"صاندي تايمز": الغارات في السودان شنتها طائرات بدون طيار ؛ السودان: لا يوجد ما يشير إلى أن الشاحنات كانت محملة بالسلاح

تتوالى التقارير الصحفية وخاصة الغربية حول الغارات التي استهدفت مواقع سودانية قبل نحو شهرين. واعترفت السودان بتعرض منطقة حدودية مع مصر لهجمتين، مستبعدة في الوقت ذاته.....

وقالت "الصاندي تايمز" البريطانية صباح اليوم إن اسرائيل استخدمت طائرات بدون طيار من طراز هرمس 450 في غارتين استهدفتا قوافل شاحنات ن في صحراء السودان.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية إن طائرات " هرمس" بدون طيار، رافقتها طائرة بدون طيار من طراز "إيتان" التي وصفتها بأن حجمها يعادل حجم طائرة البووينغ 737" . مشيرة إلى أن الطائرات بدون طيار يتم التحكم فيها عن طريق الأقمار الصناعية وقادرة على التحليق لمدة 24 ساعة.

وادعت الصحيفة أن «الشاحنات التي تعرضت للقصف كانت محملة بصواريخ من طراز فجر 3 من صنع إيران مفككة لأجزاء ليتسنى إدخالها عبر الأنفاق إلى قطاع غزة» مضيفة أن «تل ابيب والمفاعل النووي في ديمونا يقعان في مدى هذه الصواريخ في حالة إطلاقها من القطاع». وأضافت أن تلك القوافل «تم رصدها من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي»، وأن «50 سودانيا، إلى جانب وكلاء إيرانيين قتلوا في الغارتين».

وقالت شبكة "إي بي سي" الأمريكية، يوم أمس، السبت، أن إسرائيل شنت هجوما ثالثا في السودان عدا عن الهجمتين اللتين تناولتهما وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة، وحسب الشبكة فإن الهجمات كانت تهدف إلى منع وصول شحنات سلاح إلى قطاع غزة. ولم تورد الشبكة تفاصيل حول الهجمة الثالثة أو المكان الذي استهدفته في السودان. واعترفت السودان رسميا يوم أمس بهجومين وتشتبه بأن إسرئيل هي من يقف ورائهما.



واستبعدت الخارجية السودانية أن تكون المركبات المستهدفة شاحنات تهريب سلاح، ورجحت أن تكون شاحنات سلع استهلاكية. وقال شهود عيان أن المنطقة النائية التي تعرضت للقصف على الحدود المصرية السودانية هي منطقة يزدهر فيها التهريب، كما تعتبر ممرا لتهريب البشر من الاثيوبين والارتريين الى اسرائيل. وقال شهود العيان أن الهجمة التي نفذتها طائرتان استهدفت شاحنات لتهريب البضائع الاستهلاكية.

وقال السودان يوم الجمعة انه يعتقد أن اسرائيل وراء هجومين على من يشتبه بأنهم مهربون مما أسفر عن مقتل ما يصل الى 40 شخصا في منطقة نائية بشمال البلاد في يناير كانون الثاني وفبراير شباط.

وقال علي الصادق المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية ان الاعتقاد الاول كان هو أن الامريكيين هم من فعلوا ذلك وأن السلطات السودانية اتصلت بالامريكيين فنفوا بشكل قاطع أن يكونوا ضالعين في الامر. وتابع أن السلطات ما زالت عاكفة على التحقق من الامر. ورجح أن يكون الامر له علاقة باسرائيل.

وتعتبر تصريحات الصادق أول اقرار رسمي من جانب الحكومة السودانية بوقوع الهجومين اللذين كانت صحيفة الشروق المصرية أول من نشرت تقريرا بشأنهما في وقت سابق من الاسبوع.

وصرح الصادق بأنه يعتقد ان الهجوم الاول وقع في الاسبوع الاخير من يناير بينما وقع الثاني في منتصف فبراير.
وقال لرويترز ان السلطات لم تعرف بالهجوم الاول الى ان وقع الهجوم الثاني وذكر ان الهجومين وقعا في منطقة قريبة من الحدود المصرية وهي منطقة صحراوية نائية ليس بها سكان.

وأضاف أن السودان يجمع الادلة من موقع الهجمات. وقال انه ما من دليل على ان القوافل التي تعرضت للهجوم كانت تحمل أسلحة ورجح أن تكون لتهريب البضائع مشيرا الى ان الشاحنات كانت صغيرة ومن المستبعد حمل أسلحة في شاحنات كتلك.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة أن طائرات حربية اسرائيلية هاجمت قافلة من الشاحنات في السودان في يناير كانون الثاني للحيلولة دون وصول ما يشتبه أنها شحنة أسلحة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة. ومثل هذه المهمة يتعين ان تشمل خرقا للعديد من نقاط التفتيش المصرية في وادي النيل وشبه جزيرة سيناء وهو ما يرى محللون انه بعيد الاحتمال.

وقال ايساندر العمراني المحلل المتخصص في شؤون مصر وشمال افريقيا بالمجموعة الدولية لمعالجة الازمات "انني متشكك في ان يمر مثل هذا العدد الكبير من الاسلحة التي تشمل صواريخ بعيدة المدى عبر مصر دون ان يراها أحد."
وقال "يعني هذا هو ان مصر نقطة عبور رئيسية .. للاسلحة الى غزة. وهذا زعم كبير للغاية."

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قد قال الخميس ان اسرائيل تعمل "حيثما نستطيع" لضرب أعدائها لكنه لم يشر تحديدا الى الهجوم في السودان.
وأضاف "لا جدوي من الخوض في التفاصيل.. كل شخص يستطيع ان يستخدم خياله... ومن ينبغي ان يعرف فليعرف انه لا يوجد مكان لا تستطيع دولة اسرائيل العمل فيه."

وصرح الصادق بأنه اذا كانت اسرائيل هي المتورطة فهي قد تحركت بناء على معلومات خاطئة مفادها ان العربات كانت تحمل سلاحا وتحدث عن عدم شرعية التعدي على سيادة دولة اخرى.

وقال ان السودان لن يرد على الهجمات بينما التحقيق جار. وأضاف ان السودان يحتفظ بحق الرد لاحقا وانه حتى الان لم يتأكد ان الفاعل هو اسرائيل.

وتكهنت صحف اسرائيلية بأن يكون الهجوم استهدف صواريخ بعيدة المدى قالت ان ايران شحنتها الى السودان لنقلها الى الناشطين في غزة.
وأشار مسؤولو مخابرات اسرائيليون الى السودان كمسار لاستيراد الذخيرة الى قطاع غزة بما في ذلك صواريخ صينية بعدية المدى.

التعليقات