مقتل 30 اسرائيليا على الاقل في انفجاري طابا ورأس الشيطان

الانفجارات استهدفت فندق هيلتون طابة، حيث وقعت غالبية الاصابات، ومنطقة راس شيطان، قرب نويبع* جماعة اسلامية تعلن مسؤوليتها عن تفجيرات سيناء* اكثر من 150 جريحا و39 مفقودا بين الاسرائيليين

مقتل 30  اسرائيليا على الاقل في انفجاري طابا ورأس الشيطان

ادعت جماعة اسلامية غير معروفة، فجر اليوم، الجمعة، المسؤولية عن تفجيرات سيناء التي اودت بحياة ما لا يقل عن 30 شخصا واصابة اكثر من 150 بجراح، في منتجعين سياحيين في شبه جزيرة سيناء المصرية قرب الحدود مع اسرائيل.

واعلنت الجماعة التي تطلق على نفسها (كتائب التوحيد الاسلامية) مسؤوليتها عن العمليات في بيان نشرته في منتدى "الاصلاح" على الانترنت، وهو منتدى كثيرا ما يستخدمه المتشددون الاسلاميون، وقال البيان "قام أربعة من اخوانكم الاستشهاديين بتنفيذ هذه العملية البطولية... على الرغم من الاجراءات الامنية المشددة وقاموا باختراق وكر من أوكار الدعارة والفساد وقتلوا المئات من العلوج."

واشاد البيان بزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ومعاونه المقرب أيمن الظواهري وهو مصري وشبههما بقادة عسكريين اسلاميين تاريخيين.

وقالت الجماعة انها شنت الهجوم للثأر للشيخ احمد ياسين زعيم حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) الذي اغتالته اسرائيل في اذار الماضي. وتوعدت بأنه "ما هو إلا أول طلقة مباشرة في وجه اليهود حيث ان ضرباتنا لن تتوقف حتى إخراج هؤلاء الكفار من أرض الاسلام."

وهاجمت الجماعة الحكومة المصرية ووصفتها بانها "نظام عميل خان أمته ودينه ... وسمح لليهود بان يرقصوا ويلهوا على ارض الاسلام."

وأذاع راديو اسرائيل تقارير عن إدعاء جماعة اسلامية أخرى غير معروفة من قبل المسؤولية عن التفجيرات.

وقالت تلك التقارير ان جماعة تطلق على نفسها (الجماعة الاسلامية الدولية) أعلنت المسؤولية عن التفجيرات.

وقال الناطق بلسان شرطة منطقة إيلات، آفي أسولين، إن التقديرات تشير إلى أن الانفجار وقع نتيجة لانفجار سيارة مفخخة. وزعمت المصادر العسكرية الإسرائيلية، انه يبدو أن من قام بالعملية في فندق طابا "هو تنظيم جهاد إسلامي عالمي ينتمي الى القاعدة ". وتحدثت أنباء أخرى عن تنظيم بإسم " الجماعة الإسلامية العالمية". هذا في الوقت الذي رجحت فيه المصادر المصرية، بعد الانفجار مباشرة، أن الانفجار نتج عن إنفجار عبوة غاز في الفندق، إلا أن أجهزة الأمن المصرية صرحت بعد ذلك أنها أوقفت مشبوهين على خلفية الإنفجارات.

واضافت التقارير ان الجماعة قالت ان التفجيرات انتقام للقتلى من الفلسطينيين والعرب في فلسطين والعراق وهددت بشن هجمات أخرى أثناء شهر رمضان الذي يبدأ في غضون أسبوع.

واختلفت المصادر في تحديد عدد القتلى والجرحى، ففي حين قالت مصادر أمنية مصرية ان ما لا يقل عن 35 شخصًا، غالبيتهم من الإسرائيليين الذين يستجمون في فندق طابا المصري، قتلوا في العمليات المفخخة التي استهدفت فندق هيلتون طابا ومنطقة راس شيطان ، على طريق طابا نويبع، قال مصدر اسرائيلي ان عدد القتلي هو 23 ، مضيفا ان هناك ما لا يقل عن 38 اسرائيليا ما زالوا في عداد المفقودين..

