حرب الإبادة مستمرة في الفلوجة وقوات الإحتلال الأمريكية تواجه مقاومة ضارية لصد "الشبح الغاضب"

-

حرب الإبادة مستمرة في الفلوجة وقوات الإحتلال الأمريكية تواجه مقاومة ضارية لصد
أقرت قوات الاحتلال الأمريكي الثلاثاء 9-11-2004 بمقتل إثني عشر جندياً من قوات المارينز منذ بدء العملية العسكرية الأخيرة على الفالوجة كما أصيب خمسة جنود أميركيين أمس عند مهاجمة قوات المارينز لسيارتين اعتقدت أنهما مفخختين.كما أقرت أنها تواجه مقاومة ضارية من المقاتلين في مدينة الفلوجة خاصة في حي الجولان بشمال غرب المدينة. ويؤكد السكان أن قذائف المدفعية والطيران والدبابات الأميركية تنهمر بغزارة على هذا الحي.

وكانت قد أعلنت قوات الاحتلال أنها باتت على مسافة تقل عن كيلومتر واحد من وسط المدينة؛ حيث أكد ضابط أمريكي رفيع المستوى لوكالة الأنباء الفرنسية أن "الهجوم ينطلق من الشمال باتجاه الجنوب، ولقيت القوات الأمريكية مقاومة بادئ الأمر، إلا أنه لم يتبق سوى القليل منها حاليا، والجنود باتوا على أقل من كيلومتر من وسط الفلوجة".

وذكرت "رويترز" أن المقاومة العراقية أسقطت هليكوبتر أمريكية في حي الجولان الثلاثاء. وقال مراسل "رويترز" فاضل البدراني: "رأيت الهليكوبتر تصطدم بصاروخ. وتحولت لكتلة من اللهب وسقطت على الأرض". ونقلت الوكالة في نشرتها الإلكترونية عنه قوله: "الدخان في كل مكان". لكن الجيش الأمريكي نفى، وقال في بيان: "لم يحدث أن أسقطت طائرة هليكوبتر تابعة للقوة متعددة الجنسيات بالعراق".

وأكد سكان الفلوجة أن القوات الأمريكية توغلت داخل المدينة الثلاثاء، وأنها غير بعيدة عن وسطها الخاضع لسيطرة المقاومين. كما أكد أحد السكان أن القوات الأمريكية تتقدم في المدينة من الشمال. وذكر السكان أن الدخان يتصاعد من أرجاء المدينة مع اهتزازها في انفجارات متواصلة. ولزم المدنيون منازلهم، ولم ترد حتى الآن أنباء عن حجم القتلى والمصابين.

وقال السكان: إن القصف الأمريكي دمر مركزا طبيا وسط الفالوجة بعد قصفه بثمانية صواريخ دمرته بشكل كامل، وترددت أنباء عن سقوط عشرات القتلى كانوا بداخله.

وسيطرت القوات الأمريكية والعراقية على مستشفى الفلوجة الرئيسي قبل ساعات من بدء الهجوم الشامل. وقال سامي الجميلي وهو طبيب في المستشفى أفلت من الاعتقال وقت الاستيلاء على المستشفى: إن المدينة تنقصها إمدادات طبية وإن عددا محدودا من العيادات الطبية لا يزال يعمل.

وقال الطبيب أيضاً: "لا يوجد جرّاح واحد في الفلوجة. ولدينا عربة إسعاف واحدة ضربت بنيران أمريكية وأصيب طبيب.. هناك عشرات من المدنيين الجرحى في منازلهم ولا نستطيع نقلهم.. مات صبي عمره 13 عاما للتو بين يدي

وذكر مراسل من داخل المدينة أن معارك عنيفة دارت في حي الجولان حيث يتحصن المقاتلون. وتقدم مئات من عناصر المارينز (مشاة البحرية الأمريكية) في حي الجولان.

وقال اللفتنانت كولونيل باتريك مالاي: إن الجيش اختار اقتحام المدينة من ناحية الشمال مع قصف القطاع الأوسط حيث يتمركز العدد الأكبر من المسلحين.

وفي تطور آخر قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن المقاتلين سيطروا بعد ظهر اليوم على وسط مدينة الرمادي غربي بغداد بعد اشتباكات مع قوات الإحتلال الأميركية استمرت 24 ساعة انسحبت على إثرها القوات الأميركية من الشارع الرئيسي بالمدينة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير كولن باول اتصل الإثنين بعواصم أجنبية عدة ليشرح لها أسباب الهجوم العسكري على الفلوجة، وليعد ببذل أقصى الجهود من أجل تجنب سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

وأوضحت أنه اتصل بكل من نظرائه: البولندي فلودزيمير سيموزفيتش، والمصري أحمد أبو الغيط، والأردني هاني الملقي، والتركي عبد الله جول، والسعودي سعود الفيصل.

وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: إن باول سعى إلى التوضيح أن اللجوء إلى العملية العسكرية كان الخيار الأخير بعد أن "بذلت الحكومة العراقية كافة الجهود الممكنة من أجل إيجاد حل سياسي وإيجاد أشخاص للتحدث معهم للتخلص من المتمردين وبسط سلطة الحكومة، وأن العمليات العسكرية لم تكن إلا الخيار الأخير".

