مقتل 36 عراقياً وتقرير بريطاني يشير إلى مقتل 25 ألف مدني برصاص الإحتلال

الولايات المتحدة والحكومة العراقية تعارضان نتيجة التقرير التي تحمل قوات الإحتلال المسؤولية عن مقتل 37% من الضحايا، في حين أشار تقرير سابق إلى مقتل أكثر من 100 ألف عراقي

مقتل 36 عراقياً وتقرير بريطاني يشير إلى مقتل 25 ألف مدني برصاص الإحتلال
شهد العراق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هجمات دامية في أنحاء متفرقة خلفت 36 قتيلا عراقيا بينهم ثلاثة أعضاء سنة في لجنة صياغة الدستور.

وفيما يتواصل شلال الدم العراقي بشكل يومي كشف تقرير نشر في لندن عن مقتل 25 ألف مدني عراقي منذ بداية الحرب عام 2003، سقط ثلثهم بنيران قوات الإحتلال التي تقودها الولايات المتحدة.

فقد اغتال مسلحون وسط بغداد أمس ثلاثة أعضاء من العرب السنة في لجنة صياغة الدستور. وقالت مصادر بوزارة الداخلية العراقية إن مسلحين فتحوا النار على سيارة تقل مجبل الشيخ عيسى وضامن حسين عليوي وعزيز إبراهيم أثناء مغادرتهم مطعما في منطقة الكرادة وسط بغداد فأردوهم قتلى.

وفي هجوم آخر قتل 13 عراقيا بينهم عشرة موظفين في قاعدة لقوات الإحتلال الأميركية عندما فتح مقاتلون النار على حافلة كانت تقلهم بين الخالص وبعقوبة شمال بغداد، فيما قتل ثلاثة آخرون في حادث مرور نتج عن الهجوم نفسه.

وفي الموصل بشمال العراق قتل مسلحون سبعة من عناصر الشرطة بينهم ثلاثة ضباط في سلسلة هجمات أمس. كما قتل 10 عراقيين آخرين في هجمات متفرقة شنها مسلحون في مدن تلعفر وسامراء وبلد والإسحاقي وبيجي وكركوك وتكريت وبعقوبة.

وقد أصدرت هيئة الإحصاء العراقية ومجموعة أوكسفورد للبحث في لندن، تقريرا أشارتا فيه إلى أن ضحايا حرب العراق بلغ 25 ألف قتيل عراقي من المدنيين والشرطة والمتطوعين للجيش منذ بداية الحرب في مارس/آذار عام 2003، سقط أكثر من ثلثهم (37%) بنيران قوات الإحتلال المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة إضافة إلى 42 ألف جريح.

ولا تشمل الأرقام القتلى من جنود الجيش العراقي السابق أو المسلحين لعدم توفر إحصاءات يعتمد بها سواء كانت رسمية أو غير رسمية. وقد استقى التقرير المكون من 28 صفحة معلوماته من تحليل أكثر من عشرة آلاف تقرير صحفي وإعلامي.

ويقول التقرير إن ما معدله أربعة وثلاثين عراقيا يقتلون يوميا، أغلبهم سقطوا في الأسابيع التالية لبداية الحرب على العراق.

ورغم أن التقرير يشير إلى أن المسؤول الأول عن القتلى هو قوات الإحتلال التي تقودها الولايات المتحدة. فإن من سماهم التقرير "المجرمين" حلوا في المرتبة الثانية من ناحية المسؤولية بنسبة قريبة جدا هي 36%.

وكانت مفاجأة التقرير أن المسلحين الذين أطلق عليهم "المقاومة" كانوا مسؤولين عن نسبة صغيرة لم تتجاوز 9.5% من مجمل عدد القتلى منذ بداية الحرب.

وقد عارض جيش الإحتلال الأميركي والحكومة العراقية نتائج التقرير. وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق ستيف بويلان إن قواته لا تستهدف المدنيين.

في حين اعتبرت الحكومة العراقية أن التقرير ارتكب خطأ بإشارته إلى أن قتلى هجمات المسلحين أقل مما قتلته القوات المتعددة الجنسيات!

وتعكس حصيلة التقرير صورة طبق الأصل تقريبا لنتائج دراسة مسحية مولتها الأمم المتحدة في العام الماضي ورصدت نحو 24 ألف قتيل منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

لكن التقرير كان مغايرا للرقم الذي قدرته دراسة مسحية نشرت نتائجها دورية "ذي لانسيت" الطبية في بريطانيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأشارت فيه إلى سقوط نحو 100 ألف قتيل في الشهور الـ18 التي تلت الغزو، أكثر من نصفها يرجع إلى العنف.

التعليقات