الملك عبد الله يحث أمريكا على الضغط لتنفيذ "خارطة الطريق"

حث الملك عبد الله عاهل الاردن الولايات المتحدة،اليوم السبت، على الضغط على اسرائيل والفلسطينيين لتنفيذ "خارطة الطريق" في الشرق الاوسط قائلا ان الفرصة مؤاتية لتحقيق افضل ما في الارث الذي خلفه الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات: ابقاء الامل لدى الفلسطينيين بتحقيق الاستقلال.

وكتب الملك عبد الله في مقال نشره في صحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون": "فقد الفلسطينيون زعيما أبقى أملهم في الاستقلال حيا لاكثر من نصف قرن. والان توجد فرصة لتحقيق أفضل ما في هذا الارث من خلال مسعى جديد للتقدم والسلام."

وأضاف أن هذا يعني بالنسبة لواشنطن "قيادة عملية السلام والاصرار على انخراط كلا الجانبين في حوار حقيقي والوفاء بالتزاماتهم المنصوص عليها في خارطة الطريق وهي الالتزامات التي قال عنها الرئيس جورج بوش انها قد تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية في العام القادم."

وتتوقع خارطة الطريق أن تقوم السلطات الفلسطينية بتطبيق اصلاحات ديمقراطية واتخاذ اجراءات صارمة ضد الهجمات على اسرائيل وتتوقع من اسرائيل تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة والانسحاب تدريجيا من المناطق التي احتلتها منذ بدء الانتفاضة في عام 2000.

وقال الملك عبد الله ان الفلسطينيين يمكنهم استغلال الفرصة من خلال "تحقيق الاصلاحات التي تتطلبها الدولة وهي.. حكومة قادرة واستثمارات من اجل الرفاهية العامة ومحاربة الفساد واجراءات أمنية أكثر تشددا ضد "الارهاب" وشراكة حقيقية على موائد السلام."

وقال ان اسرائيل يمكنها أن تواصل خطتها لسحب مستوطنات يهودية من غزة "وتتخذ اجراءات أخرى لبناء الثقة التي ستدحض الاتهام بأن سياساتها الاخيرة تستهدف تهميش عملية السلام وتقسيم الشعب."

وتعهد بوش يوم الجمعة بأن يكرس نفسه للعمل على اقامة دولة فلسطينية خلال السنوات الاربع المقبلة.

وقال متحدث باسم الخارجية الامريكية ان الادارة تأمل في عقد اجتماع لرباعي الوساطة في الشرق الاوسط ربما هذا الشهر.

لكن بوش لم يعط اشارة الى ممارسة ضغوط جديدة على اسرائيل قائلا ان التوصل الى اتفاق يعتمد على كلا الطرفين.

الى ذلك قال مصدر في الخارجية الاميركية، اليوم السبت، ان وزير الخارجية الاميركي، كولين باول قد يقوم، قريبا، بزيارة اسرائيل والسلطة الفلسطينية لحث قيادة البلدين على دفع "خارطة الطريق".

واكدت شبكة "سي. إن. إن" الاميركية ان باول تحدث مع نظيره في السلطة الوطنية الفلسطينية، نبيل شعث، خلال هذا الأسبوع حول إمكانية زيارته إلى المناطق الفلسطينية، غير أن المتحدث باسم الوزارة ريتشارد باوتشر أشار إلى عدم اتخاذ قرار نهائي بشأن الرحلة.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي بالمسؤولين في الدول المجاورة للعراق في منتجع شرم الشيخ في وقت لاحق خلال الشهر الجاري لمناقشة الانتخابات العراقية المقبلة.

ولم يستبعد باوتشر أن يقوم باول برحلة جانبية إلى الأراضي الفلسطينية خلال تلك الفترة، بيد أنه شدد على أن ذلك لا يعني "قطعاً" بأن الزيارة قائمة بل "ربما تحدث."

وكان وزير خارجية السلطة الفلسطينية قد رجح في مقابلة مع CNN الجمعة زيارة نظيره الأمريكي إلى المناطق الفلسطينية بقوله "فهمت أن باول سيحضر قريباً إلى فلسطين، ولدينا أكثر من فرصة لمناقشة قضايا جوهرية تتعلق بعملية السلام."

ومضى قائلاً "كل القادة الفلسطينيين سيكونون على استعداد ورغبة تامة للإلتقاء به."

وأشار شعث إلى فرصة إعادة بدء محادثات السلام مع رحيل الزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات، ونوه قائلاً "هذه فرصة يجب التقاطها وعدم تضييعها."