مبارك يبلغ بيرتس معارضة مصر لفرض عقوبات على الفلسطينيين

زيارة بيرتس تأتي في اطار مساعيه الى الظهور كشخصية رسمية له كلمته السياسية والامنية!* خلاف مصري اميركي حول الموقف من حماس والملف الايراني

مبارك يبلغ بيرتس معارضة مصر لفرض عقوبات على الفلسطينيين
استقبل الرئيس المصري حسني مبارك، اليوم الاربعاء، رئيس حزب العمل، عمير بيرتس والوفد المرافق له، مؤكدا معارضة مصر لقرار اسرائيل احتجاز المستحقات المالية للفلسطينيين ومنع المعونات الدولية عنهم.

وتأتي زيارة بيرتس الى مصر في اطار مساعيه الى الظهور كشخصية رسمية له كلمته السياسية والامنية، في وقت يواجه فيه حزبه مصاعب في استطلاعات الرأي الاسرائيلية التي لا تتوقع له اكثر من 20-21 مقعدا في الكنيست القادمة. وكان بيرتس قد قام بزيارة مشابهة الاسبوع الماضي الى المغرب حيث التقى بالملك محمد السادس.

وحسب موقع "معاريف" الاسرائيلي فان هذه الزيارات "تأتي في اطار مبادرة بيرتس لفتح قنوات حوار مع قادة دول عربية في المنطقة في ضوء فوز حماس في الانتخابات".

ورافق بيرتس في زيارته اعضاء الكنيست يتسحاق هرتسوغ وبنيامين بن اليعزر واوفير بينس.

وقال مصدر مقرب من بيرتس ان اللقاء مع مبارك تناول "تدعيم القوى المعتدلة في السلطة الفلسطينية"، مضيفا ان مبارك وبيرتس اعلنا معارضتهما لفرض العقاب الجماعي على الفلسطينيين. ويناقض هذا التصريح مواقف بيرتس التي اعلنها في اسرائيل بشأن معارضة تحويل المستحقات المالية للفلسطينيين بحجة فوز حماس.

وقال بيرتس انه يعتبر مصر "جسرا للسلام" وان اللقاءات مع المسؤولين المصريين تهدف الى خلق تحالف بين دول وجهات في المنطقة لتدعيم ابو مازن والجهات المعتدلة في السلطة والضغط على حماس لتفكيك اسلحته والاعتراف باسرائيل.
وكان مبارك قد التقى، اليوم ايضا، وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليسا رايس التي وصلت الى مصر امس في اطار جولة تسعى من خلالها الى الضغط على مصر والسعودية ودول الخليج لمنع دعم حكومة حماس ما لم ترضخ للشروط الاميركية الاسرائيلية.

والتقت رايس أمس وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وعدد من كبار المسؤولين المصريين.

وشهد المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقدته رايس مع نظيرها أبو الغيط حالة من الاختلاف في المواقف حيث عارض الأخير وقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بعد تشكيل حركة حماس الحكومة القادمة.

وقال أبو الغيط إنه "علينا أن نعطي لحماس الوقت، أنا واثق أن حماس ستتطور وتتحول، ولا يجب أن نحكم مقدما على القضية".

ولم يخف الوزير المصري استياءه من قرار إسرائيل وقف تحويل أموال للسلطة الفلسطينية قائلا إن مصر "تعارض سياسة إسرائيل في حرمان الفلسطينيين من الحقوق المستحقة لهم".

من جانبها طالبت رايس حماس بالاختيار بين "الإرهاب والسياسة"، مشيرة إلى أنه "لا يمكنها أن تضع قدما في معسكر الإرهاب والقدم الأخرى في معسكر السياسة".

وظهر بعض الخلاف أيضا بين الوزيرين في المواقف بشأن بعض القضايا ومنها سبل معالجة قضية الملف النووي الإيراني.

فقد شدد أبو الغيط على ضرورة أن تنضم إسرائيل إلى معاهدة الانتشار النووي وجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار, ولكنه أكد أن بلاده تؤيد العمل الدبلوماسي المستمر فيما يتعلق بملف إيران النووي.

ولكن رايس اعتبرت أنه يتعين على "العالم أن يعزز تضامنه بشأن ملف إيران النووي وضمان أنه برنامج معد للأغراض السلمية".

كما أعربت الوزيرة الأميركية عن "خيبة الأمل" بسبب الحكم بالسجن خمس سنوات على رئيس حزب الغد المعارض أيمن نور في أواخر العام الماضي.

ووصفت سجنه بأنه "عقبة" في طريق الديمقراطية متحدثة عما أسمته "الإحباطات والانتكاسات" في مصر.

ورد وزير الخارجية المصري بالقول إن الموضوع في يد القضاء المصري بعد أن قدم نور طعنا في الحكم أمام محكمة النقض، مؤكدا مجددا أن المعارض المصري يحاكم بتهم جنائية.

التعليقات