الثورة الليبية: الدائرة تضيق على النظام والقذافي يهدد بالقصف الجوي

مصراته والزواية تقاومان كتائب النظام الأمنية * القذافي يفقد السيطرة على معظم حقول النفط * أنباء عن مقتل 50 مدنيا في مصراته بقصف مدفعي

الثورة الليبية: الدائرة تضيق على النظام والقذافي يهدد بالقصف الجوي
تشير الأوضاع الراهنة في ليبيا إلى أن الدائرة بدأت تضيق حول النظام الحاكم، وسط أنباء عن مواجهات بين الثوار والكتائب الأمنية في مدينتي الزاوية ومصراتة، مع تأكيدات دولية بأن الثوار باتوا يسيطرون على غالبية حقول النفط والغاز.
 
فقد شنت الكتائب الأمنية التابعة للقذافي هجمات على مدينتي الزاوية ومصراتة القريبتين من العاصمة طرابلس والخاضعتين لسيطرة الثوار ضد النظام، في حين نقل اللواء المهدي العربي للمعتصمين في إحدى ساحات مدينة الزاوية تهديدا من القذافي بقصف الساحة بالطائرات الحربية إن لم يتفرقوا.
 
وأفاد شهود عيان في مصراتة أن الثوار يخوضون معارك كر وفر حول المدينة، وأنهم صدوا هجوما شنته الكتائب الأمنية ويحتفظون بسيطرتهم على المدينة وعلى المطار وجزء كبير من القاعدة الجوية العسكرية، في حين أوضح أحد السكان المحليين أن 50 مدنيا على الأقل قتلوا أمس الاثنين في قصف قوات موالية للقذافي للمدينة بمدفعية ثقيلة.
 
وفي سياق متصل قال عسكريون ليبيون أنضموا لصفوف الثورة في مدينة أجدابيا إن سلاح الجو الليبي حاول قصف مخازن للذخيرة قرب المدينة، وإن العسكريين المنضمين إلى الثورة تصدوا بواسطة المضادات الأرضية لطائرتين انطلقتا من سرت، وأكدوا عدم وقوع إصابات في صفوف المواطنين.
 
وفي العاصمة الليبية أعلن "شباب انتفاضة طرابلس" أمس الاثنين بيانهم الأول الذي أكدوا فيه استمرار النضال حتى إسقاط النظام في ليبيا ورفضهم التفاوض معه، وأعربوا عن تأييدهم لمساعي تشكيل مجلس وطني مؤقت، ودعوا إلى وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة المقبلة في كل مساجد البلاد.
 
في هذه الأثناء ساد منطقة تاجوراء على المدخل الشرقي للعاصمة الليبية هدوء حذر بعد موجة من الاحتجاجات، حيث ردد زهاء 400 محتج هتافات مناهضة للقذافي ولوحوا بالعلم القديم (علم الاستقلال) الذي صار رمزا للثورة. وبحسب شهود عيان، اكتفت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين عبر إطلاق الرصاص في الهواء.
 
ونقلت رويترز عن ليبيين قولهم إن القوات الموالية القذافي احتشدت في غرب البلاد، اليوم الثلاثاء، بينما قالت الولايات المتحدة إنها تحرك سفنا حربية وقوات جوية إلى مناطق أكثر قربا من ليبيا.
 
ويخشى السكان أن تستعد القوات الموالية للقذافي لشن هجوم لاستعادة السيطرة على بلدة نالوت الواقعة على بعد 60 كيلومترا من الحدود التونسية في غرب ليبيا.
 
وناقشت الولايات المتحدة وحكومات أجنبية أخرى يوم أمس الاثنين خيارات عسكرية للتعامل مع ليبيا بينما سخر القذافي من التهديد الذي تشكله الانتفاضة الشعبية على حكومته.
 
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع شركائها في حلف الأطلسي وآخرين بشأن الخيارات العسكرية الخاصة بالتعامل مع ليبيا.
 
وقالت الولايات المتحدة أيضا إنها جمدت أصولا قيمتها حوالي 30 مليار دولار في الولايات المتحدة لمنع القذافي وأسرته من التصرف فيها.
 
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن حكومته ستعمل لإعلان منطقة "لحظر الطيران" فوق ليبيا لحماية الشعب من هجمات قوات القذافي.
 
ويرفض القذافي الدعوات التي تطالبه بالتنحي وقلل من شأن قوة الثورة التي تسعى لإسقاط حكمه الذي مضى عليه 41 عاما والتي أنهت سيطرته على شرق ليبيا وتقترب من العاصمة طرابلس.
 
وقال القذافي في مقابلة مع شبكة تلفزيون (ايه.بي.سي) الأمريكية وهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) يوم الاثنين "شعبي كله يحبنى. إنهم مستعدون لأن يموتوا دفاعا عني."
 
ونفى القذافي استخدام سلاحه الجوي لمهاجمة المحتجين، لكنه قال إن طائرات قصفت مواقع عسكرية ومستودعات للذخيرة. ونفى أيضا وجود مظاهرات وقال إن شبانا تلقوا مخدرات من "القاعدة"، ولذلك خرجوا إلى الشوارع. وأضاف أن القوات الليبية لديها أوامر بألا تطلق النار عليهم.
 
من جانبه قال العقيد عبد السلام طاهر حميدة رمضان، مساء أمس الإثنين، إن جماهير جالو تحكم المدينة التي تضم العديد من حقول النفط، وإن كوادر الثورة شكلوا مجلسا محليا انبثقت عنه لجان عسكرية وأمنية وخدمية بما فيها حراسة جميع شركات النفط.
 
وفي مؤتمر صحفي تلا اجتماعا لوزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي ببروكسل أمس الاثنين، أكد مفوض شؤون الطاقة في الاتحاد غونتر أويتنغر أن القذافي فقد السيطرة على معظم حقول النفط والغاز الطبيعي في بلاده.
 
في هذه الأثناء جددت تشاد على لسان وزير خارجيتها محمد فكي نفيها الاتهامات الموجهة لها بتجنيد مرتزقة تشاديين لدعم النظام الليبي ومحاربة الثوار.

التعليقات