رسائل حادّة اللّهجة بين سوريا والولايات المتّحدة حول لبنان

قال الرئيس السوري بشار الأسد لصحيفة الحياة اللندنية، في مقابلة نشرت الأسبوع الماضي، عن الولايات المتحدة: "لا يوجد مكان دخلوا إليه إلا وخلقوا فوضى...هم يتحملون مسؤولية الفوضى."

رسائل حادّة اللّهجة بين سوريا والولايات المتّحدة حول لبنان

 

رفضت سوريا أمس الخميس، اتهامات الولايات المتحدة لها بزعزعة الاستقرار في لبنان، وقالت إنها ليست بحاجة إلى نصائح واشنطن حول كيفية التعامل مع جارها لبنان، وذلك في رد حاد على الانتقادات الأمريكية الأخيرة.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد لصحيفة الحياة اللندنية، في مقابلة نشرت الأسبوع الماضي، عن الولايات المتحدة: "لا يوجد مكان دخلوا إليه إلا وخلقوا فوضى...هم يتحملون مسؤولية الفوضى."

وبعد يومين من المقابلة، اتهمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، دمشق بأنها انضمت إلى إيران وأعضاء حزب الله اللبناني لزعزعة استقرار لبنان وتقويضه.

الرئيس السوري، بشار الأسد

وكان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، قد قال لصحيفة واشنطن بوست إنه لن يكون هناك تقارب مع سوريا "طالما أن اصدقاء سوريا يزعزعون الاستقرار في لبنان"، في إشارة منه إلى حزب الله.

وقال مصدر سوري رسمي رفيع المستوى يوم الخميس: "يبدو لنا أن السيد فيلتمان مازال يعيش في أوهامه، ولم يقرأ ما نشر من وثائق حول دوره في اتهام سورية باغتيال المرحوم رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق عام 2005."

ونقلت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) عن المصدر قوله: "نعم سوريا معنية بأمن واستقرار لبنان، لأن أمن واستقرار لبنان حيويان لأمن واستقرار سوريا، وربما يحتاج فيلتمان لأن يدرك حقائق الجغرافيا والتاريخ بأن سوريا جار شقيق للبنان، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية تبعد أكثر من عشرة آلاف ميل عنه."

ومضى المصدر يقول: "إننا لسنا بحاجة إلى نصائح فيلتمان، لأن سورية تمارس دورها بقرار مستقل يخدم مصالح شعبها وأمن واستقرار المنطقة."

هذا ويشار إلى أن سوريا قد أنهت نحو ثلاثة عقود من وجودها العسكري في لبنان إثر اغتيال الر ئيس رفيق الحرير عام 2005.

ومن المتوقع أن توجه محكمة تدعمها الأمم المتحدة، الاتهام إلى أعضاء في حزب الله بقتل الحريري، ويحاول حزب الله الذي نفى أي دور له في الاغتيال، الضغط على رئيس الوزراء سعد الحريري، وهو نجل رفيق الحريري للتنصل من المحكمة.

ولمحت سوريا أيضا إلى أن المحكمة يجب أن تُحَلّ، لكن الولايات المتحدة قالت الأربعاء إنها تعهدت بدفع عشرة ملايين دولار للمساعدة في تمويل عمل المحكمة.

وكانت التصريحات القاسية الأسبوع الماضي من رايس، والتي اتهمت فيها سوريا بتسليح حزب الله والاستهانة بسيادة واستقلال لبنان، قد قوبلت برد فوري من نظيرها السوري الذي قال إن رايس لديها حقائق مغلوطة.

التعليقات