بوادر انفراج أزمة مخيم نهر البارد - تغيير إيجابي في مواقف الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام

-

بوادر انفراج أزمة مخيم نهر البارد - تغيير إيجابي في مواقف الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام

أعرب رأفت مرّة، المسؤول الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، "خصوصاً مع حصول تغيير في موقف الجيش اللبناني وموقف فتح الإسلام.

وأوضح مرّة في حديثه أن "الجيش اللبناني ميّز بين عناصر جماعة فتح الإسلام، وأعلن أنه يريد معاقبة عناصر الجماعة الذين قتلوا جنود الجيش اللبناني، وهذا يعني أن الجيش اللبناني سيتعامل بأساليب مخففة مع باقي فتح الإسلام".

وأضاف أن التغيير في مواقف جماعة فتح الإسلام "يتمثل في أنهم بدأوا يقبلون بمبدأ تسليم بعض عناصرهم المتورطة في عمليات قتل لأفراد الجيش اللبناني، ويطالبون بمحاكمة عادلة وبأحكام مخففة".

واستطرد قائلاً: "أما النقطة الأهم، فهي ما تردد من معلومات مهمة من داخل مخيم نهر البارد، تفيد أن جماعة فتح الإسلام أجروا تعديلات هيكلية في بنية الجماعة، فُهم منها أن هذا التغيير هو لإفساح المجال أمام الجهود المبذولة لحل الأزمة".

يذكر أنه وفي هذا الإطار كانت مصادر لبنانية وفلسطينية متطابقة قد ذكرت أن الجماعة قامت بإقصاء شاكر العبسي (فلسطيني الجنسية)، وأبو هريرة، (لبناني الجنسية) عن مركز القرار في الجماعة، ولم يتسن للمركز بعد التأكيد على صحة تلك المعلومات.


وأشار مرة إلى أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية "ارتفعت وتيرة الاتصالات السياسية لإيجاد حل لأزمة مخيم نهر البارد؛ ومن بين هذه الاتصالات اللقاء الذي عقدته لجنة المتابعة الفلسطينية مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قبل أيام، ومنها الجولة الواسعة التي قام بها رابطة علماء فلسطين على عدد من القيادات السياسية في لبنان"، مضيفاً أن "هناك احتمالا لأن تلتقي اليوم رابطة علماء فلسطين بقائد الجيش اللبناني العماد ميشيل سليمان".

وذكر في هذا السياق أن من التحركات السياسية الإيجابية كان لقاء رئيس جبهة العمل في لبنان الإسلامي فتحي يكن، قبل يومين مع العماد ميشيل سليمان، مؤكداً أن كل تلك الاتصالات "أعطت فرصاً كبيرة لإمكانية الحل السياسي للأزمة في نهر البارد".


وقال مرّة: "إن ما يشجع على حل سياسي لأزمة نهر البارد هو الصيغة التي تم التفاهم عليها بين القوى الفلسطينية في لبنان منتصف الأسبوع الماضي، والتي تم بموجبها تشكيل لجنة متابعة فلسطينية تضم منظمة التحرير و"حماس" "فتح" و"الجهاد الإسلامي" والجبهتين الشعبية والديمقراطية و"القيادة العامة"، موضحاً أن "هذا التشكيل يتم لأول مرة على مستوى الساحة اللبنانية"، لافتاً الانتباه إلى أن "تلك الصيغة (لجنة المتابعة) كُلِّفت بالتحركات الهادفة لإنهاء أزمة نهر البارد، وقد باشرت هذه اللجنة عملها على الفور".

وتابع قائلاً: "ما يشجع على الحل السياسي أن ما جرى في مخيم عين الحلوة من اشتباكات بين جند الشام والجيش اللبناني دفع الفلسطينيين واللبنانيين إلى التحرك العاجل لوقف الاشتباكات والاتفاق على تشكيل لجنة أمنية مشتركة تضم منظمة التحرير وقوى التحالف الفلسطيني والقوى الإسلامية وجماعة أنصار الله".

