مناورات عسكرية سورية تركية بعد إلغاء تركيا مناوراتها مع إسرائيل..

الخارجية الأمريكية تعتبر استبعاد إسرائيل من المناورات "أمرا غير ملائم" * سيلفان شالوم يدعو "تركيا إلى التعقل"، ويؤكد على أهمية الحلف القائم بين تركيا وإسرائيل..

مناورات عسكرية سورية تركية بعد إلغاء تركيا مناوراتها مع إسرائيل..
اتفقت سورية وتركيا على إجراء مناورات عسكرية مشتركة، وذلك بعد يومين من إلغاء أنقرة مناورات "نسر الأناضول" الجوية التي كانت ستشارك فيها إسرائيل إلى جانب قوات من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال وزير الدفاع السوري علي حبيب في مؤتمر صحفي بمدينة حلب شمال سورية، أمس الثلاثاء، إن بلاده أجرت أول مناورات عسكرية برية مشتركة مع تركيا في الربيع الماضي، وإنه اتفق "اليوم" على إجراء مناورات أكثر شمولا وأكبر حجما.

وجاءت تصريحات الوزير السوري عقب انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الإستراتيجي بين سوريا وتركيا بمشاركة أكثر من عشرين وزيرا من البلدين لتدشين إلغاء تأشيرات دخول مواطنيهما وسط التأكيد على إستراتيجية العلاقة والتعاون في شتى المجالات.

وفي السياق أشاد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو بقرار أنقرة إلغاء المناورات التي كانت ستشارك فيها إسرائيل، وقال إن القرار يعكس الطريقة التي تنظر فيها تركيا إلى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقد نفت تركيا وجود أي دوافع سياسية وراء قرار إلغاء المناورات مع إسرائيل ودعت تل أبيب إلى إبداء "التعقل" في تصريحاتها. وأشارت إلى أن هذا الإلغاء لا يمثل تهديدا للعلاقات الثنائية القديمة وللمصالح الإستراتيجية.

وفي السياق جدد أوغلو موقف أنقرة المتمثل في أنها لم تشر إلى إسرائيل بالتحديد كعقاب سياسي لإلغاء المناورات العسكرية التي كانت ستضم أيضا الولايات المتحدة وحلف الأطلسي، لكنه قال للصحفيين في حلب إن "الحساسيات الخاصة بغزة والقدس الشرقية والمسجد الأقصى موجودة، إذا أخذت هذه الحساسيات في الاعتبار فإن عملية السلام ستستأنف في المنطقة".

وإزاء الموقف التركي الأخير اعترضت وزارة الخارجية الأميركية على القرار الذي اتخذته أنقرة في اللحظات الأخيرة واستبعاد إسرائيل من المناورات وقال المتحدث باسم الوزارة بيجيه كرولي "نعتقد أنه من غير الملائم استبعاد أي دولة من مناورات بهذا الشكل في اللحظات الأخيرة".

وقامت تركيا المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في ظل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بتعميق علاقاتها ونفوذها في الشرق الأوسط ووسعت سياستها الخارجية وعززت العلاقات مع دول مثل سورية وإيران.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا لعبت دور الوسيط في مفاوضات غير مباشرة تهدف لاستئناف محادثات السلام بين سورية وإسرائيل العام الماضي، لكن تلك المفاوضات جمدت عقب شن إسرائيل حربها على قطاع غزة أواخر ديسمبر/ كانون الأول ومطلع يناير/ كانون الثاني الماضيين.

وفي السياق ذاته، دعا القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية، سيلفان شالوم، تركيا إلى التعقل. وقال إن تدهور العلاقات في الأيام الأخيرة مع تركية لا يفيد بل يضر، مشيرا إلى أنه يأمل أن "تتعقل تركيا".

وكان شالوم يتحدث فيما أسمي "مؤتمر الجليل" (مؤتمر تهويد الجليل – عــ48ـرب)، وأضاف أن تركيا حليف مهم لإسرائيل، بوصفها دولة مسلمة مهمة لها علاقات استراتيجية مع إسرائيل. وبحسبه فإن التحالف القائم بين البلدين مهم بالنسبة لتركيا بما لا يقل عن أهميته بالنسبة لإسرائيل.

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي إن "إسرائيل تبذل جهودا كبيرة لإعادة علاقات العمل مع تركيا إلى مسارها، ولكن التصريحات التي تصدر من أنقرة لا تشير إلى إرادة مماثلة". وأضاف أن "ثمة شعورا بأن هناك في تركيا من يدفع باتجاه إبقاء أجواء التوتر بين البلدين".

من جانبه، حاول وزير الأمن الإسرائيلي التخفيف من حدة التوتر مع تركيا، ووصف تركيا بأنها دولة هامة ومركزية في المنطقة، وقال إن "لإسرائيل علاقات استراتيجية معها منذ عشرات السنين". وأضاف خلال لقائه مع رئيس الوزراء التشيكي، يان فيشر، أنه "رغم المد والجزر في العلاقات ولكنها هامة لنا وللأتراك لهذا لن تتضرر". وبحسبه فإن المناورات التي كان يجب أن تجرى بمشاركة سلاح اجو الإسرائيلي لم تلغ، وإنما أرجئت.

التعليقات