قطر وسورية تركزان على تحقيق التضامن العربي في مواجهة التحديات..

الرئيس الأسد يركز على ضرورة رفض مذكرة الاعتقال الصادرة بحق الرئيس البشير * القذافي يعلن استعداده لزيارة الرياض للقاء الملك عبد الله..

قطر وسورية تركزان على تحقيق التضامن العربي في مواجهة التحديات..
أكدت قطر وسوريا في افتتاح القمة الحادية والعشرين في الدوحة ضرورة تحقيق التضامن العربي على أساس أن تكون هناك إدارة للخلاف النابع من تباين وجهات النظر، قبل أن يفاجئ الرئيس الليبي المؤتمرين بتوجيه دعوة مباشرة للملك السعودي لتبادل الزيارات في تعبير عن نيته لإنهاء الخلاف القائم بين البلدين.

وبدأت الجلسة الأولى للقمة بكلمة للرئيس السوري بشار الأسد بصفته رئيسا للقمة السابقة شدد فيها على تحقيق التضامن العربي لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم العربي بما فيها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.

ولفت الأسد إلى ما تحقق في مصالحات عربية منذ قمة الكويت الاقتصادية وإلى ما قبل انعقاد قمة الدوحة، في إشارة إلى اللقاءات الأخيرة التي استضافتها الرياض بمشاركة الرئيس الأسد والرئيس المصري حسني مبارك.

وكان لافتا في كلمة الأسد تركيزه على ضرورة اتخاذ موقف حاسم من قضية مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، واعتبارها أمرا غير مقبول كونها تشكل تهديدا خطيرا لأمن العالم العربي برمته، وشكلا من أشكال الاستعمار الجديد الساعي للسيطرة على ثروات الدول العربية.
وفي ختام كلمته، سلم الرئيس السوري القمة إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي شدد في بداية كلمته على المخاطر الناجمة عما أسماه عجز المؤسسات الدولية والأنظمة التي كان مأمولا منها العمل على إيجاد حلول للأزمة العالمية، محذرا من أن تداعياتها ستترك آثارا سلبية على العالم العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

ولفت إلى أن من أهم وأخطر هذه التداعيات هي فقدان الثقة بالنفس والآخر، داعيا العرب إلى المشاركة في إيجاد الحلول، ومنوها بالتغييرات الدولية المتمثلة بإدارة جديدة ومختلفة في الولايات المتحدة وصعود اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى سدة الحكم في إسرائيل وما لهذين المتغيرين من تأثيرات على العالم العربي.

وشدد أمير قطر على ضرورة تحقيق التضامن العربي على أساس إيجاد آلية لإدارة الخلافات الناجمة عن تباين المواقف دون أن يفسد ذلك علاقة الود المفترض أن تقوم بين الدول العربية، مؤكدا أهمية التجمع العربي في عصر التكتلات التي تنشأ في مخلف أنحاء العالم.

وبينما كان أمير قطر يختم كلمته، فوجئ الجميع بالزعيم الليبي معمر القذافي وهو يبادر بالحديث موجها خطابه للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في عبارة عكست اعتذاره عما بدر منه من اتهامات في قمة شرم الشيخ في مصر عام 2003.

وقال القذافي إنه مستعد لزيارة الرياض للقاء الملك عبد الله، ودعا الأخير لزيارة طرابلس مما فهم على أنه توجه من الزعيم الليبي لإنهاء الخلاف القائم بين طرابلس والرياض.ومن جهته فقد طالب الرئيس السوداني عمر حسن البشير قمة الدوحة باتخاذ موقف واضح من قرار المحكمة الجنائية الدولية وشدد على ضرورة إصلاح مجلس الأمن والمضي قدما في تنقية الأجواء العربية وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية وعدم تسييس إعادة الإعمار في قطاع غزة.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس البشير في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التي انطلقت أعمالها الاثنين في الدوحة بمشاركة 14 رئيسا عربيا وحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

ودعا البشير في معرض كلمته القادة المشاركين في القمة إلى اتخاذ قرارات شجاعة وواضحة لا لبس فيها تؤكد على رفض القمة لقرار المحكمة الجنائية الدولية في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق الرئيس السوداني على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور.

وطالب بأن تدعو القمة الجهة "التي افترت القرار" بإلغائه، وفتح المجال أمام مبادرة العربية الأفريقية لتحقيق السلام كي تؤسس قاعدة صلبة يمكن البناء عليها في التوصل لحل شامل وكامل لأزمة دارفور.

كما دعا منظمات الهلال الأحمر والمنظمات الطوعية العربية الأخرى لمد يد العون لتوفير أعمال الإغاثة في إقليم دارفور.

وكان الرئيس السوداني ابتدأ كلمته أمام القمة بالتشديد على ضرورة المضي قدما في تنقية الأجواء العربية والسير في حل الخلافات التي يمكن طي صفحاتها في حال توفر الإرادة والنوايا الصادقة لذلك.

وركز البشير على أهمية العمل لإنهاء الانقسام الفلسطيني عبر دعم جهود القاهرة لحل الخلاف القائم بين حركة حماس وفتح تمهيدا للتوصل إلى موقف موحد يواجه التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي بما فيها صعود اليمين المتطرف إلى الحكم في تل أبيب.

و بدا لافتا دعوة الرئيس السوداني إلى عدم تسييس مسألة إعادة إعمار غزة والوقوف مع فصيل فلسطيني ضد آخر، وضرورة التأكيد على أن مبادرة السلام العربية لن تبقى مطروحة للأبد

التعليقات