صدام حسين يرفض الإعتراف بشرعية محكمة الإحتلال ومحاكمته تؤجل الى الى 28 نوفمبر

* صدام حسين يرفض التعريف عن نفسه أمام القاضي ويقول أنه يحتفظ بحقه الدستوري كرئيس لدولة العراق* أول المستجوبين طه ياسين رمضان يرفض التعريف بنفسه أيضاً

صدام حسين يرفض الإعتراف بشرعية محكمة الإحتلال ومحاكمته تؤجل الى  الى 28  نوفمبر
تاجلت محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى الثامن والعشرين من الشهر المقبل فيما طالب الادعاء العام مقاضاته ورفاقه المتهمين الثمانية وفقا للمادة 112 التي تقود الى الاعدام بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية ابان الحكم البعثي. واحتج صدام حسين (68 عاما) على التعريف بهويته رئيسا سابقا للعراق وحاول جر المحكمة الى نقاش سياسي مؤكدا انه لايعترف بالمحكمة لان الاحتلال هو الذي شكلها .. وقال انا رئيس العراق واتهم القاضي الكردي رزكار محمد امين بعدم الامانة واضاف "انكم تقولون ماتريدون ان تقولونه وهذه ليست امانة" واكد انه بريء من التهم الموجهة له.

وقد قرر القاضي تاجيل المحاكمة الى الثامن والعشرين من الشهر المقبل بعد جلسة افتتاحية استمرت ثلاثة ايام بطلب من محامي الرئيس السابق خليل الدليمي الذي دعا الى تاجيلها لثلاثة اشهر او 45 يوما على الاقل لدراسة القضية من قبل المحامين والاستماع الى 14 شاهد دفاع .. ولدى مغادرة صدام لقاعة المحكمة حاول حراسه اقتياده قسرا الى خارجها لكنهما رفضا ذلك وتركاه ليخرج بنفسه برفقتهما .

ولدى قراءة القاضي للجرائم التي اتهم بها صدام ورفاقه بقتل 143 مواطنا من سكان بلدة الدجيل (60 كم شمال بغداد) وتهجير مئات العراقيين الى محافظات اخرى لمدة اربع سنوات مشيرا الى ان عقوبة جريمة القتل العمد هي الاعدام سال القاضي صدام فيما اذا كان بريئا ام متهما في هذه الجرائم فرد الرئيس المخلوع انه بريء وكذلك كان رد بقية المتهمين . ورفض صدام اعطاء هويته للقاضي وقال له إن المحتلين أقاموا هذه المحكمة وإن "ما بني على باطل فهو باطل"، وأضاف أنه يحتفظ بحقه الدستوري كرئيس لدولة العراق.

وقد مثل صدام حسين ورفاقه امام المحكمة اليوم، بعد عامين من القاء القبض عليه. وتجري المحاكمة داخل المنطقة الخضراء المحصنة، داخل مبنى القيادة القومية لحزب البعث السابق.

وفي بداية الجلسة طلب القاضي من صدام حسين التعريف بهويته فوقف رافضا ذلك بسؤال عن هوية المحكمة نفسها وعن الهدف من المحكمة وماذا تريد منه فابلغه القاضي انه يجب عليه التعريف بنفسه اولا قبل الدخول في اي نقاش لكن صدام اصر على رفضه وسال القاضي من انتم .. وايش تمثلون؟ واضاف ان الحرس جهزوه للحضور من الثانية صباحا واستصحبوه الى المحكمة في التاسعة صباحا وهو منذ ذلك الوقت يرتدي ملابسه كما انه منع من الحصول على اي ورقة وقلم .

وقد نادى القاضي على الرئيس المخلوع "سيد صدام" طالبا منه عدم الدخول في اي مناقشة لكنه استمر في الحديث قائلا انه يحتفظ بحقه الدستوري في عدم الرد مؤكدا انه لايعترف بالمحكمة ولا بالجهة التي عينتها لانها مشكلة ومعينة من الاحتلال وقال "ان هذا باطل وكل مابني على باطل فهو باطل" واضاف انه متشبث بحقه الدستوري في اختيار شعب العراق العظيم رئيسا له وخاطب القاضي قائلا" انا لااعترف بالجهة التي كلفتكم وعينتكم وهي الاحتلال والعدوان اللذين عينوكم" واشار الى ان موكله هو المحامي خليل الدليمي لكنه رفض الوقوف احتراما على خلاف بقية المتهمين لهيئة المحكمة التي استانفت الجلسة بعد استراحة استمرت 10 دقائق .

وبعد عودتها حاول القاضي التعريف بهوية صدام حسين قائلا انه الرئيس العراقي السابق وهنا اعترض الرئيس المخلوع نافيا انه رئيس سابق واضاف " ماقلته انا رئيس العراق ولكنكم تقولون ماتريدون قوله وهذه ليست امانة " .

