بوش يعلن خفضا تدريجيا لقوات الاحتلال الأميركية بالعراق..

بيلوسي: "إبقاء بوش على الإستراتيجية الحالية تضعنا على طريق حرب تستمر عشر سنوات.. بوش وقع فعليا على التزام مفتوح مدته عشر سنوات في العراق"..

بوش يعلن خفضا تدريجيا لقوات الاحتلال الأميركية بالعراق..
أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش تخفيضا محدودا لقوات الاحتلال الأميركية بالعراق يبدأ في وقت لاحق من الشهر الجاري، في حين وصف الديمقراطيون الخطوة بأنها استكمال لإستراتيجية الرئيس الخاطئة التي ترسل القوات إلى الحرب دون هدف واضح.

ففي خطاب متلفز استغرق 18 دقيقة، وجه الرئيس بوش كلمة إلى الشعب الأميركي أعلن فيها قراره بسحب عدد محدود من القوات في العراق نزولا عند توصيات تقرير بتراوس/كروكر في ضوء المكاسب الأمنية التي حققتها تلك القوات، على حد قوله.

وقال بوش إن 2200 جندي من قوات المارينز ستعود إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري، بالإضافة إلى خمسة ألوية سيتم سحبها على مراحل بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل، ليعود عدد قوات الاحتلال بالعراق إلى ما كان عليه قبل قرار زيادتها مطلع العام الجاري.

وشدد الرئيس الأميركي على أن قراره بتنفيذ التوصيات الواردة في تقرير قائد القوات الأميركية بالعراق الجنرال بتراوس إلى الكونغرس الأميركي، يأتي في إطار الإنجازات التي حققها قرار زيادة القوات ميدانيا على أرض الواقع، معترفا في الوقت نفسه بالمصاعب التي واجهتها وتواجهها تلك القوات في العراق.

واستشهد بوش بمحافظة الأنبار نموذجا للمكاسب الأمنية التي حققتها قوات الاحتلال الإضافية بالعراق معتبرا أن هذه البقعة من الأراضي العراقية تحولت إلى مثال عملي لمكافحة تنظيم القاعدة ومنطلقا لعودة ما أسماه العراق الحر القائم على الأمن والاستقرار.

واعتبر أن تجربة الأنبار تتكرر في مناطق أخرى من العراق مثل ديالى وبعقوبة وبغداد التي قال عنها إنها أصبحت أكثر أمنا من ذي قبل مع تراجع عمليات العنف بالتوازي مع ملاحقة وقتل العديد من قيادات القاعدة أو المليشيات المتطرفة المدعومة من إيران، حسب تعبيره.

وقال إن قوات الاحتلال ستعمل في المرحلة الثانية من الإستراتيجية الميدانية التي وصفها "بالمرحلة الانتقالية" في الإشراف على تدريب ودعم القوات العراقية التي ستتولى المسؤولية الأمنية، مشددا على أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن حماية العراقيين.

وفي المقابل، قالت المعارضة الديمقراطية إن الرئيس الأميركي جورج بوش حكم على الجيش الأميركي بخوض حرب لا نهاية لها في العراق، رافضة الإقرار بنجاح إستراتيجيته في هذا البلد الذي يمزقه العنف بجميع أشكاله.

ودان الديمقراطيون ما أسموه "إستراتيجية خاطئة تشغل الاهتمام والموارد المخصصة لمكافحة شبكة أسامة بن لادن".

وقال السيناتور جاك ريد إن خطة إدارة بوش تعني الإبقاء على "وجود عسكري بلا نهاية وبلا حدود في العراق"، مؤكدا أن "الرئيس فشل مجددا في تقديم خطة لإنهاء الحرب أو ذكر سبب مقنع لمواصلتها".

وأضاف أن "جنودنا أقسموا اليمين على حماية بلدنا، ونحن نتحمل المسؤولية العلنية في إرسالهم إلى القتال فقط بمهمة واضحة وقابلة للتحقق". وقال "هذا المساء، لم يعلن الرئيس شيئا من هذا النوع".

أما رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي فقالت إن إبقاء بوش على الإستراتيجية الحالية "تضعنا على طريق حرب تستمر عشر سنوات". وأضافت أن "بوش وقع فعليا على التزام مفتوح مدته عشر سنوات في العراق".

من جهته، قال السيناتور باراك أوباما المرشح لانتخابات الرئاسة إنه "حان الوقت لإنهاء حرب ما كان يجب أن تبدأ". ووصف رئيس اللجنة القومية هاورد دين خطاب بوش بأنه كلام "علاقات عامة معاقة لشراء فسحة من الوقت لسياسة فاشلة".

ورأى السيناتور إدوارد كنيدي أن الرئيس "حول قواتنا إلى رهائن لدى القادة العراقيين الذين لم يظهروا حتى الآن أي رغبة في اتخاذ القرارات الصعبة الضرورية لإنهاء الحرب الأهلية".

وحاول بوش في خطابه استمالة النواب الديمقراطيين في الكونغرس ونظرائهم من الجمهوريين المعارضين لسياساته.

ودعاهم إلى توحيد جميع الجهود من أجل دعم القوات الأميركية بتوفير الاعتمادات اللازمة التي تطلبها القيادة العسكرية الميدانية من أجل تحقيق أهدافها، وتوفير ما يلزم لهذه القوات من قدرات لتحقيق النصر على أعدائها، حسب تعبيره.

التعليقات