اعلن مصدر رسمي لفرانس برس مقتل شخصين، هما دركي واطفائي، وجرح نحو سبعين اخرين في هجوم شنته قوات الامن المغربية صباح اليوم الاثنين لتفكيك مخيم لمحتجين قرب العيون في الصحراء الغربية.
وقال ممثل الحكومة المغربية والي العيون محمد جلموس لفرانس برس ان شخصين هما دركا واطفائي قتلا واصيب 70 آخرون بجروح "خلال تدخل الدرك والقوات التابعة لانهاء الوضع بعد استنفاد كل مساعي الحوار".
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان قوات الامن شنت الهجوم فجرا (نحو الساعة 07,00 تغ) واستخدمت خراطيم المياه على سكان المخيم وان عدة سيارات اسعاف نقلت الجرحى الى العيون.
واقام 12 الف شخص مخيم العيون في 19 تشرين الاول/اكتوبر احتجاجا على "تدهور" ظروفهم المعيشية وللمطالبة "بوظائف ومساكن"، واعتبرته لجنة مكلفة التنسيق مع السلطات المغربية "عملية احتجاج اجتماعية" لا تحمل اي بعد سياسي.
وتحدث شاهد عيان من سكان العيون عن "عدة جرحى" نقلوا الى المدينة بينما اكدت السلطات المحلية ان رجال الدرك والقوات المساعدة شنت الهجوم في الساعة السابعة تغ بامر من النيابة العامة. واعلنت تلك المصادر ان العملية كانت تهدف الى "تفريق عصابة ترفض ان يغادر الناس المخيم بعد استفادتهم من مساعدة الدولة".
وبدات السلطات مطلع تشرين الثاني/نوفمبر توزيع اراض على بعض الفئات مثل الارامل والنساء المطلقات والمسنين لكن تلك الاجراءات لم تكف لارضاء المحتجين. وقال احد الشهود "اليوم (الاثنين) في الساعة الثامنة (صباحا تغ) شوهد مئات النساء والاطفال خارج المخيم متوجهين الى العيون لكن عددا من الشبان الصحراويين يرفضون مغادرة المخيم".
وفي العيون وقعت صدامات بين شبان صحراويين وقوات الامن مباشرة بعد الهجوم حسب مسؤول منظمة غير حكومية مغربية. واضاف ان "الصدامات بين الشبان الصحراويين والشرطة المغربية بدات امس لكنها استؤنفت بشدة هذا الصباح عندما شاعت اولى المعلومات حول الهجوم في العيون". واقام الدرك خارج المدينة حاجزا لمنع سكانها من الانضمام الى المخيم.
واكد احد سكان العيون ان العديد من الاشخاص "غادروا المدينة بعد الهجوم للالتحاق بالمخيم لكن الدرك منعهم". وحلقت مروحيات فوق المخيم ودعت سكانه بمكبرات الصوت الى مغادرته والالتحاق بمدينة العيون كما افاد احد السكان. وقطعت السلطات المغربية الاحد الطريق التي تربط بين العيون والمخيم الذي اقامه قربها سكان يحتجون على ظروفهم الحياتية، كما قطعت شبكة الهاتف النقال.
وتبدا جولة ثالثة من المفاوضات بين المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) الاثنين حول مصير الصحراء الغربية برعاية الامم المتحدة في احدى ضواحي نيويورك. وتقام الجولة الجديدة من المفاوضات في غرينتري، لونغ ايلاند، بحضور الدولتين المجاورتين للصحراء الجزائر وموريتانيا.
وقد ضم المغرب سنة 1975 المستعمرة الاسبانية سابقا التي تطالب بها جبهة البوليسايو مدعومة من الجزائر باستفتاء حول تقرير المصير برعاية الامم المتحدة يفتح امام الصحراويين المجال بين ثلاثة خيارات اما الانضمام الى المغرب واما الاستقلال واما الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ويقترح المغرب هذا الخيار الاخير رافضا فكرة الاستقلال.
التعليقات