مصادمات بين قوات الامن المصرية ومتظاهرين شمالي القاهرة

-

مصادمات بين قوات الامن المصرية ومتظاهرين شمالي القاهرة

قال شهود عيان ان مصادمات وقعت يوم الاحد بين قوات الامن المصرية ومئات المتظاهرين في مدينة المحلة الكبرى شمالي القاهرة وسقط فيها ما يزيد على مئة مصاب.

وقال شاهد عيان ان الشرطة أطلقت أعيرة مطاطية وقنابل العاز المسيل للدموع لتفريق مئات العمال المطالبين بزيادة أجورهم مما حدا بالعمال الى الرد بالقاء الحجارة على القوات كما أشعلوا النار في إطارات السيارات.

وأضاف أن عمالا أشعلوا النار فيما يبدو في عدد من المتاجر وحطموا واجهاتها كما أوقفوا قطارا قادما الى المدينة بأن وضعوا اطارات سيارات على القضبان وأشعلوا فيها النار وقذفوا القطار بالحجارة.

وقالت مصادر أمنية ان عدد المصابين 40 لكن مئات أصيبوا بحالات اختناق بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وقال شهود ان المتظاهرين هاجموا سيارات الشرطة ومزقوا صور مرشحي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في انتخابات المجالس المحلية التي ستجرى يوم الثلاثاء.

وقال الشهود ان مصر نشرت يوم الأحد أعدادا كبيرة من قوات الامن في ميادين وشوارع بالقاهرة وعدد من المدن الأخرى لاحباط اضراب عام دعت اليه حركات وأحزاب سياسية وعمال شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى التي تبعد حوالي 100 كيلومتر شمالي القاهرة.

وقال الشهود ان أكبر المصادمات بين قوات الامن والمحتجين وقعت في ميدان الشون في وسط المدينة وان مصادمات أخرى وقعت في شارع رئيسي وشوارع جانبية في المدينة.

وقبل اندلاع المصادمات قالت مصادر أمنية ان الشرطة ألقت القبض على حوالي 200 من الداعين للاضراب والمشاركين فيه والمشاركين في مظاهرات احتجاج دعي اليها بمناسبة الدعوة للاضراب.

وقالت وزارة الداخلية في بيان أصدرته يوم السبت انها "تحذر من أن أجهزتها ستقوم باتخاذ ما يلزم من اجراءات فورية وحازمة إزاء أى محاولة للتظاهر أو تعطيل حركة المرور أو إعاقة العمل بالمرافق العامة أو التحريض على أى من هذه الأفعال."

وقالت المصادر الأمنية ان عدد من احتجزوا في مدينة الاسكندرية الساحلية يصل الى 30 بينما ألقي القبض على 18 في مدينة كفر الدوار الصناعية القريبة منها.
وقالت المصادر الأمنية في مدينة المحلة الكبرى حيث بدأت الدعوة للاضراب العام ان القوات ألقت القبض على 12 بينهم خمسة من القيادات العمالية قبل وقوع المصادمات.

وقال شهود ان قوات الأمن ألقت القبض على العشرات خلال المصادمات.
وقال نشطون في صفوف عمال شركة مصر للغزل والنسيج بالمدينة ان قوات الامن أحبطت اضراب عمال الشركة الذين يبلغ عددهم حوالي 20 ألفا بأن نشرت المئات من رجال الأمن الذين يرتدون الزي المدني في مصانع الشركة صباح يوم الأحد لكن عمالا منصرفين بعد فترة العمل الصباحية وعمالا قادمين لفترة العمل المسائية تجمعوا للتظاهر مما أدى الى وقوع المصادمات.

وقال كريم البحيري وهو مدون يعمل في الشركة ان قوات الامن حالت في الصباح دون تنظيم الاضراب.
وقال لرويترز "احتلوا المصنع من الخارج والداخل. العمال الذين تمكنوا من الوصول أخذوهم الى الالات واحدا بعد آخر وأجبروهم على العمل."
وأضاف "عمال كثيرون لم يتمكنوا (صباحا) من الوصول الى المصانع من الأصل بسبب الحصار الامني."

وكانت مجموعة من العمال في الشركة دعت العمال في مصر للاضراب تضامنا مع مطالب لهم بزيادة الاجور في مواجهة الزيادات في الاسعار.
وقفز المؤشر العام لأسعار المستهلكين في الحضر بمصر الى 12.1 في المئة حتى فبراير شباط وهو معدل لم يصل اليه منذ 11 شهرا. ويعاني المصريون الأشد فقرا من آثار زيادة أسعار الطعام أكثر من غيرهم من الفئات الاجتماعية.

وتبنت الدعوة للاضراب جماعات وأحزاب صغيرة مناوئة للحكومة. ويقول نشطون في الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وحزب العمل المجمد بسبب نزاعات على القيادة بين أعضائه وحزب الكرامة العربية تحت التأسيس ان الاضراب يهدف لان يكون بداية حملة عصيان مدني هدفها حمل الحكومة على تغيير سياساتها.
وأيدت جماعة الاخوان المسلمين الدعوة الى الاضراب ضمنيا.

وبحلول صباح يوم الاحد بلغ عدد من أيَدوا الاضراب على الموقع الاجتماعي فيسبوك على الانترنت أكثر من 60 ألف شخص. وتردد أن السلطات ألقت القبض على النشطين الذين يتولون الحملة على الموقع.

وقالت مصادر أمنية ولجنة من القانونيين الذين يراقبون الاضراب ان الشرطة ألقت القبض يومي السبت والاحد على 28 في القاهرة والاسكندرية والمنصورة بتهمة توزيع منشورات تدعو الى الاضراب.

وقال المحامي جمال عيد وهو نشط في مجال حقوق الانسان لرويترز "من بينهم المدون المعارض مالك مصطفى وأعداد من أعضاء حزب العمل."

وقال شاهد في مدينة الاسكندرية ان الوجود الامني كثيف في مختلف الميادين بالمدينة وفي عدد من الشوارع التي توجد بها مكاتب حكومية مهمة أو قنصليات أو مراكز ثقافية لدول أجنبية.

وأضاف أن أسر تلاميذ عدد كبير من المدارس منعوا أبناءهم من الانتظام في اليوم الدراسي خوفا عليهم من حدوث صدامات بين الشرطة ونشطين دعوا الى مظاهرة في المدينة الى جانب الدعوة للاضراب.

ويحتج النشطون على غلاء الاسعار وضعف أجور العاملين في الحكومة وشركات القطاع العام وما يقولون انها انتهاكات لحقوق الانسان.

وقال شاهد في وسط القاهرة ان الوجود الامني "كثيف جدا". وأضاف أن قوات الامن انتشرت بأعداد كبيرة في الاماكن التي اعتاد المعارضون تنظيم احتجاجات فيها وهي ميدان التحرير وميدان طلعت حرب وخارج نقابتي المحامين والصحفيين.

وقال عبد الوهاب المسيري المنسق العام لحركة كفاية "حاولنا أن نتظاهر في ميدان التحرير لكنهم تعقبونا وألقوا القبض على البعض منا."

وأضاف "لذلك قررنا الغاءها (المظاهرة) لاننا لا نريد ضحايا."
وألغى منظمون اضرابين ومظاهرتي احتجاج في مدينتي كفر الدوار وشبين الكوم شمالي القاهرة. وطلبت بعض المدارس الخاصة في القاهرة من التلاميذ عدم الحضور خوفا من حدوث اضطرابات في الشوارع.



التعليقات