وقد وقع اولى الانفجارات قرابة الساعة 21:45 من ليلة الخميس-الجمعة، في فندق هيلتون طابة، حيث انفجرت سيارة مفخخة قرب واجهة الفندق. وأصيب نحو 140 من نزلاء الفندق في الانفجار، غالبيتهم بصورة طفيفة، وتم نقل 90 منهم إلى مستشفى "يوسيفتال" في ايلات الذي أعلن عن حالة طوارئ قصوى.

وقال شهود عيان، وبيان لوزارة الداخلية المصرية انه شوهدت سيارة متفحمة أمام الفندق، ما يؤكد تفجير سيارة مفخخة.

وتواجد في فندق هيلتون طابا وقت الإنفجار 820 من النزلاء وطاقم الفندق، منهم 120 مصريًا والبقية من جنسيات أخرى، غالبيتم من إسرائيل.

وقامت قوات الأمن المصرية باغلاق جميع الممرات وبتمشيط المناطق المحاذية لفندق طابا ونويبع، جوًا وبرًا وبحرًا. وقد وصل في ساعة متأخرة من الليل عدد من محققي الشرطة المصرية إلى مكان الانفجار، وبدأوا بالتحقيق في ملابسات الإنفجار.
وقامت طواقم الإسعاف بنقل 150 وجبة دم عبر الجو إلى ايلات، في ما سمي جسر جوي إلى ايلات، في حين أعلنت مصادر إسرائيلية طبية ان مستشفى "سوروكا" في بئر السبع و"شيبا" في تل أبيب أعلنا حالة الطوارئ نظرًا لكون مستشفى ايلات غير مستعد لاستقبال عدد كبير من المصابين. وقد تم نقل طواقم طبية من مستشفى "سوروكا" في بئر السبع ومن مركز إسرائيل نحو منتصف الليل، بواسطة مروحيات إسرائيلية التي قامت بدورها بنقل جرحى بصورة بالغة إلى بئر السبع، فيما استمرت سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى مدينة إيلات الإسرائيلية الساحلية المطلة على البحر الأحمر. كما قامت السلطات المصرية بارسال طواقم انقاذ كبيرة، تضمنا ايضا، طائرة مجهزة بمستشفى متنقل لتقديم العلاج ونقل المصابين الى المستشفيات.

ويشار إلى أن فندق طابا مكتظ بالسياح الإسرائيليين، الذين يصل عددهم إلى المئات، حيث امضى أكثر من 45 ألف إسرائيلي إجازة عيد المظلة التي إنتهت مساء الخميس في شبه جزيرة سيناء. وتوجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى حكومة مصر بطلب السماح للسياح الإسرائيليين المتواجدين في سيناء بالعودة إلى إسرائيل وعبور الحدود دون الخضوع لإجراءات التفتيش وفحص الجوازات.

وقامت سيارات إسعاف إسرائيلية بإخلاء 90 مصابًا منهم 12 طفلاً - 59 مصابًا بصورة طفيفة وبقية المصابين وصفت إصابتهم بالمتوسطة غلى مستشفى "يوسيفتال" في ايلات حتى الثانية فجرًا. وتم الإعلان عن وفاة أحد المصابين الذي كان في حالة ميؤوس منها حال وصوله إلى المستشفى. وتم بعد تقديم العلاج الأولي للجرحى، نقل نحو الساعة الثانية إلا ربعًا من فجر اليوم ستة مصابين، اثنان منهم جراحهم صعبة وأربعة جراحهم متوسطة، إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع. فيما قالت مصادر طبية إنه سيتم نقل الجرحى الباقين التي وصفت جراحهم بالمتوسطة إلى مستشفيات أخرى في مركز إسرائيل خلال الساعات القادمة، عدا العالقين تحت الأنقاض. ويرجح عدد العالقين تحو الانقاض بنحو 80 مصابًا، منهم قتلى أيضًا.

وهاتف رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارئيل شارون الرئيس المصري حسني مبارك وطالبه بفتح الحدود الاسرائيلية-المصرية فورا لعبور قوات الانقاذ الاسرائيلية الى طابا .

