تأكد مقتل شاكر العبسي وعائلته تعتبره شهيداً وتطالب بدفنه في الأردن..

الجيش اللبناني من نازحي المخيم عدم العودة إليه قبل الانتهاء تماما من إزالة الألغام * المعركة الأخيرة تخلف في المخيم نحو 40 قتيلا من فتح الإسلام و5 من الجيش اللبناني..

تأكد مقتل شاكر العبسي وعائلته تعتبره شهيداً وتطالب بدفنه في الأردن..
تعرفت زوجة قائد جماعة "فتح الإسلام" شاكر العبسي على جثته في مستشفى طرابلس الحكومي شمالي لبنان وفق ما أفاد مراسل الجزيرة.

وكانت مصادر أمنية وحكومية لبنانية رجحت مقتل العبسي في المعركة النهائية التي حسم بها الجيش اللبناني أزمة مخيم نهر البارد، أمس الأحد، بعد قرابة أربعة أشهر من المعارك.

وأشارت تلك المصادر إلى العثور على جثة العبسي بين جثث مقاتلين آخرين نقلت إلى المستشفى بانتظار نتائج فحص الحمض النووي لتأكيد هوية صاحب الجثة.

كما جاء أن مصير المتحدث باسم فتح الإسلام أبو سليم طه ما زال مجهولا، إضافة إلى مصير خمسة أو ستة عناصر من الجماعة ربما تمكنوا من الفرار من المخيم أمس.

وأوضح المراسل أنه بمصرع العبسي يكون جزء كبير من المعلومات عن فتح الإسلام قد ذهب معه.

وأسدل الستار أمس على أزمة نهر البارد بعدما أعلن الجيش اللبناني سيطرته الكاملة على المخيم.

وقالت مصادر عسكرية لبنانية إن الجيش سيطر على جميع مواقع فتح الإسلام في المخيم، مشيرة إلى عدم وجود أي مقاومة.

وطلب الجيش اللبناني من نازحي المخيم عدم العودة إليه قبل الانتهاء تماما من إزالة الألغام، وقال في بيان له إن الأوامر أعطيت للقوى العسكرية بمنع أي كان من الدخول إلى المخيم لحين زوال الأسباب المانعة.

وخلفت المعركة الأخيرة في المخيم نحو أربعين قتيلا من فتح الإسلام وخمسة من الجيش اللبناني.

وقالت مصادر طبية إن 28 جثة من مسلحي فتح الإسلام وصلت إلى مستشفى قريب في طرابلس، بينما تحدثت مصادر عسكرية عن اعتقال 15 مسلحا.

واعترف الجيش بمقتل خمسة من جنوده الأحد والسبت ليرتفع بذلك عدد قتلى الجيش منذ اندلاع المعارك في 20 مايو/أيار إلى 158، إضافة إلى مصرع أكثر من عشرين مدنيا فيما يقدر قتلى فتح الإسلام بأكثر من ستين.

وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قال إن "الدولة اللبنانية ملتزمة بإعادة إعمار مخيم نهر البارد". داعيا الدول المانحة إلى عقد اجتماع في العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري.

وشدد على أن هذه الحرب لم تكن ضد الفلسطينيين، وإنما كانت "معركة لبنانية فلسطينية ضد الإرهابيين"، وأن الانتصار مشترك بينهما.

وأكد السنيورة أن مخيم نهر البارد سيكون من الآن وصاعدا "تحت سلطة الدولة اللبنانية دون سواها" خلافا لسائر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الخارجة عن سلطة الدولة منذ عقود ولا يدخلها الجيش.

وهنأ ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي في حديث تلفزيوني الجيش على "النصر في ظروف صعبة استثنائية قاسية رغم كل المفاجآت ورغم كل التجهيزات التي كانت لدى هذه العصابة".

من ناحيته استبعد منير المقدح - قائد قوة الكفاح المسلح (تضم مختلف التنظيمات) في مخيم عين الحلوة- أي انعكاسات سلبية لما جرى على المخيم الواقع في جنوب لبنان.

وقال المقدح في حديث نشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية "إن الأوضاع في المخيم جيدة وإيجابية ولن نسمح بحصول أي انعكاسات سلبية والأمن في المخيم ممسوك".

وفي المقابل، طالبت عائلة شاكر العبسي الموجودة في الأردن بتسليمها جثمان ابنها. وقال الشقيق الأصغر لشاكر -عبد الرزاق العبسي- إنه توجه اليوم لوزارة الخارجية الأردنية وطالبها رسميا بالعمل على تسلم عائلة العبسي جثمان ابنها الذي قتل في اليوم الأخير من المعارك بين فتح الإسلام والجيش اللبناني التي استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر.

وأضاف العبسي للجزيرة نت "أحتسب شقيقي شهيدا في سبيل الله"، وزاد "همنا الآن أن نحضر جثمانه وندفنه هنا في بلده الأردن".

وأوضح الشقيق الأصغر لزعيم فتح الإسلام أن عائلة العبسي ستفتح بيتا "للشهيد"، مطالبا السلطات الأردنية بالعمل الجاد على نقل جثمان شقيقه إلى الأردن "كونه مواطنا أردنيا".

وكشف عن تقديم العائلة قبل أيام طلبا مماثلا للخارجية الأردنية بالسماح لعائلة العبسي بالانتقال للعيش في الأردن، لكنه قال إنه لم يتلق أي رد على طلباته حتى الآن.

وأِشار إلى أن "اتصالات غير مباشرة" جرت في الأيام الأخيرة بين عائلة العبسي في عمان وزوجة شاكر العبسي التي خرجت مع عائلات مقاتلي فتح الإسلام من مخيم نهر البارد الأسبوع الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن شاكر العبسي ولد في مخيم عين السلطان بالقرب من مدينة أريحا بالضفة الغربية عام 1955، وعاش سنوات طفولته في مخيم الوحدات الواقع ضمن حدود العاصمة الأردنية عمان، إلى أن غادر الأردن عام 1973 متوجها لسوريا.

التعليقات