الثورة الليبية تمنح القذافي مهلة 72 ساعة للتنحي

قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم الثلاثاء ان المحتجين لن يلاحقوا الزعيم الليبي معمر القذافي جنائيا اذا تنحى خلال 72 ساعة.

الثورة الليبية تمنح  القذافي مهلة 72 ساعة للتنحي

قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم الثلاثاء ان المحتجين لن يلاحقوا الزعيم الليبي معمر القذافي جنائيا اذا تنحى خلال 72 ساعة.

وأضاف لقناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية عبر الهاتف متحدثا حوالي الساعة 1330 بتوقيت جرينتش "ان غادر القذافي خلال 72 ساعة وتوقف القصف سوف لن نلاحقه." وأضاف أن المهلة لن تمدد. والمجلس الانتقالي مقره مدينة بنغازي بشرق ليبيا.


وعلى صعيد التداعيات الدولية، أعلنت بريطانيا وفرنسا تعكفان حاليا على إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يجيز فرض منطقة طيران محظور فوق ليبيا بالتشاور الوثيق مع الولايات المتحدة وألمانيا. وبشأن فرصة تمرير القرار قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة "إنه سيكون صعبا إن لم يكن مستحيلا إقناع روسيا والصين بمساندة القرار".


وقال الدبلوماسيون إن القرار سيتوقف على ما إن كانت هناك محركات للعمل في هذا الاتجاه. ومن بين هذه المحركات حدوث تدهور ملحوظ للأوضاع الإنسانية أو قصف جوي واسع للمناطق المدنية من قبل القوات الموالية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
وفي لندن صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس بأن بلاده ودولا أخرى تعمل لإعداد مشروع القرار، مشيرا إلى أن الثوار الليببن "طلبوا صراحة فرض منطقة حظر جوي خلال اتصالات مع الحكومة البريطانية" رغم اعتقادهم بأن الليبيين يجب أن يكونوا مسؤولين عن تحرير بلادهم.
وفي باريس قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إن جامعة الدول العربية أيدت فرض منطقة حظر جوي على ليبيا لمنع القوات التابعة للقذافي من مهاجمة الثوار.
وقال بعض الدبلوماسيين إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد يتم تكليفه تنفيذ منطقة الطيران المحظور.
التفويض
وكان الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن قد صرح الأحد بأن الحلف لن يفعل ذلك إلا إذا كان بتفويض من مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن العالم لن يسمح لنظام القذافي بالاستمرار في مهاجمة القوات المعارضة للحكومة دون محاولة لردعه.

وقال راسموسن "يراقب المجتمع الدولي الموقف عن كثب، وفي حال واصل القذافي وجيشه مهاجمة الشعب الليبي بشكل منتظم، فلا أتخيل أن يقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة مكتوفي الأيدي"، لكنه دعا إلى توخي الحذر قائلاً "إن عملية كهذه تتطلب إمكانيات عسكرية ضخمة".

يذكر أن آخر مرة قام فيها الحلف بفرض منطقة حظر طيران كانت عام 1999 في كوسوفو حيث نفذ 38 ألف طلعة جوية خلال 78 يوما.
الموقف الأميركي
أما السفير الأميركي لدى الحلف إيفو دالدير فقال إن إقامة منطقة حظر جوي في سماء ليبيا سيكون لها "تأثير محدود" في إسقاط مروحيات عسكرية تحلق على مستوى منخفض تستخدمها قوات القذافي.
من جهته أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن حلف الناتو يبحث خيارات محتملة رداً على ما تشهده ليبيا من عنف بينها خيارات عسكرية محتملة.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا غيلارد في واشنطن إن البلدين يتفقان على أن "العنف الذي تمارسه الحكومة الليبية ضد شعبها غير مقبول"، مضيفا أن أستراليا ستنضم إلى الولايات المتحدة في فرض عقوبات على ليبيا.
مالطا تنأى
وفي جزيرة مالطا -القريبة جغرافياً من ليبيا، والتي أشارت تقارير إعلامية إلى احتمال استخدامها للحشد العسكري ضد ليبيا- قال رئيس وزرائها لورانس غونزي الاثنين إن بلاده لن تستخدم كقاعدة عسكرية في حال شنّ هجوم على ليبيا.
ونقل موقع صحيفة تايمز أوف مالطا عن غونزي قوله إن مالطا لم تتصل مع الناتو، والجهود التي تبذلها في ليبيا هي ذات طابع إنساني بحت.
كوسا
على الجانب الليبي اتهم وزير الخارجية موسى كوسا الاثنين أميركا وبريطانيا وفرنسا بأنهم "يحيكون مؤامرة لتقسيم بلاده من خلال اتصالهم بالمنشقين في المنطقة الشرقية".
وقال كوسا -في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس- إن ما يجري في بلاده ينحصر في مليشيات مسلحة خارجة عن القانون مرتبطة بتنظيم القاعدة، مؤكدا أن هذا التنظيم موجود فعلا في ليبيا.
وشبه كوسا الرئيس الإميركي باراك أوباما بالطفل، وقال كنا نعتقد أن أوباما رجل أفريقي وديمقراطي يساعد الآخرين، ولكن للأسف مثل الطفل عندما يدعو إلى معاقبة الناس الذين يساندون الزعيم الليبي معمر القذافي.
وانتقد أيضا وزير خارجية دولة الأمارات العربية عبد الله بن زايد آل نهيان لدعوته الدول الكبرى ومجلس الأمن للقيام بدورهم فيما يخص الشعب الليبي.


