منتقدا ما يسمى مشروع الشرق الاوسط الكبير، خدام: يجلبون مشاريع جاهزة وكأننا بلا تاريخ

خلاف بين واشنطن والقاهرة على الربط ما بين خطة "الشرق الاوسط الكبير" وتسوية صراع الشرق الاوسط

منتقدا ما يسمى مشروع الشرق الاوسط الكبير، خدام: يجلبون مشاريع جاهزة وكأننا بلا تاريخ
انتقد نائب الرئيس السوري، عبد الحليم خدام، مخطط "الشرق الاوسط الكبير" الذي اعدته الادارة الامريكية، وقال انهم يجلبون مشاريع جاهزة من الخارج وكأن شعوب المنطقة ليس لها ثقافة او تاريخ او ماضي.

ودعا خدام شعوب المنطقة الى التضامن حيال مثل هذه المشاريع وازاء هذه التطورات. وقال ان الشرق الاوسط يعاني من مشكلتين كبيرتين هما الصراع العربي الاسرائيلي والاحتلال الامريكي للعراق ..

في هذا الصدد، أعربت مصر والولايات المتحدة، امس الثلاثاء، عن اختلاف وجهات نظرهما بشأن ارتباط الاصلاح في العالم العربي بتسوية القضية الفلسطينية.

وقال وكيل وزارة الخارجية الامريكية، مارك جروسمان، الذي يقوم بجولة أوسطية تستهدف تخفيف الانتقادات الموجهة للحملة الامريكية التي تزعم انها تستهدف "نشر الديمقراطية" في الشرق الاوسط، ان الاصلاح ينبغي الا ينتظر تحقيق تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

واضاف جروسمان، بعد محادثاته مع وزير الخارجية المصري احمد ماهر،: "ينبغي ألا تنتظر الجهود من أجل الاصلاح ... في البلدان العربية الى أن يتحقق سلام كامل.

"هذه الجهود ليست بديلا لكافة الجهود التي نبذلها في عملية السلام في الشرق الاوسط ... لان تحقيق السلام بين اسرائيل وجيرانها العرب وبين اسرائيل والفلسطينيين يمثل أولوية للولايات المتحدة."

ورد ماهر قائلا "موقف مصر الواضح هو ان احد العوائق الاساسية امام عملية الاصلاح هو استمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى الشعوب العربية وان ليس من شان ذلك ان يوفر الاجواء المناسبة لتحقيق الاصلاح."

وحاول جروسمان طمأنة مصر بشأن نوايا واشنطن حيث نفى ما تردد بأن الولايات المتحدة تحاول فرض أفكارها على المنطقة قائلا "نتفق مع الناس في مصر على أن أفضل أفكار الاصلاح أو الافكار التي تنجح في الاصلاح هي الافكار التي تنبع من المنطقة ومن كل دولة. لا يمكن ولن يمكن فرض الاصلاح من الخارج."

ويقول بعض المحللين العرب ان الدافع الرئيسي وراء الحملة الامريكية لـ"نشر الديمقراطية" في المنطقة هو تبرير غزوها للعراق.

ويقول بعض الليبراليين في المنطقة انهم يتفقون مع الادارة الامريكية عندما تؤكد ان الفقر والطغيان هما الاسباب الرئيسية للتطرف والعنف في الشرق الاوسط.

وقال جروسمان "عندما يفقد الناس الامل وعندما لا يكون للناس كرامتهم وعندما لا يرى الناس ان التحديث يحقق لهم ما يحتاجونه وهو السلام والرخاء والحرية فان ذلك يفضي الى التطرف والتشدد."

وتتزامن زيارة جروسمان لمصر مع اجتماع طاريء لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث المبادرة الامريكية لنشر الديمقراطية والمعروفة باسم الشرق الاوسط الكبير.

ولم تلق المبادرة ترحيبا من جانب معظم الحكومات والمعلقين في الدول العربية حيث يرونها محاولة لاعادة تشكيل المنطقة بهدف خدمة اهداف اسرائيل وواشنطن.

وتتجاهل المبادرة تجاهلا تاما الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين والاحتلال الامريكي البريطاني للعراق وهما أهم القضايا التي تشغل بال المنطقة حاليا.

وقال جروسمان انه سيجتمع في القاهرة ايضا مع وزيري الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والاردني مروان المعشر اللذين يشاركان في المؤتمر الطاريء. واضاف انه زار المغرب وسيتوجه من القاهرة الى البحرين ثم الاردن وتركيا.

التعليقات