وأضاف أن القوات الأمريكية والعراقية المشاركة في الهجوم تقوم بـ"كل ما بوسعها لتجنب سقوط ضحايا في صفوف المدنيين". وقال: "نعلم جميعا أن هذا النوع من المعارك في المدن يمكن أن يسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، ولا يسعنا إلا أن نأمل أن يأتي كل ما فعلناه للتقليل من ذلك بنتيجة".

وقال باوتشر: إن باول ينوي إجراء "اتصالات أخرى بدول صديقة قلقة من الوضع في هذه المنطقة". وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق أن باول أجرى اتصالا بوزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن حوالي 12 ألف جندي أمريكي وعراقي يشاركون في عملية "الشبح الغاضب" التي شنت للسيطرة على الفلوجة التي تعتبر معقلا للمقاومة.


وازاء ذلك تتواصل حملات التنديد بما يجري في الفلوجة، فقد ناشد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور حارث الضاري الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وأصحاب الضمائر الحية في العالم التنبه إلى ما دعاها المجازر وحرب الإبادة في الفلوجة. وأكد الضاري أن المقاومة في العراق حق مشروع وأن الهيئة مع هذا الحق.

وفي ردود الفعل أيضا أعلن الحزب الإسلامي في العراق انسحابه من الحكومة وقال إن مشاركته فيها لم يعد لها ما يبررها بسبب الهجوم الأميركي على مدينة الفلوجة. واتهم الحزب في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه الحكومة العراقية بالتواطؤ في ما سماه استباحة دم العراقيين. وحمل الحزب القوات الأميركية والحكومة المؤقتة تداعيات ما وصفه بالسياسات اللامسؤولة, مطالبا بالوقف الفوري لنزيف الدم.

من جهته ندد مكتب الشهيد الصدر بقصف الفلوجة. وطالب بيان باسم المكتب جميع أفراد الحرس الوطني والشرطة العراقية بعدم مساعدة القوات الأميركية لكونها قوات احتلال، حسب وصف البيان، الذي جاء فيه كذلك أن الاعتداء على الفلوجة الصابرة الممتحنة هو اعتداء على الشعب العراقي عموما.
في هذه الأثناء ناشدت جماعة الإخوان المسلمين في مصر القوات العراقية عدم مقاتلة المسلحين في الفلوجة. ودعت المقاومة العراقية للدفاع عن المدينة.

وفي السياق دعا بيان منسوب لجماعة قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي المسلمين إلى حمل السلاح ضد من وصفه بعدوهم الأميركي.

ونشرت جماعة أخرى هي الجيش الإسلامي في العراق بيانا على موقعها على الإنترنت يدعو إلى شن هجمات مكثفة ضد القوات الأميركية وإلى مزيد من عمليات احتجاز الرهائن.


وفي محاولة لاحتواء انعكاسات أحداث الفلوجة على بغداد، أعلنت الحكومة العراقية المؤقتة فرض حظر تجوال ليلي على العاصمة لأجل غير مسمى.

وجاء في البيان أن الحظر سيسري اعتبارا من اليوم من الساعة العاشرة والنصف مساء وحتى الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش.
الجدير بالذكر ان اوامر حظر التجول تعتبر اوامر عسكرية، حيث يلقى على عاتق قوات عسكرية تطبيقها، وليست اوامر سياسية، ما يدعو الى التأكيد بان علاوي هو حاكم عسكري للعراق وليس حاكما مدنيا او سياسيا.

وقد شهدت مناطق أخرى من العراق سلسلة من الهجمات الدامية والاشتباكات والانفجارات أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

ففي مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد شن مسلحون صباح اليوم هجمات على مراكز للشرطة بالمدينة. وقد تضاربت الأنباء حول حصيلة تلك الهجمات، ففيما أفادت تقارير بسقوط 45 قتيلا نفى قائد شرطة محافظة ديالى سقوط أي قتيل في صفوف الشرطة واكتفى بالإشارة إلى سقوط جرحى.

وقد أعلن بيان نسب إلى جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي على موقع للإنترنت مسؤوليته عن العملية.

وكان متحدث باسم الجيش الأميركي ذكر أن سبعة مسلحين قتلوا وأصيب خمسة جنود أميركيين أمس عند مهاجمة قوات المارينز لسيارتين اعتقدت أنهما مفخختين.

وفي مدينة كركوك قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في موقف للسيارات عند مدخل قاعدة كبيرة للجيش العراقي الجديد في بلدة شمال المدينة.

كما سقطت أربعة قذائف هاون على المنطقة الخضراء وسط المدينة تزامنا مع هبوط مروحيات تابعة للقوات الأميركية. وفي وقت سابق سمع دوي انفجار قوي قرب مجمع حصين يؤوي بعض أعضاء الحكومة العراقية المؤقتة ومسؤولين حكوميين آخرين.

تأتي هذه الهجمات مع تهديد وجهه ما يعرف باسم الجيش الإسلامي في العراق عبر موقعه على الإنترنت بأن مقاتليه سيهاجمون نحو عشرين هدفا محددا في العراق، ردا على الهجوم الأميركي على الفلوجة.

المصدر الجزيرة والوكالات

التعليقات