ونوه بأن تلك القوة نزلت إلى الأرض وتمكنت من وقف إطلاق النار وقامت بإبعاد المسلحين من الشوارع في منطقة التعمير على أطراف عين الحلوة حيث دارت الاشتباكات، وفصلت بين جند الشام والجيش اللبناني.

وقال: "هذا المناخ شكّل قناعة عند مختلف القوى السياسية الفلسطينية واللبنانية من أجل ضرورة إتاحة الفرصة لحل أزمة نهر البارد وفقاً لتلك الصيغة"، لافتاً الانتباه إلى أن هناك إجماعا فلسطينيا على ضرورة عدم نقل الأزمة من مخيم نهر البارد إلى مخيم عين الحلوة أو إلى مخيمات أخرى.


ورداً على سؤال حول رؤية حركة "حماس" لحل الأزمة في نهر البارد؛ أجاب مرّة: "يجب أن ترتكز المساعي السياسية على مجموعة من المبادئ؛ "أن يؤدي الحل إلى احترام أمن وسيادة واستقرار لبنان، وحفظ كرامة المؤسسة العسكرية وعدم تعريض المخيمات والمدنيين الفلسطينيين للخطر، والتعامل بأساليب أمنية وقضائية تجاه جماعة فتح الإسلام، مع ضرورة ضمان العودة السريعة للنازحين إلى المخيم وإعادة إعمار المخيم".

وقال: "نحن في حركة حماس نعتبر أن تشكيل لجنة المتابعة الفلسطينية المؤلفة من سبعة أطراف فلسطينية يعطي قوة وتماسكاً للموقف الفلسطيني في لبنان"، مذكّراً بأن حركة حماس كانت دعت إلى تشكيل تلك اللجنة منذ فترة طويلة، وهو ما عملت عليه منذ اندلاع الأزمة في نهر البارد.

وأعاد مرّة إلى الأذهان الدور الذي قامت به حركة حماس في إطار تحركاتها لتطويق الأزمة في مخيم نهر البارد، وقال: "قمنا بزيارات إلى مختلف القوى السياسية في لبنان، وإلى المرجعيات الدينية، وإلى رؤساء الوزراء السابقين، كما أن رئيس المكتب السياسي للحركة الأخ خالد مشعل أجرى اتصالات هاتفية بالرؤساء الثلاثة: أميل لحود (رئيس الجمهورية) ونبيه بري (رئيس مجلس النواب) وفؤاد السنيورة (رئيس الحكومة) وبعدد من القيادات اللبنانية".

وأضاف: "لقد شددت حركة حماس خلال اتصالاتها على إدانة الاعتداء على الجيش اللبناني، وأعلنت رفضها للخيار العسكري الذي يعرض أمن المخيم والمدنيين الفلسطينيين للخطر، وأكدت على وجوب ضمان أمن المخيمات واللاجئين الفلسطينيين المقيمين فيها".


وطالب مسؤول الإعلام في حركة "حماس" بلبنان بـ "الوقف الفوري للعمليات العسكرية في مخيم نهر البارد، وضمان عودة النازحين إلى المخيم"، مناشداً الأطراف المعنية بتقديم الإغاثة العاجلة للأهالي وإعادة إعمار ما تهدم خلال العمليات.

واختتم رأفت مرة حديثه بالقول "إننا نؤكد أن ما حصل في مخيم نهر البارد أمر ليس للفلسطينيين علاقة به من قريب أو بعيد، وأن الفلسطينيين يقدرون الشعب اللبناني ومؤسساته السياسية والعسكرية وأن من مصلحة الفلسطينيين أن يبقى لبنان آمناً ومستقراً وقوياً"، مشدداً على رفض حماس لأي تدخل فلسطيني في الشؤون اللبنانية الداخلية.

التعليقات