ثم جرى التعرف بهويات بقية المتهمين والتعرف عن المحامين الذين اوكلوهم للدفاع عنهم ورفض بعضهم المحامون الثلاثة الذين وكلتهم المحكمة للمرافعة عنهم وطلبوا وقتا لتوكيل محامين .
وكان موفق الربيعي رئيس جهاز الامني الوطني ومسؤول اميركي لم تعرف هويته قد اجتمعا مع المتهمين لبعض الوقت قبل المحاكمة لم يعرف بعد مادار خلال اللقاء .. لكن اللقطات التي سمح بعرضها لوقائع المحاكمة كانت رديئة التصويت والصوت متقطع وغير واضح .

والمتهمون الاخرون اضافة الى صدام، هم:
.. طه ياسين رمضان: النائب السابق للرئيس وقد تم اعتقاله في الثامن عشر من آب (اغسطس) عام 2003 المقاتلون الاكراد في الموصل (شمال) وهو في المرتبة العشرين على لائحة المسؤولين السابقين ال55 الملاحقين من قبل الاميركيين.

.. برزان ابراهيم الحسن التكريتي : احد الاخوة غير الاشقاء للرئيس السابق ومستشاره الرئاسي وتولى رئاسة جهاز المخابرات واعتقل في السادس عشر من نيسان (ابريل) عام 2003 في بغداد وكان الثاني والخميسن على لائحة ال55.

.. عوض احمد البندر: قاض سابق في محكمة الثورية ونائب مدير مكتب صدام حسين.

.. عبد الله كاظم رويد ومظهر عبد الله رويد وعلي الدائي علي ومحمد عزام العلي وهؤلاء الاربعة متهمون بانهم كانوا المسؤولين الحزبيين عن منطقة الدجيل .

وكان اول المستجوبين بعد استئناف الجلسة نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان الذي رفض، مثل صدام حسين، التعريف عن نفسه امام المحكمة.

وكان قد أكد فريق الدفاع الذي يدعم الدليمي من لندن ان الدفع بعدم شرعية المحكمة هو الخط الذي سينتهجه الدليمي وانه سيقدم وثيقة من 120 نقطة توضح ان القضاة الذين اختيروا في ظل الاحتلال الامريكي ليس لهم اختصاص.

واثارت جماعات حقوقية مخاوف بشان استقلالية المحكمة وقدرتها على الوفاء بالمعايير الدولية فيما يتعلق بالاجراءات الجنائية الاساسية.

ومن بين امور اخرى أعربت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ومنظمة العفو الدولية عن عدم الارتياح بشان تقييد قدرة المتهمين على اعداد الدفاع والنفوذ السياسي على المحكمة وعلى تطبيق عقوبة الاعدام.

وقال ريتشارد ديكر مدير برنامج العدل الدولي في هيومان رايتس ووتش في تقرير نشر الاسبوع الماضي "نشعر بقلق بالغ من الا توفر المحكمة ضمانات المحاكمة العادلة المطلوبة وفقا للقانون الدولي."

والقضية المتهم فيها الرئيس السابق هي الأولى من بين عدة قضايا يمكن أن يحاكم فيها ومنها واحدة تتعلق بقتل سكان قرية كردية بالغاز السام عام 1988 وأخرى بالقمع الوحشي لانتفاضة شيعية في أعقاب حرب الخليج عام 1991.

وقد اتخذت القوات الاميركية والعراقية اجراءات امنية غير مسبوقة في محيط المنطقة الخضراء وداخلها وحول مبنى القيادة القومية الذي احاطته بعوارض كونكريتية عالية. وقامت القوات الاميركية باخذ بصمات عيون جميع الاشخاص الذين حضروا الجلسة في قاعة جانبية واجرت لهم فحوصات للدم وابلغ الصحافيون بعدم حمل ساعات يدوية او هواتف نقالة او كاميرات وحظر عليهم ايضا حمل حتى الاقلام والاوراق كما اخبروا انه سيتم تزويدهم بها داخل المحكمة فيما ثبتت كامرات بعض القنوات التلفزيونية امس وسط رقابة امنية لامثيل لها .

من جهة أخرى تظاهر عشرات المؤيدين للرئيس العراقي السابق مساء أمس الثلاثاء في معقله في تكريت والدور، شمال بغداد، عشية محاكمته وفقا لشهود عيان.

وسار العشرات في شوارع تكريت (180 كم شمال بغداد) إثر خروجهم من المسجد الكبير بعد صلاة التراويح رافعين صور صدام. وهتف المتظاهرون بحياة صدام حسين منددين بالحكومة العراقية متهمين إياها بالعمالة.

وقال الشهود إن مظاهرتين سارتا في نواح أخرى من تكريت انضم إليهما عدد من النساء.

كما سارت مظاهرة في بلدة الدور التي يتحدر منها الرجل الثاني في النظام السابق عزت إبراهيم الدوري، وفقا لشهود عيان.

من جهته دعا حزب البعث العراقي المحظور -الذي كان يتزعمه صدام حسين في بيان نشر على موقع على الإنترنت- المقاومين العراقيين إلى شن هجمات على قوات الإحتلال الأميركية والعراقية مع بدء محاكمة صدام حسين.

التعليقات