إسرائيل تتابع التطورات في لبنان؛ احتمالات الحرب قائمة ولكن ضئيلة

عدة أطراف دولية تحذر من تداعيات الأزمة السياسية اللبنانية المتسارعة ومن احتمال دخول البلاد في دوامة جديدة من العنف

إسرائيل تتابع التطورات في لبنان؛ احتمالات الحرب قائمة ولكن ضئيلة
كتبت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تتابع "الأزمة السياسية" في لبنان، والتي وصلت أوجها باستقالة وزراء حزب الله وإسقاط حكومة سعد الحريري. ونقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، الليلة الماضية، إن الأيام القريبة مهمة بشأن ما يحصل في لبنان، وأن التطورات التي قد تحصل في لبنان سيكون لها أبعاد على المنطقة كلها.
 
وأضافت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتابع التطورات في لبنان، وبحسبها فإنه لا يوجد استعدادات خاصة من قبل الجيش الإسرائيلي.
 
ونقلت عن مصادر أمنية قولها إنه من المحتمل أن تتدهور الأوضاع في لبنان وتصل إلى إسرائيل. وقالت إنه "من المحتمل أن يحول حزب الله الأنظار باتجاه إسرائيل عن طريق عمليات إرهابية".
 
وقال مصدر أمني إن "حزب الله لم يرد بعد على اغتيال عماد مغنية، ومن الممكن أن يستغل هذه الحجة". وأضاف المصدر نفسه أنه "لن يتم الضغط على الزناد بسهولة، وذلك لأن حزب الله يعرف الرد الإسرائيلي وما يعنيه ليس لحزب الله فقط، وإنما للبنان كله".
 
وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن إمكانية اندلاع الحرب قائمة، إلا أن الاحتمالات تبدو ضئيلة لأنه لا يوجد مصلحة حقيقية لحزب الله فيها. وكتبت في هذا السياق أن حزب الله عكف على استخلاص الدروس من الحرب الأخيرة في تموز/ يوليو 2006، وجهز نفسه للقتال مع إسرائيل، لافتة إلى أنه تم توسيع ما أسمته "المحميات الطبيعية" الموجودة بالعشرات في جنوب لبنان، وربما بالمئات.
 
يذكر في هذا السياق أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، كان قد صرح مؤخرا أن احتمالات تفاقم التوتر وأن يطال إسرائيل ضئيلة، وأن "الجيش الإسرائيلي يدرك أن الهدوء على الحدود الشمالية منذ الحرب الأخيرة متفجر، ومن الممكن أن يزول في لحظة".
 
إلى ذلك،  وصل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى فرنسا قادما من الولايات المتحدة في وقت دخلت فيه البلاد فصلا جديدا من أزمتها السياسية المتفاقمة مع انهيار حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الحريري بعد استقالة الوزراء المحسوبين على المعارضة.
 
ويتوقع أن يكون موضوع انهيار الحكومة اللبنانية في صلب مباحثات الحريري مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ناقش أمس الأربعاء الوضع اللبناني مع الرئيس السوري بشار الأسد وبعث رسالة تأييد إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
 
وقبل التوجه إلى باريس دعا الحريري من واشنطن، فرنسا وقطر ودولا أخرى إلى بحث أزمة بلاده، في حين قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب عن تأييده للحريري وللمحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال رفيق الحريري.
 
وفي هذه الصدد قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه لن يكون هناك وقف فوري للمساعدات الأميركية للجيش اللبناني بعد سقوط الحكومة، وإن واشنطن تريد أن تتشكل الحكومة اللبنانية الجديدة في أجواء سلمية.
 
وتعليقا على انهيار الحكومة قال البيت الأبيض إن انسحاب حزب الله من حكومة الوحدة الوطنية يظهر "خوفه الخاص وتصميمه على تقويض قدرة الحكومة على العمل".
 
وفي إطار ردود الفعل على تطورات الأزمة السياسية اللبنانية المتسارعة، حذرت عدة أطراف دولية من تداعياتها ومن احتمال دخول البلاد في دوامة جديدة من العنف.
 
وحثت السعودية حزب الله على الانضمام مرة أخرى إلى حكومة الحريري. وحذرت على لسان وزير خارجيتها سعود الفيصل من أن البلاد يمكن أن تنزلق مرة أخرى إلى العنف.
 
كما أعربت تركيا عن أملها في أن يعيد حزب الله التفكير في الاستقالات، وعبرت من خلال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو عن تأييده لجهود الوساطة السورية السعودية.
 
أما رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني فقال إن بلاده تدعم المبادرة السعودية السورية وتثق بجهود قائدي البلدين.

التعليقات