقة "نيتسانا"، ومن هناك دخلوا يوم 25 آب إلى إسرائيل، حيث اعتقلتهم قوة من شرطة "حرس الحدود" بعد ان توغلوا مسافة ثلاثة كيلومترات داخل إسرائيل.
وكان الشبان الستة استمعوا يوم 27-9 الماضي إلى قراءة شكلية للائحة الإتهام، وأنكروا ما جاء فيها. وقال الشبان الستة في حديث للمحامي حسين أبو حسين، إنهم لم يعرفوا إنهم دخلوا الحدود الإسرائيلية، وإن لائحة الإتهام التي قدمتها النيابة الإسرائيلية "مضخمة، وكل ما نسب إليهم من تخطيط للقيام بعملية غير صحيح".

التعليقات