قادة عسكريون بريطانيون: حان الوقت للانسحاب من العراق

سلطت الصحف البريطانية الضوء على الجنود البريطانيين في العراق وأفغانستان، سواء تعلق الأمر بمطالبة الجنرالات بالانسحاب أو بعدم جدوى وجودهم هناك أو بضرورة التركيز على افغانستان.

قادة عسكريون بريطانيون: حان الوقت للانسحاب من العراق
قالت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي إن قادة عسكريين بريطانيين كبارا أبلغوا حكومتهم بأن قواتهم لا تستطيع أن تفعل أكثر مما فعلته في جنوب شرق العراق، أي في مدينة البصرة، وأن 5500 جندي بريطاني منتشرين هناك يجب أن يتحركوا للعمل على الانسحاب دون أي تسويف.

وقال جنرالان للصحيفة الأسبوع الماضي إن الاستشارة العسكرية التي تم تقديمها لرئيس الوزراء كانت تقول "عملنا كل ما بوسعنا في الجنوب".

وأشارت الصحيفة إلى أن القادة يريدون تسليم قصر البصرة الذي يقيم فيه أكثر من 500 جندي لما يتعرضون له هناك من هجمات صاروخية وعمليات انتحارية ليلية.

ومضت تقول إن الجيش يعمل على خطط تقضي بإعادة تموضع 5000 جندي في مطار البصرة استعدادا لإعادتهم إلى الديار في غضون الأشهر المقبلة.

وذكرت ذي إندبندنت أون صنداي أن الضباط تلقوا تعليمات قبل الغزو بأن هدف الحرب هو جلب الاستقرار والديمقراطية للعراق ومنطقة الشرق الأوسط، ولكن يبدو أن تلك الطموحات تراجعت كثيرا، حيث باتت الأولويات تنحصر في انسحاب منظم دون المساس بسمعة أو قدرة الجيش البريطاني.



وتعليقا على مطالبات الجنرالات بالانسحاب من البصرة، اعتبرت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي في افتتاحيتها أن الوجود العسكري البريطاني في أفغانستان مبرر ومفيد، أما في العراق فلم يعد هناك ما يستدعي هذا الوجود غير إظهار الدعم للإدارة الأميركية.

ودعت رئيس الحكومة غوردون براون إلى الإيفاء بوعوده التي تعهد فيها بالإعلان عن انسحاب الجنود من العراق، مؤكدة ضرورة هذا الانسحاب وإعادة الانتشار في أفغانستان.

ومن الأسباب التي تراها الصحيفة داعية للانسحاب هي كون تلك القوات لم تعد تضيف شيئا، بل بات وجودها يفاقم الصراع هناك، فضلا عن التركيز على أفغانستان.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بدعوة براون إلى الاستماع إلى الجنرالات الذين قالوا كلمتهم في هذا الصدد، وقد حان الوقت للتنفيذ.



وتحت عنوان "بريطانيا تواجه هزيمة عراقية كما تقول أميركا" قالت صحيفة صنداي تايمز إن مستشارا عسكريا للرئيس الأميركي جورج بوش حذر من أن بريطانيا ستكافح من أجل الخروج من العراق بانسحاب محرج وقبيح.

وقال ستيفين بيدل الذي سبق أن قدم نصائحه أيضا للقائد الأميركي في العراق، إن المليشيات الشيعية "التي تدعمها إيران" في الجنوب ستحاول أن تخلق انطباعا بأنها هي التي تقف وراء الانسحاب.

وأضاف أن "المليشيات ستجعل الأمر يبدو وكأنه إرغام للقوات البريطانية على الانسحاب، لذلك فإنهم سيستخدمون القنابل والكمائن والصواريخ المحمولة على الكتف، وسيكون هناك المزيد من الإصابات".

ونسبت الصحيفة إلى بعض الضباط البريطانيين اعتقادهم بأنهم يواجهون هزيمة مذلة تحت النيران، سواء في طريقهم إلى الكويت أو ميناء أم قصر العراقي.

وقال ضابط كبير "إنني أشعر بالأسى للقول بأن تجربة البصرة باتت تشكل خطأ فادحا في التاريخ العسكري".

وفي هذا الصدد أيضا نقلت صنداي تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "القوات البريطانية في البصرة باتت عديمة الجدوى وإنها فاقدة للسيطرة هناك".

وقال جين ماكين الذي كان الأذن الصاغية لنائب الرئيس ديك تشيني وستيفين هيدلي مستشار الرئيس الأميركي جورج بوش، للصحيفة "إن رؤية الوضع المتدهور في البصرة بعد أن كان يسير على ما يرام مخيبة للآمال".

وألمح أحد المسؤولين الأميركيين إلى تقرير أميركي عسكري بعث به إلى البيت الأبيض في الآونة الأخيرة، توصل إلى أن بريطانيا "خسرت" البصرة وأن وزارة الدفاع تتنبأ بحرب أهلية في الجنوب إذا ما غادره البريطانيون".



وحول الجنود البريطانيين أيضا ولكن في أفغانستان، قالت صحيفة ذي أوبزيرفر إن التكلفة البشرية التي لحقت بالجنود البريطانيين في أفغانستان وسيكشف عن أرقامها اليوم، تظهر أن زهاء نصف جنود الجبهة الأمامية خضعوا لعلاج طبي ضروري في القتال الذي جرى هذا الصيف.

وأشارت الصحيفة إلى أن 700 جندي ميداني من أصل 1500 خضعوا منذ أبريل/ نيسان لعلاجات ماسة، مؤكدة أن تلك الأرقام التي حصلت عليها من مصادر عسكرية رفيعة المستوى لم تكشف عنها الحكومة التي واجهت انتقادا كبيرا لتسترها على الأرقام الحقيقية للإصابات في المعركة.

ونقلت عن المتحدث باسم الجمعية البريطانية لفاقدي الأطراف ممن كانوا في الخدمة العسكرية سابقا قوله إن ما لا يقل عن 27 جنديا ممن فقدوا أطرافهم كانوا يعملون في العراق وأفغانستان خلال 12 شهرا الماضية.

من جانبهم أيضا قال منظمو الحملات إن الجنود البريطانيين يدفعون ثمنا باهظا في ميدان المعركة دون أن يعلن عنه.


عن "ألجزيرة نت"

التعليقات