لماذا فشل الجيش الإسرائيلي في كسب حرب تموز؟

الجزء الثالث يوسف الشرقاوي

لماذا فشل الجيش الإسرائيلي في كسب حرب تموز؟
سنعتمد رواية الكتيبة 51 من اللواء جولاني، لقياس حجم الإخفاق، من وجهه نظر تلك الكتيبة، والتي تعتبر من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي، حيث أن تلك الكتيبة كانت مكلفة بالهجوم المباغت للإطباق على بلدة بنت جبيل، من محور عيناتا، عيثرون، المهنية، وقعت تلك الكتيبة في مصيدة محكمة اعدّتها عدة كمائن تابعة لحزب الله، حسب اعتراف الجنود من تلك الكتيبة، إن مايعادل فصيل سقط في الإشتباك الأول مع كمائن حزب الله، في تلك المنطقة، مابين قتيل، وجريح.
قائد كتيبة النخبة اتصل مع قائد اللواء جولاني مرتعدا ، وطلب منه أن يأتي الى منطقة الإشتباك بنفسه ليقود الكتيبة .
انسحبت كتيبة النخبة، تحت غطاء كثيف من المدفعية، والطائرات، وتركت خلفها العتاد العسكري للكتيبة، وتركت مناظير ليلية، واجهزة لاسكي ومن ضمن ما تركتة بندقية قائد الكتيبة، ومنظاره الليلي الخاص، واثناء تفتيش العتاد المتروك، تبين ان السترات الواقية التي كان يرتديها افراد الكتيبة مصابة بما لايقل عن طلقتين لكل واحدة منها، وكذلك خوذ الرأس العسكرية مصابة بطلقات نارية، وهذا معناه في العلم العسكري، أن تجميع طلقات الكمائن التابعة لحزب الله، كانت تستهدف الصدر، والرأس، اي ان مقاتلي الحزب كانوا على درجة عالية من التدريب على تركيز النار، وكانت اعصابهم قويّة، وهادئه، وانهم فتحوا النار من مسافه قريبة على افراد كتيبة النخبة لإيقاع اكبر عدد ممكن منهم مابيت قتيل وجريح.

لقد فشل الجيش الٍإسرائيلي في الهجوم على بلدة بنت جبيل، جبهويا، من محور مستعمرة إفيفيم، يارون، مارون الراس، وكذلك فشل في الهجوم من الأطراف من المحور الشرقي، عيثرون، المهنية، عيناتا، ومن المحور الغربي، عيتا الشعب، خلة وردة، رامية، إبل، عين دبل، ومن محور كونين، صف الهوا، بيت ياحون، وكذلك فشل من الإلتفاف عن بعد عبر محور قبريخا، مجدل سلم، تبنين، لعمل فكي كماشة، على بلدة بنت جبيل، وفشل كذلك في أن ينجح بشن عملية عسكرية لإحتواء المقاومة في بنت جبيل وإدخالها في كيس بواسطة تشديد الحصار عليها بالنار والحركة والإطباق على بنت جبيل لقتل واسر افراد المقاومة في البلدة(الكيس نوع من أنواع العمليات العسكرية)والتي ثبت نجاحها في العراق لأسر وقتل جنود الجيش العراقي، من قبل القوات الأميركية، والبريطانية

كل هذا الفشل يعود الى قوة صمود وتماسك قوة المقاومة على الارض من قبل حزب الله، حيث أن قوة وتماسك المقاومة اجبرت الإسرائيليين على تغيير خططه العسكرية المصادق عليها مسبقا من قبل رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان، لأن ذلك من منظور عسكري يعتبر عندما يجبر الجيش الإسرائيلي على تغيير خططه العسكرية المعتمدة والمصادق عليها مسبقا فشلا ذريعا للعدو، ونجاحا باهرا للمقاومة، وهذا ماحرصت على تحقيقة المقاومة، واثبتت للعدو من ناحية اخرى ان اعتماده على سلاح الطيران، والتكنولوجيا العسكرية، لتحقيق النصر مستحيل مع مقاومة قررت النصر مسبقا لانها إستحضرت كل عوامل النصر، واستبعدت كل عوامل الهزيمة.

