مجلس الأمّة الكويتي يستجوب الصّباح على خلفيّة ضرب النّوّاب

دخلت الأزمة السياسية في الكويت، منعطفًا جديدًا ليل الثلاثاء، إذ أعلن رئيس مجلس الأمة، جاسم الخرافي، عن تقدم عشرة نواب بطلب "عدم إمكان التعاون" مع رئيس مجلس الوزراء، الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، على إثر المناقشة التي وافق عليها للاستجواب المقدم إليه، والتي جرت في جلسة سرية للبرلمان.

مجلس الأمّة الكويتي يستجوب الصّباح على خلفيّة ضرب النّوّاب

 

دخلت الأزمة السياسية في الكويت، منعطفًا جديدًا ليل الثلاثاء، إذ أعلن رئيس مجلس الأمة، جاسم الخرافي، عن تقدم عشرة نواب بطلب "عدم إمكان التعاون" مع رئيس مجلس الوزراء، الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، على إثر المناقشة التي وافق عليها للاستجواب المقدم إليه، والتي جرت في جلسة سرية للبرلمان.

وقال الرئيس الخرافي في بيان، بعد أن حول الجلسة إلى علنية: "عقد مجلس الأمة، جلسة سرية بناء على طلب الحكومة، وانتقل بعد ذلك لمناقشة الاستجواب آنف الذكر، وقد تحدث اثنان من المؤيدين واثنان من المعارضين، وبعد المناقشة، وحسب إجراءات اللائحة، تقدم بعض الأعضاء (10 نواب) بطلب عدم إمكان التعاون."

وقال الخرافي، إنه طبقا لنص المادتين (101) و(102) من الدستور، فإنه لا يجوز للمجلس أن يصدر قراره في الطلب قبل سبعة أيام من تقديمه، وعليه يتم إرجاء التصويت إلى جلسة تعقد في الخامس من يناير/كانون الثاني 2011.

وتنص المادة (102) من الدستور، على أنه "لا يتولى رئيس مجلس الوزراء أي وزارة، ولا يطرح في مجلس الأمة موضوع الثقة به، ومع ذلك إذا رأى مجلس الأمة عدم إمكان التعاون مع رئيس مجلس الوزراء، رفع الأمر إلى رئيس الدولة، وللأمير في هذه الحالة أن يعفي رئيس مجلس الوزراء، ويعين وزارة جديدة، أو أن يحل مجلس الأمة."

وكانت كتل المعارضة قد طلبت استجواب رئيس الوزراء، الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، حول ضرب بعض النواب من عناصر الأمن مؤخرًا، وقد أعلن رئيس الحكومة استعداده لمناقشة الاستجواب في الجلسة التي حولها رئيس البرلمان إلى سرية.

وكانت الجلسة قد بدأت بطلب من الحكومة بتحويلها لسرية، وقد وافق عليه رئيس البرلمان، جاسم الخرافي، الذي طلب من الجمهور إخلاء القاعة.

ويمنح القانون الكويتي للحكومة، أو لرئيس مجلس النواب، أو عشرة أعضاء على الأقل، طلب تحويل الجلسة إلى سرية.

وجود كثيف لقوّات الأمن خارج مبنى مجلس الأمّة

واضطر الخرافي أول الأمر إلى رفع الجلسة مدة ربع ساعة، إثر احتجاجات نيابية على وجود قوات الأمن الخاصة خارج مبنى المجلس، واستند المعترضون على مادة في الدستور، تمنع وجود أي قوات غير حرس المجلس قرب المبنى، أو على مقربة من أبوابه، إلا بطلب من رئيس البرلمان.

رئيس الوزراء الكويتي، ناصر الصّباح

وبعد ذلك جرى التصويت على طلب النيابة العامة رفع الحصانة البرلمانية عن النائب المعارض فيصل المسلم، وجاءت نتيجة التصويت لصالح المسلم، إذ رفض الطلب 34 عضوا من أصل 62، بينما وافق عليه 27 نائبًا، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.

يذكر أن  طلب الاستجواب لرئيس الوزراء، مقدم من النواب مسلم البراك، وجمعان الحربش، وصالح الملا، ويتضمن محورا واحدا يختص بـ"انتهاك أحكام الدستور والتعدي على الحريات العامة."

وقد استبقت الحكومة الجلسة بالإعلان على لسان وزير المواصلات، وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة، محمد البصيري، بتأكيد أنها ستدخل البرلمان وهي "أكثر ثقة وبقوة وصلابة"، وذكر البصيري أن رئيس الحكومة "سيعتلي المنصة ولديه من الأدلة والوثائق والحجج ما يرد بها بشكل قاطع ومانع وبالأدلة الدامغة"، وفق موقع البرلمان الاكترونيّ.

الاستجواب على خلفيّة ضرب قوّات الأمن لنوّاب في المجلس

وتعود خلفيات القضية إلى قيام القوات الخاصة في الكويت مساء 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، باستخدام العنف في تفريق تجمع سياسي، ممّا أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص، بينهم أربعة نواب بمجلس الأمة، وذلك بحجة تجمعهم خارج المكان المخصص لهم بصورة مخالفة للقانون.

وقام النواب بتقديم استجواب لرئيس الحكومة حول الموضوع، الذي أثار الكثير من الجدل في الكويت، ممّا دفع أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى التحذير من محاولات البعض اللجوء إلى "الشارع" لطرح القضايا السياسية بدلاً من مناقشتها تحت قبة البرلمان، معتبرًا أنّ مثل هذه الممارسات من شأنها "زج البلاد في أتون الصراعات السياسية."

وأعرب الأمير عن شعوره بـ"الألم" نتيجة ما حدث في تلك الندوات، في إشارة إلى أحداث العنف التي وقعت مساء الأربعاء الماضي، والتي أسفرت عن إصابة عدد من النواب، فقد شدد على أن ما حدث "ليس خطأ القوات الخاصة، وإنما بسبب تصرفات بعض الحضور"، معتبرًا أن الأمن كان يقوم بدوره.

التعليقات