موفاز رفض طلب مبارك بتسريع تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ

المتحدث المصري: "ما يعترض تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ هو مسائل فنية يمكن التوصل الى حلول لها" * موفاز: ": "نحن مستعدون لنقل الصلاحيات الأمنية وأعتقد أنها مسألة وقت"

موفاز رفض طلب مبارك بتسريع تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ
بحث الرئيس المصري، حسني مبارك، مع وزير "الأمن" الاسرائيلي، شاؤول موفاز، اليوم (الخميس)، في منتجع شرم الشيخ سبلَ "التعجيل" بتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة، تمهيدًا للانسحاب الاسرائيلي منه، في إطار خطة "فك الارتباط" أحادية الجانب التي يقودها رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون.

وطلب مبارك من موفاز في اللقاء التعجيل في نقل السيطرة على المدن الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية، إلا أنّ موفاز رفض ذلك- حسب مصادر صحفية إسرائيلية!

وقالت الاذاعة الاسرائيلية اليوم (الخميس) على لسان "مصدر مصري رفيع المستوى"، إنّ مصر ترى في وتيرة الانسحاب الاسرائيلي وتيرةً بطيئة جدًا. وانتقد المصدر المصري إسرائيل لذلك نقدًا شديدًا. وجاءت هذه الأقوال ردًا على ما قالته مصادر إسرائيلية إنّ مبارك عبر عن رضاه بالنسبة لوتيرة تطبيق تفاهمات شرم الشيخ!

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، للصحافيين، عقب المحادثات أنّ "الحديث تركز بين الرئيس مبارك وموفاز حول سبل التعجيل بتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ والنقاط الفنية، أي التفصيلات والتفسيرات التي تعترض تنفيذها".

وأضاف عواد أنّ "ما يعترض تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ -طبقا لما سمعه الرئيس مبارك من عباس وموفاز- هو مسائل فنية يمكن التوصل الى حلول لها، بحسن النية من الجانبين."

وأوضح أنّ من بين تفاهمات شرم الشيخ هناك بصفة خاصة تسليم المدن الخمس في الضفة الغربية ونقل الصلاحيات الامنية للسلطة الفلسطينية." كما أكّد على أنّ "موضوع (اطلاق سراح) السجناء يجب تحقيقه"، مشيرا إلى ضرورة تحقيق خطوات "تسمح للشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية بالايمان" بجدوى العملية السياسية.

ووضعت التنظيمات الفلسطينية المعارضة، وخاصة حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" الافراجَ عن الاسرى الفلسطينيين" في مقدمة شروطها لاعلان هدنة خلال حوار الفصائل الفلسطينية الذي تستضيفه القاهرة، اعتبارًا من الثلاثاء المقبل، والذي أعلن عباس عن قراره المشاركة فيه.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إنّ جوّ الاجتماع كان "أيجابيًا"، موضحًا أنّ الرئيس المصري "استمع الى وعد من موفاز بتفعيل المحادثات"، الفلسطينية-الاسرائيلية.

ومن جانبه قال موفاز إنّ "اسرائيل تعتقد أنّ مسألة أريحا وطولكرم والمدن الفلسطينية الاخرى هي في يد الفلسطينيين." وأضاف: "نحن مستعدون لنقل الصلاحيات الأمنية وأعتقد أنها مسالة وقت (..) وسيحدث خلال الايام والاسابيع المقبلة."

وكان يشير الى نتائج محادثاته مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يوم أمس الثلاثاء، في "معبر أيرز" بين إسرائيل وقطاع غزة. وبعد أن فشل عباس وموفاز في الاتفاق على التفاصيل، اتصل عباس بالرئيس المصري، مبارك، وطلب منه أن يتدخل لدى الاسرائيليين لدفع عملية الانسحاب قدمًا.
ولم يقدم المتحدث المصري وكذلك موفاز أية دلائل تشير إلى أنّ الاجتماع أسفر عن أيّ انفراج.
واستضاف الرئيس المصري قبل شهر قمة في شرم الشيخ وعد خلالها شارون بمجموعة اجراءات لابداء حسن النية، ردًا على وعد فلسطيني بوقف العمليات. غير أنّ هذه العملية "تعثرت" بعد تفجير فلسطيني قتل فيه خمسة اسرائيليين في تل أبيب يوم 25 شباط الماضي.

وتطرقت محادثات موفاز الذي عقد اجتماعا منفصلا مع نظيره المصري حسين طنطاوي، عقب محادثاته مع مبارك، إلى الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة ومدى الانسحاب الاسرائيلي من ممر فيلادلفيا الحدودي.

وأعرب موفاز عن أمله في التوصل الى تسوية قريبا للخلافات المصرية-الاسرائيلية حول هذه القضايا.

وقال موفاز في مؤتمر صحافي: "ناقشت مع المشير حسين طنطاوي بعض الخلافات المتعلقة بممر فيلادلفيا، وأعتقد أن لدينا أساسًا للتفاهم". وأضاف: "إننا نحتاج الى اجتماع آخر للانتهاء من كل التفاصيل."

وتناقش مصر وإسرائيل منذ عدة شهور ملحقًا لاتفاقية السلام الموقعة بينهما عام 1979 يسمح بنشر قوات حرس حدود تابعة للجيش المصري لتأمين المنطقة الحدودية في حال انسحاب اسرئيل من غزة، بدلا من قوات الشرطة المسلحة تسليحًا خفيفًا والمتواجدة حاليا.

وأعلنت مصر استعدادها لنشر كتيبتين من حرس الحدود قوام كل منهما 700 جندي، لتأمين المنطقة الحدودية، وذلك طبقا لما سيتم الاتفاق عليه مع اسرائيل بشأن نطاق عمل هذه القوات، وهل سيقتصر على الحدود مع قطاع غزة التي يبلغ طولها 15 كيلومترًا أم سيمتدّ ليشمل كلّ خط الحدود بين مصر واسرائيل حتى طابا.

وتدور المناقشات حاليا حول طبيعة وحجم العتاد الذي سيتم تزويد العسكريين به. كما يُذكر أنّ اتفاقية السلام تفرض قيودًا مشددة على تسليح قوات الشرطة المصرية المتواجدة حاليًا على الحدود.

وأكّدت مصادر دبلوماسية في القاهرة على أنّ الطرفين يبحثان حاليا إمكانية مشاركة القوة متعددة الجنسيات في سيناء، التي تراقب التزام مصر بترتيبات معاهدة السلام في سيناء في مراقبة الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، في مقابلة نشرتها اليوم (الخميس)، صحيفة ألمانية إنه يعتزم الانسحاب الكامل من غزة، وقد يشمل ذلك ممر فيلادلفيا ولكنه أكد على أن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تحركت مصر في عمق سيناء لوقف "خطر الارهاب" في مرحلة مبكرة!

التعليقات