تفجيرات تهز بغداد عشية استئناف محاكمة صدام

-

تفجيرات تهز بغداد عشية استئناف محاكمة صدام
هزت سلسلة من التفجيرات العاصمة العراقية بغداد يوم الاثنين بعد أن استهدف مسلحون نقطة تفتيش بالقرب من مجمع الحكومة مما أسفر عن مقتل شخصين وأطلقوا قذائف مورتر على متنزه وهاجموا دورية للجيش الامريكي.

وجاءت الهجمات قبل يوم من الموعد المقرر لاستئناف محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وفيما تستعد الأحزاب السياسية لاجراء محادثات بشأن تشكيل حكومة ائتلافية تأمل الولايات المتحدة في أن تؤدي الى تقويض الدعم للمسلحين من العرب السنة.

وقال رزكار أمين رئيس المحكمة التي تنظر قضية صدام لرويترز ان استقالته نهائية وانه لن يترأس الجلسة المقررة يوم الثلاثاء والتي تنعقد في المنطقة الخضراء شديدة الحراسة. واستقال امين في وقت سابق هذا الشهر احتجاجا على ما وصفه بتدخل الحكومة في المحاكمة.

ورغم الاجراءات الامنية المكثفة في جميع أنحاء بغداد فجر انتحاري سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش قرب المنطقة الخضراء والسفارة الايرانية التي قال موظفوها انه لم تلحق بها أضرار نتيجة الهجوم.

وأظهرت لقطات تلفزيونية سيارة شرطة وقد اشتعلت فيها النيران وحطام السيارة التي استخدمت في الهجوم الانتحاري.

وقالت الشرطة ان شخصين قتلا وأصيب ستة، ثلاثة منهم من المدنيين وثلاثة من الشرطة.

وبعد ذلك بدقائق انفجرت قنبلة وضعت على جانب طريق في منطقة الوزيرية مما أدى الى اصابة شخصين . كما سقطت عدة قذائف مورتر على متنزه قرب المنطقة الخضراء يضم حديقة حيوانات بغداد ومدينة ملاه. وقالت الشرطة ان الهجوم لم يسفر عن وقوع اصابات.

وذكرت الشرطة أن انفجار سيارة ملغومة استهدف دورية مشتركة للجيشين الامريكي والعراقي في جنوب بغداد أسفر عن اصابة اثنين من المدنيين.

وقالت وزارة الداخلية العراقية ان حملة أمنية في العاصمة لاتزال سارية في ظل مخاوف من شن مزيد من الهجمات على ايدي مسلحين من العرب السنة اغضبتهم نتائج انتخابات 15 ديسمبر كانون الاول التي أكدت هيمنة الشيعة.

وذكر مسؤول في الوزارة لرويترز شريطة عدم نشر اسمه "نتوقع ارتفاعا في وتيرة الهجمات التي يشنها مسلحون بسبب نتائج الانتخابات."

ومنحت نتائج الانتخابات التي أعلنت يوم الجمعة التحالف الحاكم المؤلف من أحزاب شيعية اسلامية 128 مقعدا في البرلمان المؤلف من 275 مقعدا و55 مقعدا لتكتلين سنيين فيما حصل التحالف الكردستاني على 53 مقعدا.

ويعتقد كثير من السنة أنهم تعرضوا لخداع في الانتخابات وقال التكتل السني الرئيسي امس الاحد انه سيطعن في النتائج. لكنه ألزم نفسه باجراء محادثات مع الاحزاب الشيعية والكردية لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وللاحزاب السياسية مهلة تنقضي بحلول منتصف ليل اليوم الاثنين لتقديم الطعون. وسيطعن التحالف الشيعي أيضا في نتائج الانتخابات دافعا بأنه كان يجب منحه عشرة مقاعد أخرى.

وسيكون لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عشرة أيام للبت في الطعون. لكن المفاوضات بشأن تشكيل أول حكومة كاملة الولاية في العراق بعد الاطاحة بصدام ستبدأ خلال الايام المقبلة.

ومن المقرر استئناف محاكمة صدام غدا الثلاثاء دون القاضي امين. وتسببت استقالة امين في حالة من التشوش داخل المحكمة التي القيت ظلال من الشك على قدرتها على اجراء محاكمة نزيهة في ظل الصراع الطائفي والعرقي بعد مقتل اثنين من فريق الدفاع وتبادل الاتهامات باللجوء الى الترهيب.

وقال أمين في تصريحات مقتضبة لرويترز "الجميع يحاولون التأثير على قراري لكنه نهائي."

وذكر مصدر مقرب من القاضي انه لم يكن راضيا عن الضغط السياسي الذي فرض عليه لمنع صدام من التحدث خلال الجلسات ولتسريع المحاكمة.

واعلن المتحدث باسم المحكمة أنها عينت قاضيا جديدا ليرأس الجلسة القادمة يوم الثلاثاء.

وقال رائد جوحي المتحدث باسم المحكمة ان هيئة المحكمة اجتمعت يوم الاثنين وقررت أن يرأس القاضي رؤوف عبد الرحمن الجلسة.

ومن ناحية أخرى قال محامي صدام ان الدفاع يعتزم طلب وقف اجراءت سير المحاكمة.

التعليقات