ستة اعتداءات تستهدف مسيحيي بغداد وتوقع قتيلين و12 جريحا

قتل عراقيان على الاقل واصيب 12 شخصا آخر بجروح، بينهم 10 مسيحيين، في ستة اعتداءات وقعت مساء الخميس عشية الاحتفالات بعيد رأس السنة واستهدفت منازل في بغداد يقطنها مسيحيون، كما اعلن مسؤول في وزارة الداخلية.

ستة اعتداءات تستهدف مسيحيي بغداد وتوقع قتيلين و12 جريحا

 قتل عراقيان على الاقل واصيب 12 شخصا آخر بجروح، بينهم 10 مسيحيين، في ستة اعتداءات وقعت مساء الخميس عشية الاحتفالات بعيد رأس السنة واستهدفت منازل في بغداد يقطنها مسيحيون، كما اعلن مسؤول في وزارة الداخلية.

وقال المصدر ان الاعتدءات وقعت في غضون اقل من ساعتين اعتبارا من الساعة 19,30 (16,30 تغ) في ستة من احياء العاصمة العراقية واستهدفت جميعها ابناء الطائفة المسيحية، الذين سبق وان تعرضوا مرارا خلال السنتين الماضيتين لهجمات.

ووقع الاعتداء الاكثر دموية في حي الغدير في وسط العاصمة حيث انفجرت عبوة ناسفة يدوية الصنع قرابة الساعة 20,00 (17,00 تغ) ما اسفر عن مقتل مسيحيين اثنين واصابة ثلاثة اشخاص بجروح، احدهم مسيحي، كما اوضح المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه.

اما الاعتداءات الخمسة الباقية والتي وقعت جميعها بواسطة عبوات ناسفة يدوية الصنع، فلم تخلف قتلى الا انها اسفرت عن اصابة تسعة مسيحيين بجروح، بحسب المصدر نفسه.

ويعتبر الغدير حيا لا يزال الكثير من المسيحيين يقطنونه، حتى وان كان العديد من هؤلاء قد فروا منه بسبب التهديدات التي وجهها تنظيم القاعدة الى ابناء هذه الطائفة.

ومساء الخميس ايضا، انفجرت قنبلتان في غرب بغداد استهدفت الاولى حديقة منزل اسرة مسيحية في حي اليرموك (غرب)، ما اسفر عن سقوط جريح، بينما استهدفت الثانية مسيحيين في حي الخضراء ما اسفر عن جرح اثنين منهم.

وفي جنوب بغداد اصيب ثلاثة مسيحيين بجروح في هجوم بالقنبلة استهدفهم في حي الدورة، بينما جرح مسيحيان آخران في انفجار قنبلة استهدفت منزلهما في السيدية.

كما اصيب مسيحي آخر بجروح من جراء انفجار قنبلة زرعت في شارع الصناعة في الكرادة (وسط)، كما اضاف المصدر نفسه.

وفي هذا الشارع التجاري تقع كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك التي شهدت في 31 تشرين الاول/اكتوبر مجزرة ارتكبها مسلحون من تنظيم القاعدة اثناء القداس ما اسفر عن مقتل 44 مصليا وكاهنين.

وتبنت تلك المجزرة دولة العراق الاسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، والتي ما لبثت ان توعدت المسيحيين بانهم اصبحوا "اهدافا مشروعة لها".

وهي ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها منازل المسيحيين في بغداد لهجمات مماثلة، فبعد الهجوم على كنيسة سيدة النجاة بعشرة ايام استهدفت سلسلة من الهجمات منازل مسيحيين في بغداد واسفرت عن ستة قتلى و33 جريحا وعززت احساسهم العميق بعدم الامان.

وفي 25 كانون الاول/ديسمبر احتفل المسيحيون العراقيون بقداديس عيد الميلاد وسط اجراءات امنية مشددة للغاية، في حين يوجه قادة البلاد النداءات اليهم، الواحد تلو الآخر، لحثهم على البقاء في بلدهم.

وبعد المجزرة حصنت جميع الكنائس بجدران اسمنتية عالية، في حين الغى مجلس الكنائس في العراق الاحتفالات بعيد الميلاد في جميع انحاء البلاد واختصرها بقداس حزنا على ضحايا المجزرة.

وكان عدد مسيحيي العراق قبل الغزو الاميركي لهذا البلد عام 2003 يبلغ في حده الادنى 800 الف.

وقد انخفض هذا العدد حاليا الى ما بين 450 الف و500 الف بينهم نحو 300 الف كاثوليكي (مقابل 378 الف عام 1980) يشكل الكلدان 80% منهم.

وفي 17 كانون الاول/ديسمبر اعلنت المفوضية العليا للاجئين ان "الطوائف المسيحية في بغداد والموصل بدأت رحلة هجرة بطيئة لكن منتظمة (...) فقد فر الالاف من المسيحيين من ديارهم ولجأوا الى مناطق اخرى في العراق او في الخارج. ووصل نحو الف عائلة الى كردستان العراق منذ تشرين الثاني/نوفمبر" الماضي.

وفي الشرق الاوسط، مهد المسيحية، يعيش 20 مليون مسيحي، بينهم خمسة ملايين كاثوليكي من اجمالي عدد سكان المنطقة البالغ 356 مليون نسمة حسب الارقام التي اعلنت خلال سينودس (مجمع) الاساقفة الكاثوليك من اجل الشرق الاوسط الذي عقد في تشرين الاول/اكتوبر في الفاتيكان.

وتدفع النزاعات وعدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية والتمييز والاضطهاد او تصاعد النزعة الاسلامية المتشددة الكثير منهم الى الرحيل.

التعليقات