وزراء الخارجية العرب يناقشون حجم الدعم المالي للقدس

"طلبنا نصف مليار دولار وهو مبلغ متواضع مقارنه بما تصرفه اسرائيل والجاليات اليهودية في العالم على الاستيطان في القدس الشرقية والذي بلغ حتى الان اكثر من 17,4 مليار دولار"

وزراء الخارجية العرب يناقشون حجم الدعم المالي للقدس
ناقش وزراء الخارجية العرب الخميس خلال اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية التي تلتئم السبت والاحد المقبلين في مدينة سرت الليبية حجم الدعم المالي اللازم لمواجهة خطط الاستيطان الاسرائيلي في القدس واليات تقديمه من دون التوصل الى اتفاق بعد، بحسب ما افاد دبلوماسيون عرب.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لوكالة فرانس بعد الجلسة الاولى المغلقة للاجتماع الوزاري "طلبنا نصف مليار دولار وهو مبلغ متواضع مقارنه بما تصرفه اسرائيل والجاليات اليهودية في العالم على الاستيطان في القدس الشرقية والذي بلغ حتى الان اكثر من 17,4 مليار دولار".

واضاف: "نحن لا نطلب الكثير او المستحيل او مبلغا لا يستطيع الاخوة العرب تغطيته وهو دعم ضروري اذا ما اردنا فعلا ان نعمل على تعزيز صمود المواطن المقدسي". واكد المالكي ان الوزراء العرب "سيناقشون في جلستهم المسائية" الخميس حجم الدعم المالي للقدس.

وكانت فلسطين وسوريا تقدمتا بمشروع مشترك اطلقتا عليه "خطة تحرك لانقاذ القدس" تتضمن دعم صندوق القدس الذي يديره بنك التنمية الاسلامي ب 500 مليون دولار.

ومن جهة اخرى، اقترحت الامانة العامة للجامعة العربية انشاء مفوضية للقدس تابعة للجامعة تكون بمثابة الالية التي تتولى ادارة هذا الدعم. وافاد الدبلوماسيون ان الوزراء العرب قرروا تشكيل "لجنة مصغرة لصياغة" مشروع قرار متعلق بالقدس وسوف يتم عرضه على الجلسة المسائية لمناقشته والاتفاق على صياغة نهائية ترفع للقادة العرب.

واكدوا ان مصر اقترحت اطلاق اسم "قمة القدس" على هذه القمة وتم رفع الاقتراح الى القادة العرب.

وقال هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية للصحافيين ان قضية القدس كانت محل اهتمام كبير و"اكثر من وزير تحدثوا فيها" خلال الجلسة المغلقة، موضحا ان وزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري أكد ان الرباط "ستدعو قريبا الى اجتماع للجنة القدس" بصفتها رئيسا لهذه اللجنة التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي.

واضاف ان التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وعملية السلام ستتم مناقشتها مساء الجمعة للجنة مبادرة السلام العربية بحضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

وردا على سؤال حول التصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التي اكد فيها ان القدس بشطريها ستظل عاصمة لاسرائيل وسيستمر الاستيطان فيها، قال يوسف ان "السياسات الاسرائيلية الحالية مرفوضة شكلا وموضوعا سواء في ما يتعلق بالاستيطان او القدس".

وشهدت الاجتماعات الوزارية ازمة مبكرة عندما ابلغ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نظراءه العرب والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه تلقى تعليمات من بغداد بالانسحاب فور انتهاء الاجتماعات الوزارية احتجاجا على استقبال العقيد الليبي معمر القذافي وفدا من المعارضة العراقية، وفق دبلوماسي عربي.

واضاف الدبلوماسي ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب من زيباري، الذي سيمثل العراق كذلك في القمة، الانسحاب فور انتهاء اجتماعات الخميس وخفض التمثيل العراقي في القمة الى مستوى المندوب الدائم لدى الجامعة العربية,

واوضح الدبلوماسي العربي ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى تدخل من اجل عدم خفض مستوى التمثيل العراقي خلال افطار مع زيباري صباح الخميس، كما ناشد العديد من الوزراء نظيرهم العراقي عدم الانسحاب ولكنه اكد ان التعليمات الصادرة اليه حتى الان هي بالمغادرة.

ولكن زيباري قال ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، بعد انتهاء الجلسة المغلقة الاولى للوزراء، حول ما اذا كان سيغادر سرت ام لا، "ليس هناك قرار بعد". واضاف مازحا "انا هنا الان واشعر بالجوع وسوف اتناول الغداء". غير ان اكثر من دبلوماسي عربي اكدوا لوكالة فرانس في ما بعد ان زيباري قرر البقاء والمشاركة في القمة.

وكان العقيد القذافي استقبل الاحد الماضي في سرت وفدا من المعارضة العراقية البعثية ضم صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة العراقي السابق وعصام الجلبي وهو وزير نفط عراقي سابق ومحمد الدوري مندوب العراق السابق في الامم المتحدة، وفق وكالة الانباء الليبية الرسمية جانا.

ومن جهة اخرى، افاد اعضاء في الوفود العربية ان مناقشات دارت كذلك في الاجتماع المغلق الخميس حول طلب العراق استضافة القمة العربية المقبلة على اراضيه العام المقبل اذ تحفظت العديد من الوفود بسبب الاوضاع الامنية. كما اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بلاده لا يمكنها حضور القمة في العراق الا بعد الانسحاب الكامل للقوات الاميركية والاجنبية منه.

ووافق الوزراء على اقترح عمرو موسى ان يتم التأكيد على حق العراق في رئاسة القمة المقبلة على ان يتم عقدها في بغداد او في مقر الجامعة العربية اذا لم يتسن ذلك.

وكان يفترض، وفقا لقاعدة عقد القمة بشكل دوري كل عام وفقا للترتيب الابجدي، ان تلتئم هذا العام في بغداد ولكنها اعتذرت فحلت محلها ليبيا على ان يستضيف العراق القمة في العام 2011.

التعليقات