مشاعر العداء تكمن تحت مظاهر التعاون في طابا

يقول رمزي فالح وهو يعكس مشاعر السخط التي سيطرت على الرأي العام العربي خلال الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال " قلوب اليهود مليئة بالكراهية ضدنا. انظر الى ما يفعلونه بالفلسطينيين"

مشاعر العداء تكمن تحت مظاهر التعاون في طابا
تعمل فرق الانقاذ المصرية والاسرائيلية جنبا الى جنب لانتشال جثث من تحت أنقاض فندق هيلتون طابا الذي كان مسرحا لتفجير قتل أكثر من 30 شخصا غالبيتهم سائحون اسرائيليون.

ولكن تحت هذه القشرة الرقيقة من التعاون تجري مشاعر دفينة من العداء المصري تجاه الاسرائيليين بوجه عام والسخط تجاه التسهيلات التي منحتها لهم السلطات المصرية للوصول الى الموقع الذي شهد التفجيرات ليل الخميس الماضي.

وقال رجل الاطفاء المصري عبد العزيز منصور بنبرة مفعمة بالغضب لوجود أفراد من الجيش الاسرائيلي يتولون فيما يبدو عمليات الانقاذ في الفندق "أنا هنا لان هذه بلدي وهناك مصريون يمكن ان يكونوا مدفونين هنا. لم أكن لأساعدهم أبدا لإنقاذ أرواح ذويهم."

وتابع منصور "انهم يشعرون دائما انه فندقهم وأرضهم". وكان منصور يشير الى مفاوضات مطولة انتهت بالتحكيم أرغمت اسرائيل في نهاية المطاف على التخلي عن طابا عام 1989 بعد عشر سنوات من توقيع البلدين على معاهدة سلام.

ولم تكن مشاعر العداء التي عززتها ثلاثة حروب خلال 25 عاما إضافة الى تعاطف المصريين مع الفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي بعيدة عن السطح رغم المعاناة التي يكابدها المسؤولون على الجانبين لإظهار عمليات الانقاذ المشتركة على انها خطوة نحو تجاوز انعدام الثقة المتبادل.

وقال علاء فتحي أحد عمال الدفاع المدني الذي كان يتحدث قرب منطقة تناثرت فيها الأشلاء البشرية "نعمل معهم جنبا الى جنب ولكني أتخذ حذري ومُستعد لقتلهم إذا دعت الضرورة."

ورفعت الجرافات والروافع الاسرائيلية أكواما من الكتل الأسمنتية والأنقاض التي اختلطت بأشلاء آدمية. وعبر بعض المصريين في الموقع عن اللامبالاة والعداء.

وقال رمزي فالح وهو يعكس مشاعر السخط التي سيطرت على الرأي العام العربي خلال الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي طوال أربع سنوات "قلوب اليهود مليئة بالكراهية ضدنا. انظر الى ما يفعلونه بالفلسطينيين."

وقال سلامة الدمنهوري وهو سائق سيارة إسعاف كان يتابع المشهد فيما كان عمال الانقاذ الاسرائيليون يتلقون الماء البارد الذي نقل اليهم من اسرائيل "هذه الكراهية قديمة قدم الدهر ولا يمكن ان تتلاشى بين يوم وليلة. حتى لو وقعنا مئة معاهدة سلام سيبقى ما في القلب في القلب."

ومنح مسؤولون مصريون صدموا بحجم الهجمات أطقم الانقاذ الاسرائيلية حرية تامة في الوصول لهذا المنتجع رغم مشاعر عدم الارتياح بين المسؤولين المحليين للوجود الاسرائيلي المكثف.

وقال أحد المسعفين ويدعى يحيى أحمد "كان يتعين علينا ألا نسمح لهم بالتواجد هنا حتى ولو كان هؤلاء قتلاهم. هل كانوا سيفعلون الشيء نفسه معنا.. هذا مُحال. هذا يظهرنا بصورة غير مناسبة وهي إهانة."

ولكن بالنسبة لبعض المصريين في المنتجع تسمو الواقعية فوق المشاعر. ويقول هؤلاء ان حياتهم تعتمد على ما يجلبه السياح الاسرائيليون من مورد رزق.


وفي فندق آخر بطابا يبعد بضعة مئات من الأمتار عن الموقع الذي شهد التفجير المميت قالت المضيفة سامية لمعي (25 عاما) انها اضطرت لدفن مشاعر الكراهية تجاه الاسرائيليين الذين يشكلون الغالبية العظمى من زبائنها.

وقالت لمعي التي يدعم دخلها المحدود أسرة من سبعة أفراد تقيم في القاهرة "أحاول ان أنظر اليهم على انهم مجرد أجانب. في البداية لم أكن أستطيع أن أطيقهم وأشعر انني أخدم هؤلاء الذين سينضمون يوما الى الجيش الاسرائيلي ويقتلون عربا."

وأضافت "أكره نفسي. أعرف ان هؤلاء الذين أخدمهم يهود ولكن ماذا يمكن أن أفعل؟. انه مورد رزقي."

ويقول الكثيرون انهم لا يهتمون سوى بسُبل معيشتهم.

وقال عادل سامح (45 عاما) وهو نادل يعمل في فندق خمسة نجوم "اذا دخلت في جدل مع اسرائيليين قد ينتهي بي الأمر الى قتل أي اسرائيلي أراه ولكن من اجل وظيفتي أضطر الى إغلاق فمي."


التعليقات