تأجيل محاكمة صدام ومساعديه بعد جلسة عقدت وسط تظاهرات تأييد وتنديد

وزير الدفاع الأميركي السابق رمزي كلارك ووزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي والمحامي الأردني عصام الغزاوي انضموا إلى فريق الدفاع عن صدام

تأجيل محاكمة صدام ومساعديه بعد جلسة عقدت وسط تظاهرات تأييد وتنديد
بعد جلسة استغرقت أقل من ثلاث ساعات وتضمنت شهادة مُسَجلة بالفيديو لشاهد في عداد الأموات الآن، أمر القاضي بتأجيل المحاكمة أسبوعا لإعطاء أحد الثمانية فرصة الحصول على تمثيل قانوني.

وأصبح طه ياسين رمضان نائب الرئيس السابق بلا محام بعد مقتل اثنين من أعضاء فريق الدفاع وفرار ثالث من العراق بعد تلقيه تهديدات عقب جلسة المحاكمة الاولى التي عقدت في أكتوبر تشرين الاول. ورفض رمضان محاميا عينته المحكمة لذا أمر القاضي رزكار محمد أمين بالتأجيل.

وستعقد الجلسة التالية في الخامس من ديسمبر كانون الاول.

وكانت قد استؤنفت في العاصمة العراقية اليوم محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من مساعديه أمام محكمة عراقية خاصة في قضية واحدة تتعلق بقتل 148 عراقيا في مدينة الدجيل شمال بغداد عقب محاولة اغتيال فاشلة استهدفت موكبه عام 1982.

وبدأت المحاكمة بحضور صدام حسين وسبعة من كبار مساعديه فضلا عن 12 محاميا يمثلون فريق الدفاع. كما حضر الجلسة وزير الدفاع الأميركي السابق رمزي كلارك ووزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي والمحامي الأردني عصام الغزاوي الذين انضموا مؤخرا إلى فريق الدفاع.

وأدخل المتهمون تباعا إلى قاعة المحكمة واقتيدوا إلى قفص الاتهام. ودخل معظم المتهمين إلى قاعة المحكمة وهم يرتدون الملابس العربية التقليدية, بينما ارتدى صدام حسين الذي كان آخر الواصلين بدلة قاتمة من دون ربطة عنق حاملا بيده المصحف الشريف.

وطلب رئيس المحكمة رزكار محمد أمين إدخال "المتهمين بدون أغلال أو قيود" بعد أن اشتكى له صدام من أنه دخل قاعة المحكمة مكبلا.

وعندما طلب رزكار من خليل الدليمي محامي صدام حسين توكيلا خطيا من موكله يخول كلارك والنعيمي والغزاوي الدفاع عنه, تدخل الرئيس العراقي السابق قائلا "لماذا ينتزع قلمي مني وأوراقي وكيف للمتهم أن يدافع عن نفسه إذا جرد من القلم والورقة".

وهنا طلب رزكار إحضار أوراق بيضاء وقلم له, فقال صدام حسين بحزم "لا أريدك أن تطلب بل أريدك أن تأمرهم فهم في بلادنا وأنت صاحب سيادة, أنت عراقي وهم محتلون أجانب وغزاة".

ثم طلب الدليمي من رئيس المحكمة تلاوة سورة الفاتحة على روح المحاميين سعدون الجنابي وعادل الزبيدي من فريق الدفاع اللذين قتلا على أيدي مسلحين في حادثين منفصلين مؤخرا.

ووافق رئيس المحكمة على الطلب, وقال إن "المحكمة تبدي أسفها لما حصل للمحاميين اللذين كانا معنا في الجلسة السابقة.. وإن المحكمة مؤمنة أن أفضل ذكرى لهم هو إجراء محاكمة عادلة في هذه القضية"، ثم قرأ الجميع الفاتحة.

وبدأ القاضي رزكار الجلسة بقراءة إفادة شاهد الإثبات الرئيسي في قضية الدجيل وضاح الشيخ الذي توفي في مستشفى ببغداد نتيجة مضاعفات مرض السرطان, كما عرض على هيئة المحكمة قرص فيديو رقمي (DVD) يظهر فيه صدام ومعاونوه في زيارة للدجيل عقب محاولة الاغتيال الفاشلة.

وجاء في إفادة وضاح الشيخ أنه لم يعرف صدام وإنما تلقى الأوامر من رئيس جهاز المخابرات السابق المتهم برزان التكريتي, موضحا أنه كانت هناك حساسية بين برزان ومدير جهاز الأمن السابق فاضل البراك.

وأضاف الشيخ في شهادته أن عدد من أطلقوا النار على أبناء الدجيل لم يزد عن 12, معربا عن استغرابه لارتفاع عدد المعتقلين. وقال إنه نقل من عمله وأوقف عن العمل ثم أودع السجن بعد انتهاء التحقيقات في قضية الدجيل. وقال إن المتهم طه ياسين رمضان ترأس لجنة تجريف الأراضي.

ويدرس كبير القضاة الذي يرأس هيئة المحكمة المكونة من خمسة قضاة عددا من طلبات الدفاع منها طلب فريق الدفاع لتأجيل المحاكمة ثلاثة أشهر أخرى لمواصلة التحضير لمحاكمة بهذا التعقيد القانوني.

كما أن الدفاع يريد مزيدا من الوقت لمناقشة إستراتيجية التحرك بعد أن أضيف إلى فريقه في اللحظة الأخيرة كل من كلارك والنعيمي.

وفي حالة رفض هذا الطلب يتوقع أن تستمر المحاكمة ثلاثة أيام على الأقل هذا الأسبوع, غير أن إجراء الانتخابات الوطنية في 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل يضيف ثقلا لطلب التأجيل السريع.

ولم يوافق المحامون المستمرون في تمثيل المتهمين الثمانية -وهم نحو عشرة- على العودة إلى المحكمة إلا بعد الحصول على تعهدات أمنية.

وتزامن مع جلسة اليوم تظاهرتين خرجتا في محافظة صلاح الدين الأولى نددت بهذه المحاكمة والثانية طالبت بإعدام صدام.

فقد تظاهر مئات العراقيين وسط مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع احتجاجا على محاكمته. وتجمع المتظاهرون أمام مسجد "صدام الكبير" وسط المدينة وهم يرفعون صور الرئيس المخلوع بملابسه العسكرية والعربية التقليدية وحتى الكردية.

وفي مدينة الدجيل تظاهر عشرات العراقيين للمطالبة بإعدام صدام. ورفع المتظاهرون لافتات طالبت بإنزال أقسى العقوبات بحق الرئيس المخلوع. كما رفع المتظاهرون صورا لأقارب لهم قتلوا على يد النظام بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها موكب صدام حسين في هذه القرية عام 1982.

يذكر أن معظم فترة الأربعين يوما من تأجيل الجلسة الأولى ضاع في قضايا أمنية بعد مقتل أحد محامي الدفاع في اليوم التالي لبدء المحاكمة وقتل آخر في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري, مما أدخل إجراءات القضية في حالة من الفوضى. وهرب محام ثالث من العراق بعد تهديدات بالقتل.

ونقلت رويترز عن ضابط شرطة عراقي أن ثمانية أشخاص احتجزوا في مدينة كركوك شمال بغداد يوم أمس واعترفوا بأنهم خططوا لقتل رائد جوحي كبير محققي المحكمة. وكان جوحي أعد القضية ضد صدام وأصبح يمثل الوجه العلني للمحاكمة. (الجزيرة)

التعليقات