أظهرت وثائق أمريكية مسربة أن طائرات تجسس أمريكية حلقت في طلعات استطلاعية فوق لبنان منطلقة من قاعدة جوية بريطانية في قبرص في عملية مراقبة "لمكافحة الارهاب" بناء على طلب مسؤولين لبنانيين.
وكشفت الوثائق التي لم تحدد ما الذي كانت الطلعات التي قامت بها الطائرات الامريكية عام 2008 تراقبه أن بريطانيا خشيت من أن تعتبر متواطئة اذا استخدم الجيش اللبناني الصور التي تلتقطها الطائرات لاعتقال مشتبه بهم واساءة معاملتهم.
وشعر المسؤولون البريطانيون بالقلق ايضا من أن الطلب اللبناني بالقيام بطلعات مخابراتية والتي أطلق عليها اسم "تمشيط الارز" كان من قبل وزارة الدفاع اللبنانية وحسب ودون تأييد من الحكومة بالكامل.
وأظهرت برقية نشرها موقع ويكيليكس أن دبلوماسيا أمريكيا أبلغ واشنطن بأن بريطانيا "تتوقع من الولايات المتحدة أن تراقب استخدام معلومات المخابرات من (عملية) تمشيط الارز للحفاظ على معايير عالية لحقوق الانسان."
كما أظهرت البرقيات أن طلعات لطائرات أمريكية من طراز يو2 انطلقت من قاعدة اكروتيري في قبرص جمعت معلومات حين حلقت فوق تركيا وشمال العراق.
ونقلت برقية عن وزارة الدفاع البريطانية قولها "في كلتا الحالتين المستهدف هو نقل المنتج المخابراتي الى حكومات طرف ثالث ومن المهم بالنسبة لنا أن نكون راضين عن أن (بريطانيا) لا تساعد بشكل غير مباشر في ممارسة تلك الحكومات أعمال غير قانونية."
وأذكى نشر البرقيات التكهنات بأن الطلعات الجوية فوق لبنان كانت تستهدف نشطاء حزب الله.
لكن برقية أخرى حصلت عليها صحيفة الاخبار اللبنانية من موقع ويكيليكس قالت ان الولايات المتحدة أمدت وزير الدفاع ميشيل المر بمواد تهدف الى دعم عمليات " مكافحة الارهاب" في مخيمات للاجئين الفلسطينيين.
وقالت البرقية التي أرسلتها السفارة الامريكية في بيروت في ابريل نيسان عام 2008 "الصور الاخيرة التي تم امداد القوات المسلحة اللبنانية بها تعطيها قدرة لم تكن متوفرة لديها حقيقة." ونقلت البرقية عن المر قوله "اعتدنا ان نكون عميانا."
وأضافت "بالنسبة لاي تحركات مستقبلية لمكافحة الارهاب أكد المر أن الصور لن تستخدم الا في أغراض قانونية."
وكان المر قبل ذلك بشهر قد عبر عن مخاوفه من حرب وشيكة بين حزب الله واسرائيل وكشف عن اجراءات طواريء كان يأمل أن تسمح بأن يظل الجيش اللبناني بعيدا عن القتال وفقا لما جاء في برقية مسربة أخرى.
وقالت البرقية "بالنسبة للمر كان الهدف الاستراتيجي للقوات المسلحة اللبنانية هو الخروج من الحرب التي استمرت ثلاثة اسابيع (سليمة تماما) وقادرة على تولي المسؤولية متى يتم تدمير ميليشيا حزب الله." ونقلت البرقية عن المر قوله لمسؤول بالسفارة "لا أريد أن يموت الالاف من جنودنا بلا سبب."
التعليقات