آلاف الشبان الجزائريين ينتفضون احتجاجا على غلاء المعيشة والبطالة

أفادت وسائل إعلام جزائرية وعالمية، أن آلاف الشبان الجزائريين خرجوا إلى الشوارع في مظاهرات وأعمال عنف غاضبة، وفي عدد من المدن الجزائرية، احتجاجا على غلاء المعيشة، وقلة المساكن، والبطالة، في بلد يعتبر غنيا بالمحروقات.

آلاف الشبان الجزائريين ينتفضون احتجاجا على غلاء المعيشة والبطالة

أفادت وسائل إعلام جزائرية وعالمية، أن آلاف الشبان الجزائريين خرجوا إلى الشوارع في مظاهرات وأعمال شغب غاضبة، شملت عددا من المدن الجزائرية، احتجاجا على غلاء المعيشة، وقلة المساكن، والبطالة، في بلد يعتبر غنيا بالمحروقات.

هذا واندلعت ليل الأربعاء - الخميس أعمال "شغب" في حي باب الواد الشعبي، في العاصمة الجزائرية، حيث تظاهر عشرات الشبان، ورشقوا مركز الشرطة المحلي بالحجارة، كما خربوا وأحرقوا متجر وكيل سيارات "رينو"، ودمروا حوالي 10 سيارات فيه.

وأحرق المحتجون إطارات قديمة لقطع الطريق أمام التعزيزات الامنية، وفي الوقت نفسه، خرج شبان في الضاحية الغربية للجزائر العاصمة، احتجاجا على ارتفاع الاسعار.

ومساء الاثنين، قطع آلاف الشبان طرقات في تيبازا (70 كلم غرب العاصمة الجزائر)، احتجاجا على ظروف العيش الصعبة.

وكان التوتر واضحا الأربعاء في مدينة وهران (430 كلم غرب الجزائر)، بعد أن أحرق عشرات الشبان إطارات، وقطعوا الطرقات بجذوع أشجار، وألقوا مقذوفات على سيارات.

وكتبت صحيفة "وهران" الخميس، أن شبانا اقتحموا مستودعا، وسرقوا منه أكياسا من الطحين، في وقت تشهد فيه أسعار الخبز ارتفاعا، وتلوح في الأفق أزمة قمح.

تظاهرات واسعة شملت كافة مناطق الجزائر

وتسعى الحكومة الجزائرية إلى طمأنة الناس، في حين تشهد الجزائر تظاهرات منذ أسبوع، احتجاجا على ظروف العيش الصعبة.

والأربعاء، أكد وزير التجارة مصطفى بن بادة، أن "الدولة ستستمر في دعم السلع الأساسية".

ومنذ أشهر، تشهد كافة المناطق في الجزائر تظاهرات احتجاجا على عدم توفر مساكن اجتماعية وتفشي الفساد، وفي الوقت نفسه تهدّم مدن الصفيح غير المشروعة.

وأشارت الصحف في الأسابيع الماضية، إلى سلسلة حوادث وقعت في هذه الأحياء، وسقط خلالها جرحى.

وقبل بدء ولايته الثالثة عام 2009، تعهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ببناء مليون شقة لتحل مكان المساكن التي دمرها الزلزال في 2003، وبسبب زيادة عدد سكان البلاد بثلاثة أضعاف (35.6 مليون نسمة) منذ الاستقلال في 1962.

وقد تم تسليم 10 آلاف مسكن هذه السنة في الجزائر.

75% من الجزائريين دون الثلاثين، و20% من الشباب عاطلون عن العمل

وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن 75% من الجزائريين اليوم هم دون الثلاثين من العمر، وأكثر من 20% من الشباب عاطلون عن العمل.

وهذا الوضع يدفع بهم إلى الهجرة نحو أوروبا؛ ولعدم حصولهم على تأشيرات دخول، يجازفون بحياتهم، ويحاولون الوصول إلى أوروبا على متن زوارق قديمة، وفي كل شهر تفشل محاولات العشرات منهم، لكن ليس هناك إحصاءات دقيقة حول هذه الهجرة.

ويذهب  محمد صائب ميزت، الاختصاصي في العلوم الاجتماعية، وكبير الباحثين في مركز بحوث الاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية، إلىلا أن ثمة خطر قائم يداهم الجزائر، وصرح قائلا: "أخشى من تدهور الأوضاع"، في حين تعيش البلاد في ظل نظام طوارئ مفروض منذ العقد الأسود المناهض للاسلاميين في تسعينات القرن الماضي.

عدوى تونس

ويوافقه زميله ناصر جابي الرأي، مؤكدا أنه يمكن لهذه الاحداث "أن تتأزم أكثر"، حتى وإن "أصبحت أعمال الشغب رياضة وطنية في الجزائر."

وقال ميزت: "هناك عدوى عندما نقارن هذه الأحداث مع ما يحصل في تونس"، حيث وقع في التظاهرات أربعة قتلى منذ كانون الأول/ديسمبر، "حتى وإن لم تكن الأوضاع شبيهة تماما"، وأضاف: "هناك حرية أكبر هنا، والجزائر دولة غنية بالمحروقات".

ويرى اختصاصي العلوم الاجتماعية، نور الدين حقيقي، الاستاذ في جامعة الجزائر: "ما علينا فعله هو أن نضع حدا لمساعدة الدولة، للشباب حياة سهلة ويطالبون بالمزيد".

التعليقات