أفادت وكالات الأنباء إلى أن الاحتجاجات في ليبيا اتسعت لتشمل مدنا في شرقها وغربها، فيما تحدث شهود عيان عن عشرات القتلى ومئات الجرحى في مدينة بنغازي عندما أطلقت قوات الأمن النار على موكب جنائزي لقتلى سقطوا في مواجهات الخميس الماضي بنيران قوات الأمن.
وذكرت المصادر أن المشيعين فوجئوا بإطلاق الرصاص عليهم في بداية التشييع أمام محكمة شمال بنغازي، كما سقط العشرات أيضا بين قتيل وجريح عندما تصدت قوات الأمن لجموع المشيعين لدى رجوعهم من المقبرة من أمام مديرية أمن بنغازي. ونقل عن ناشط حقوقي قوله إن عدد القتلى قد يصل إلى 200 قتيل، وأن هناك نحو 900 جريح.
وتحدثت الوكالة الفرنسية للأنباء عن سقوط 12 قتيلا في بنغازي، وإصابة العشرات.
وأكد مصدر طبي أن مستشفيات بنغازي تعج بالمصابين، وأضاف أن أكثر الحالات التي تصل للمستشفى على حافة الموت، وأغلبها مصاب بالرصاص في الرأس والرقبة والصدر.
وأشار المصدر إلى أن المستشفى يستقبل بمعدل حالة واحدة في كل عشر دقائق، وأن الكشف عن المصابين والقتلى بين أن قوات الأمن استخدمت رصاصا ينشطر في الجسم، ونوعا آخر من القذائف المضادة للطيران تعرف محليا باسم "ميم طاء".
وناشد المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية و"كل أحرار العالم" للتدخل من أجل وقف القمع والقتل الذي يتعرض له المتظاهرون مؤكدين على مواصلة أعمال الاحتجاج.
وبحسب "الجزيرة" فإن أكثر من مائة ألف شخص يواصلون اعتصاما في ساحة أمام محكمة شمال بنغازي، وأن الأرقام المتداولة عن عدد القتلى بمواجهات الأيام الماضية، والتي قالت بعض المنظمات الحقوقية إنها بلغت 84 شخصا في عموم ليبيا، هي أرقام غير صحيحة. وقال إن هذا العدد سقط أكثر منه في مدينة بنغازي وحدها.
كما شهدت مدينة مصراتة، وهي ثالثة كبريات المدن الليبية، وتقع شرق العاصمة طرابلس على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، بدورها مواجهات عنيفة قتل فيها أحد المتظاهرين وأصيب آخرون. وامتدت المظاهرات أيضا لمدن درنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق وتاجورا وشحات.
أما العاصمة طرابلس فتشهد استنفارا أمنيا غير مسبوق وانتشارا كثيفا لقوات الأمن، ونقلت وكالة أسوشيتد برس أن السلطات وزعت على السكان بالعاصمة رسائل هاتفية تحذرهم من التعرض لقوات الأمن وصناعة النفط. وكانت قوات الأمن فرقت احتجاجات محدودة خارج العاصمة.
وبدورها ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن أجهزة الأمن ألقت القبض على عشرات من عناصر شبكة أجنبية مدربة لضرب استقرار ليبيا عبر القيام بأعمال تخريب ونهب والاعتداء على مراكز الأمن العام والشرطة العسكرية. وألمحت الوكالة إلى احتمال ضلوع إسرائيل في هذه الأعمال.
التعليقات