مبارك يعارض الانسحاب الأمريكي من العراق الآن والحكومة العراقية تنتقده

الرئيس المصري يعتبر أن انسحاب الاحتلال الامريكي سيجعل العراق "مسرحا لحرب اهلية بشعة وبعد ذلك ستشتعل العمليات الارهابية ليس في العراق فقط بل في المنطقة كلها"

مبارك يعارض الانسحاب الأمريكي من العراق الآن والحكومة العراقية تنتقده
انتقدت الحكومة العراقية اليوم الاحد التصريحات التي أدلى بها الرئيس المصري حسني مبارك يوم السبت اذ قال ان الحرب الاهلية بدأت في العراق واعتبر ان "الشيعة دائما ولاؤهم لايران". ووصفت تلك التعليقات بانها طعنة في هوية وثقافة البلاد.

وقال مبارك في حديث لقناة "العربية" امس السبت ان العراق يعيش حربا اهلية, مؤكدا ان انسحاب القوات الاميركية منه الآن سيشكل "مصيبة" ويوسع دائرة العنف لتشمل "المنطقة كلها".

وقال مبارك ان "الحرب ليست على الابواب. هناك حرب اهلية تقريبا بدأت. شيعة وسنة وكرد والاصناف التي جاءت من اسيا (..) العراق مدمر تقريبا حاليا". واضاف مبارك "اذا انسحب الاميركيون الان ستكون مصيبة. الحرب ستشتعل اكثر بينهم (العراقيون) (..) وقوى كثيرة ستدخل، ايران تدخل وهذا وذاك".

واضاف ان العراق سيكون في هذه الحالة "مسرحا لحرب اهلية بشعة وبعد ذلك ستشتعل العمليات الارهابية ليس في العراق فقط بل في المنطقة كلها".

واعتبر الرئيس المصري ان ولاء اغلب الشيعة في المنطقة هو "لايران وليس لدولهم". وقال ردا على سؤال عن التاثير الايراني في العراق "بالقطع ايران لها ضلع في الشيعة.. الشيعة 65 بالمئة من العراقيين وهناك شيعة في كل هذه الدول وبنسب كبيرة والشيعة دائما ولاؤهم لايران. اغلبهم ولاؤهم لايران وليس لدولهم".

واشار مبارك الى ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان قادرا على الامساك بزمام الامور "لو كان عادلا". وقال ان "المشكلة معقدة من الاصل لان تكوين العراق من عدة مجاميع مختلفة لن يترك الوضع يستريح ابدا. لذلك لو كان صدام عادلا في تصرفاته لم يكن حصل ما حصل".

وجدد الرئيس مبارك نفيه أمكانية توريث الحكم لنجله جمال, مؤكداً أن نظامه مستمر في إجراء الاصلاحات السياسية والدستورية التي وعد بها خلال حملته الانتخابية. وقال إن "توريث الحكم في مصر ليس وارداً أبداً.. (وأن) مبدأ التوريث إنتهى".

وأضاف مبارك أن "مجلس الشعب (البرلمان) المصري أجرى تعديلاً دستورياً لمواجهة معضلة انتقال السلطة في مصر".

وكان البرلمان المصري أقر تعديلاً دستورياً في مايو/أيار الماضي يسمح بانتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع الحر المباشر بعد تزكيته من قبل 250 من أعضاء المجالس المنتخبة في مصر.

وعارضت قوى وأحزاب المعارضة المصرية الشروط التي وضعها التعديل الدستوري بدعوى أنه يحتكر اختيار مرشح الحزب الحاكم في المنصب, خصوصاً وأن جميع أحزاب المعارضة المصرية بما فيها حركة الاخوان المسلمين المحظورة لا تتوافر على مثل هذا العدد في المجالس المنتخبة.

وكان جمال مبارك, 42 عاماً, نفى في مقابلة مع التلفزيون المصري في نهاية الشهر الماضي أن تكون "لديه الرغبة أو النية " للترشح لمنصب الرئاسة.

ونفى الرئيس المصري إمكانية تعيين نائب له في الفترة الحالية. وقال "أنا لست مستعدا لتعيين نائب للرئيس, حتى يختلف مع رئيس الحكومة". وقال الرئيس المصري أن الحكومة مستمرة في مسيرة الاصلاحات التي بدأتها. وتوقع أن يتم إقرار قانون مكافحة الإرهاب بدلاً من قانون الطوارىء في مدة أقصاها سنتين. وقال إن أقرار قانون الطوارىء سيأخذ "من سنة ونصف إلى سنتين كحد أقصى حسب مناقشات تعديل الدستور".

ووصف مبارك العلاقات المصرية-الامريكية "بالجيدة جداً ", مشيراًَ إلى أن واشنطن لا تمارس أي ضغوط على مصر بخصوص مسائل الاصلاح السياسي. وقال أنه لن يقوم بزيارة إلى واشنطن خلال العام الحالي. وسئل عن عدم زيارته للعاصمة الامريكية خلال العامين الماضيين, فقال"هو يعني أنا يجب أن أحج (لواشنطن) كل سنة؟". وأضاف "هذه السنة لدينا بعض الاصلاحات والقوانين التي تمنعني من المغادرة, حتى أنه كانت لدي دعوة لزيارة الصين, الا أنني لم أذهب ".

وعن إمكانية قطع المساعدات الاقتصادية الامريكية لمصر, قال مبارك"سوف يأتي وقت نستطيع الاستغناء عنها (المساعدات)..لأن هذا الدعم لن يكون الى الابد..وسوف يقل".


التعليقات