المقاومة نجحت في مفاجأة الجيش الإسرائيلي في الجبهه والعمق، ولم تمكنة من الخرق السريع للجبهه، وعدم تمكينه من الإلتفاف من الجوانب، وكذلك من الخلف، عبر انزالات تكتيكيه لارباك كتلة الصمود الرئيسية، وزعزعتها، وتعد المفاجأة الرئيسية للمقاومة هي في نجاحها الباهر، في تدمير الجيل الرابع من الدبابة الأقوى في العالم دبابة الميركافاة، وضربها من ثلاث اتجاهات، ومعرفة نقاط الضعف في تلك الدبابة لتدميرها، وارباك الجيش الإسرائيلي ميدانيا، وستنجح المقاومة، مستقبلا عندما تستخدم تلك الدبابة لسترة الريح المقترحة لحماية الميركافاة ولو بلغت تكاليف تلك السترة اكثرمن 300000الف دولار ، لأن رجال الوعد الصادق في سبق علمي ومعنوي مع الجنرال الإسرائيلي إسرائيل تال، بعقولهم ودمائهم التي اعزت الأمة.
المقاومة أخضعت الإسرائيليين لإستراتيجيتها في ارض المعركة وهذا ما اثبتته الوقائع التالية:
_تدمير فخر الصناعة الحربية الإسرائلية في الميدان دبابة الجيل الرابع من الميركافاة الدبابة الأقوى اداءا، ونارا، وحركة.

_إخراج المروحيات نهارا وليلا من مسرح العمليات الحربية، بواسطة صاروخ الوعد، في وادي مريمين /ياطر، واستطاعت المقاومة كذلك من إسقاط عدة مروحيات للعدو.
_إفشال الإنزالات لقوات الكوماندوس في الشبريحا/وبعلبك/ووادي مريمين/ياطر، وقطع ذراع قوة الردع الإسرائلية التى تبجّح الجيش الإسرائيلي بها سابقا.
_إعطاب البارجة الحربية والتي تعد درة تاج البحرية الإسرائلية(أول مرة تحدث في التاريخ العسكري قوات غير نظامية تستعمل اسلحة معقدة تكنولوجيا)وتعد مفاجأة واعطاب البارجة الحربية نقطة تحول في حرب تموز.
_لأول مرة في تاريخ الحروب العربية الإسرائلية تعجز اسرائيل في حسم المعركة بواسطة سلاح الجو.

المقاومة تمكنت من مواصلة قصف المدن والأهداف العسكرية الإسرائلية، في الجبهه والعمق حتى وصلت صواريخها الى ابعد من حيفا، وتمكنت من ضرب مطارات حربية في عمق الجبهه الشمالية مثل مطار روشبينا العسكري وتجمع الرادارات في الشمال، وفي سفوح جبل الشيخ، وتمكنت المقاومة من ضرب تجمع لقطاعات الإسٍرائيليين العسكرية في كفار جلعادي وغيرها من نقاط التجمع، طيلة 33 يوما وهذا هو القياس الأدق لفشل سلاح الجو الإسرائلي.
_ولأول مرة تفشل القيادة العسكرية الإسرائيلية في كسب الحرب حيث ثبت فشل رئيس الأركان وقائدالمنطقة الشمالية، وقادة وحدات النخبة وخاصة اللواء غولاني، وقادة الوحدات الميدانية.
_فشل المستوى السياسي في ادارة الحرب، وعدم تحقيق اي هدف من أهداف الحرب على لبنان في تموز، حيث كان هدف الحرب حسب تقرير لجنة فينوغراد غير واقعية التحقيق، ومبالغ فيها، الأهداف المعلنة للحرب كانت ، سحق حزب الله عسكريا ، واجتماعيا، وسياسيا، ونزع سلاحة،«تحرير الأسيرين الإسرائيليين»، ثم تقلصت الأهداف الى ابعاد حزب الله الى شمال نهر الليطاني.

_لأول مرة يفشل الجيش الإسرائيلي في حماية المدن الإسرائلية من القصف الصاروخي والمدفعي، ويعجز كذلك في حماية نفسة من القصف.
_صمود المقاومة اثبت هشاشة الجبهه الداخلية من خلال فشل الخطط الموضوعه مسبقا لحماية الجبهه الداخلية ، ويعود ذلك الى استمرار القصف الصاروخي والمدفعي طيلة 33 يوما.
فشل اجهزة الأمن الإسرائيلية في الحصول على بنك اهداف للقصف، والإغتيال والخطف، والإنزالات، والعمليات النوعية.
إظهار ضعف الذراع اللوجستي للجيش الإسرائيلي
_ اسقاط نظرية دع الجيش التي تبجح بها شاؤول موفاز سابقا.


التعليقات