تجدد المعارك
وميدانيا ذكرت قناة الجزيرة أن المعارك في مدينة الزاوية الليبية قرب طرابلس، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات في مدن عدة شرقيّ البلاد بينها راس لانوف، وسجل ثاني انسحاب لقوات الثوار من بن جواد في حركة وصفت بانكفاء تكتيكي، وسط تأكيد من أحد أبناء معمر القذافي بأن الجيش ما زال خارج المعركة.
وقال الناشط السياسي عبد الجبار الزاوي للجزيرة هاتفيا إن قوات القذافي تتحكم في مداخل الزاوية، وإن الثوار قاوموا بشراسة كتائب القذافي، ودمروا ثلاث دبابات وقتلوا من فيها، وهم يحاصرون قناصة انتشروا في بعض المباني.
وتعرضت بعض المباني لقصف بالدبابات والمدفعية، هوى أيضا بجزء كبير من فندق يقع وسط البلدة.
مصراتة وراس لانوف
أما في مصراتة الواقعة على بعد مائتي كيلومتر شرق طرابلس، فقال أحد أعضاء اللجنة الإعلامية فيها إن كتائب القذافي تحتشد على مشارف المدينة، ويستعد الثوار لصدها، وتحدث عن قصف طال مناطق سكنية لإثارة الرعب، فقتل 21 شخصا.
وفي راس لانوف –التي تكتسي أهمية إستراتيجية باعتبارها ميناء يحوي مصفاة نفطية- تحدث مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد عن ثلاثة من أسرة واحدة قتلوا في قصف أصاب سيارتهم وهم يحاولون الفرار من المدينة التي تعرضت لقصف جوي استهدف معسكر بشر شرقيّها، لكنه لم يلحق أذى بالثوار أو بمعداتهم.
وقال إن النساء والأطفال تم إجلاؤهم عن المدينة تجنبا لما أسماها مجازر وقعت في بن جواد الواقعة غربيها، وهي بلدة قتل فيها حسب المراسل مدنيون كثيرون، قدرتهم صحيفة ليبية معارضة بـ19 قتيلا، ثلهم مدنيون.
انكفاء مؤقت
وقرر الثوار الجلاء عن بن جواد للمرة الثانية لتجنيبها مزيدا من الضرر كما قالوا، لكن مراسل الجزيرة تحدث عن استعدادات لتحريرها مجددا.
ومن بنغازي قال الصحفي الليبي فرج المغربي إن الثوار يسيطرون على مدينة البريقة التي تعيش هدوءا، ويسيطرون أيضا على ميناء سدرة ويستعدون للتوجه إلى الوادي الأحمر وسرت التي تعتبر طوقا يحمي العاصمة طرابلس.
وفي خطوة ذات رمزية، رفع علم الاستقلال لأول مرة على ناقلة نفط ليبية في ميناء الحريقة في طبرق التي وصف مصدر صحفي الوضع فيها بالهادئ وتحدث عن عشرات السيارات دخلت من مصر محملة بالأغذية والدواء.
من جهتها حصلت الجزيرة على تسجيل فيديو يظهر الانفجار الثاني الذي وقع في مخزن للذخيرة في الرجمة على بعد أربعين كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من بنغازي.
وقتل الانفجار الذي لم تعرف أسبابه بعد عشرات الأشخاص وجرح مئات، في تعداد يبقى مؤقتا.
الجيش الليبي
وحذر الساعدي نجل القائد الليبي أمس من أن أباه لم يقحم الجيش بعد في المعارك وهو يوفره لحماية ليبيا مما أسماه هجوما أجنبيا.
ويواجه نظام القذافي أصعب تحد أمني له منذ 1969، إذ تمكنت المعارضة من السيطرة على معظم مناطق الشرق وعلى جزء من الغرب، وباتت تهدد بالزحف على العاصمة طرابلس. 



 

التعليقات