مشاورات عربية مكثفة في شرم الشيخ، "لانقاذ القمة"

مبارك يستقبل، اليوم، الملك الاردني وولي العهد السعودي * المعشر يرجح انعقاد القمة في أيار، ومصر تنفي ان تكون قد حددت موعدا لها في منتصف نيسان

مشاورات عربية مكثفة في شرم الشيخ،
تشهد مدينة شرم الشيخ المصرية، اليوم الاربعاء، لقاءات على مستوى القمة، بين عدد من القادة العرب في محاولة لانقاذ القمة العربية بعد ان ألغتها تونس من طرف واحد مساء السبت الماضي.

وتأتي هذه اللقاءات لتحديد تاريخ ومكان انعقاد القمة المقبلة
فيما رجح وزير الخارجية الاردني مروان المعشر ان انعقادها سيتم في أيار(مايو) المقبل بعد ان عرضت مصر استضافتها.

ويجري الرئيس المصري، حسني مبارك، مشاورات مكثفة مع القادة العرب لبحث سبل التئام القمة في أجواء مواتية وتحضيرات وافية تسهم في الاتفاق على موعد جديد يسبقه اجتماع تحضيري لوزراء الخارجية تستكمل فيه مناقشة البنود المتبقية على جدول أعمال القمة المنتظرة. وسيستقبل مبارك اليوم العاهل الأردني عبد الله الثاني وولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز، بعد استقباله، امس، لوزير الخارجية السوري، فاروق الشرع.

واستبعدت مصادر دبلوماسية عدة أن يكون موعد عقد القمة العربية برئاسة تونس في منتصف الشهر المقبل خاصة وأن الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله سيتوجهان كل على حدى إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي جورج بوش خلال الفترة المقترحة.

وأكدت المصادر أن القمة ستعقد في مصر وفي غضون مدة تتراوح بين شهر الى ستة أسابيع على الأكثر وأضافت المصادر انه رغم أن الاستعدادات لعقد القمة من حيث الشكل كانت شبه مكتملة، لكنها تحتاج لمزيد من العمل على بعض النقاط الواردة في وثائق الاجتماع، خاصة فيما يتعلق بمواقف الدول حيال بعض الموضوعات والمبادرات العربية.

من جانبه ربط وزير الخارجية المصري أحمد ماهر إعادة الاجتماع إلى تونس بموافقة معظم العرب، قائلا إن مصر لا تعترض على عقد القمة في تونس إذا ما وافقت غالبية الدول العربية على العودة إليها.

ونفى وزير الإعلام المصري صفوت الشريف ان تكون القاهرة قد حددت يوم السادس عشر من نيسان موعدا لانعقاد القمة وأوضح انه لم يصدر عن القاهرة اي تحديد لموعد القمة لافتا الى أن الرئيس مبارك سيزور الولايات المتحدة خلال الفترة ما بين 11 و 15 نيسان القادم. ‏وشدد على حرص الرئيس المصري على اجراء مشاورات مع القادة العرب وتحديد موعد اجتماع مجلس وزراء الجامعة الذي يسبق القمة وانهاء الموضوعات كافة التي مازالت محل نقاش. ‏

اما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فقال إنه سيزور تونس الجمعة المقبل للقاء الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في إطار جولة تشمل كذلك المغرب والجزائر لإجراء مشاورات حول موعد ومكان انعقاد القمة. وشدد موسى على أن القمة يجب أن تعقد برئاسة تونس بصرف النظر عن مكان عقدها.

بالنسبة الى بعض المسؤولين العرب فقد شددوا على ضرورة العمل على عقد القمة القادمة قبل شهر حزيران(يونيو) المقبل موعد قمة الدول الصناعية والتي يتوقع أن يطرح خلالها الورقة الخاصة بالإصلاح العربي والبديلة عن التصور الأميركي لمشروع الشرق الاوسط الذي لاقى رفضا عربيا كونه "مستوردا" إذ من المفترض إقرار الوثيقة العربية في القمة.

وفي سياق متصل كثفت سورية امس وامس الاول تحركاتها الدبلوماسية لترتيب عقد القمة العربية بعد إرجاء تونس لها، إذ نقل وزير الخارجية فاروق الشرع رسالتين من الرئيس بشار الأسد إلى الرئيس المصري حسني مبارك وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بشأن ترتيبات عقد القمة وحّمله الرئيس المصري وولي العهد السعودي رسالتين جوابيتين. ووصف الشرع المحادثات بأنها كانت بناءة وايجابية، معرباً عن تفائله بعقد القمة وامله في استجابة شاملة من قبل الدول العربية. ‏

وردا على سؤال حول ما تردد في بعض وسائل الاعلام عن وجود خلافات عربية في اجتماعات تونس حول بعض الموضوعات اكد الشرع انه لم تحصل اي خلافات او مشادات من التي ذهبت إليها بعض الصحف العربية التي تخيلت اشياء غير موجودة موضحا ان الموقف السوري هو جزء من الموقف العربي الجماعي المطالب بإخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والبيولوجية بما فيها "اسرائيل"، لافتاً الى ان انفراد دولة بعينها بموقف هو من شأنها وليس من شأن الدول العربية. ‏كما اكد الشرع ان مبادرة السلام العربية التي اقرت في قمة بيروت هي اساس التحرك في القمة العربية القادمة لدفع عملية السلام الى الامام.

واشار الى ان الموقف السوري يرتكز على التوفيق بين ما يريده الشارع العربي وما تستطيع الدول العربية ان تلبيه. ‏ وقال الشرع يجب ان يعرف الرأي العام العربي انه لم يحصل خلاف بين الاشقاء العرب في تونس وكل ما افتعل هو شيء آخر خارج نطاق الاجتماعات. ‏

وحول موضوع الاصلاح في الدول العربية اكد الشرع ان سورية مع الاصلاح في العالم العربي وكل دولة تدرك جيدا ما هو مطلوب منها للاصلاح ولا يوجد حاجة لاجتماع عربي لكي نقول ما يجب ان نصلحه داخل دولنا وهذه مسؤوليتنا. ‏

التعليقات