وقالت مصادر إسرائيلية، بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة، ان اتصالات اسرائيلية-مصرية تتحدث عن قيام قوات اسرائيلية باخراج كافة المستجمين الاسرائيليين من شبه جزيرة سيناء بواسطة جسر جوي، بالطائرات المروحية العسكرية. كذلك دعت السلطات الاسرائيلية كافة الاسرائيليين المتواجدين في سيناء الى مغادرتها على الفور، هذه الليلة.

ونقلت القناة التلفزيونية العاشرة عن مصدر في الحكومة الاسرائيلية قوله انه "لا يمكن اتهام المصريين بعدم التعاون".
الى ذلك نقل التلفزيون الاسرائيلي الرسمي (القناة الاولى) صورا من نقطة الحدود المصرية الاسرائيلية يظهر فيها دخول قوات من الجيش الاسرائيلي، تبدو انها وحدات انقاذ اسرائيلية، الى الاراضي المصرية.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، هاتف نظيره المصري، أحد أبو الغيط، وطالبه بفتح الحدود بين الجانبين. وقال قنصل مصر في تل أبيب، طارق الكوني، إن مصر تحاول بذل كل ما بوسعها للمساعدة في تقديم العلاج لجرحى الانفجار. وأكد القنصل المصري، إن مصر لا تملك حتى الآن أية معلومات حول الانفجارات، إلا أن السلطات تقوم بكل ما في وسعها لتقديم المساعدة.

وقالت مصادر اسرائيلية انه تم فتح خط هاتفي مباشر، هذه الليلة، بين وزير الامن الاسرائيلي، شاؤول موفاز، ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان.

وتم تجنيد 50 رجل إطفائية إلى جانب القوات العسكرية الإسرائيلية في منطقة ايلات، للعمل على إخراج المصابين الذين علقوا تحت الأنقاض في الفندق الذي انهدم طابقين فيه. وتم نقل المصابين عبر الجو والبحر وبعضهم وصل إلى الحدود الإسرائيلية سيرًا على الأقدام.

وقال الدكتور عدي قاسم، وهو من عرب الداخل والذي كان من بين نزلاء الطابق السادس في الفندق، وقدم العلاج الأولي للمصابين، "لقد تهدم الفندق تقريبًا بصورة كلية وكانت النيران تشتعل فيه. معظم المصابين الذين قدمت لهم العلاج في منطقة بركة السباحة اصيبوا جراء تطاير شظايا الزجاج المحطم. قدمت العلاج بواسطة ضوء الهاتف الخليوي، لأنه لم يكن هناك ضوء نتيجة الإنفجار. كان هناك حالة من الذعر الهائل، حيث اشرت على النزلاء بالنزول بواسطة الدرج".

ونشير هنا إلى أن الاجهزة الأمنية الاسرائيلية كانت قد حذرت من احتمال وقوع مثل هذه العملية قبل أسابيع قليلة وفي حينه طلبت من المستجمين عدم السفر إلى مصر.

وقالت مصادر سياسية في ساعة متأخرة من الليل إنه على الرغم من التحذيرات حول عمليات ضد إسرائيليين في شبه جزيرة سيناء، إلا أنه لم يكن بالإمكان إغلاق الحدود في معبر طابا بسبب اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر. وحسب المصادر: "هناك حدود مفتوحة بين الدولتين، وإغلاق الحدود هو بمثابة خرق لاتفاقية السلام الموقعة بين الدولتين، واستسلامًا للإرهاب".

تجدر الإشارة، إلى أن مصادر صحفية أخرى تحدثت عن إصابة 40 شخصًا في منطقتي "راس الشيطان" ونويبع القريبة منها، نحو الساعة 23:30، أي بعد نحو ساعتين، وإنه قتل هناك سبعة أشخاص، معظمهم من المصريين واثنان آخران يحملان الجنسية الإسرائيلية.



وفي نبأ لاحق من مساء اليوم الجمعة أعلن قائد الجبهة الداخلية يائير نافيه، في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم، عن إنتهاء أعمال الإنقاذ في رأس الشيطان، وأن الجهود تتركز الآن في فندق هيلتون طابا.

وأشار نافيه إلى تعاون المصريين المتزايد، حيث يعمل إلى جانب الطواقم الإسرائيلية ما يقارب 40 طاقماً مصرياً.
وتوقع نافيه إخراج بعض الناجين من تحت أنقاض هيلتون.

التعليقات