نظام القذافي يشن ضربات جوية ويقصف المعارضين في شرق البلاد

قال معارضون مسلحون ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي استخدمت الدبابات والطائرات الحربية والصواريخ في قصف المعارضين المسلحين على خط الجبهة بين شرق ليبيا وغربها مشيرين الى أنه ليس بمقدورهم معادلة القوة النارية لقوات القذافي.

نظام القذافي يشن ضربات جوية ويقصف المعارضين في شرق البلاد

(رويترز) - قال معارضون مسلحون ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي استخدمت الدبابات والطائرات الحربية والصواريخ في قصف المعارضين المسلحين على خط الجبهة بين شرق ليبيا وغربها مشيرين الى أنه ليس بمقدورهم معادلة القوة النارية لقوات القذافي.

وصاح عبد السلام محمد العائد الى مرفأ راس لانوف النفطي من الجبهة "الناس يموتون هناك. قوات القذافي لديها صواريخ ودبابات."

واشار الى مدفع رشاش كان يحمله وقال "هل ترى هذا؟.. لا فائدة منه."

وقال مراسل رويترز محمد عباس "تحركت صوب الجبهة. يمكنني أن أؤكد أن المعارضين المسلحين يتعرضون لقصف كثيف."

والمعارضون مسلحون بمدافع رشاشة ثقيلة وقاذفات صاروخية وأسلحة مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات كثيرا ما تحملها شاحنات صغيرة رباعية الدفع. ولكن القذافي يستخدم طائرات حربية والدروع الثقيلة ضد خصومه.

وفي وقت سابق قالت قناة الجزيرة ان قوات القذافي أطلقت صواريخ على راس لانوف.

ورأى مراسل رويترز ثلاثة رجال مصابين في مستشفى راس لانوف. وقال موظفون ان الثلاثة جيء بهم من معركة بالقرب من بلدة بن جواد التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها.

ولم يتسن على الفور تأكيد مجموع المصابين الذين وصلوا خلال اليوم. ولم ترد تقارير بشأن وفيات بسبب المعارك التي جرت اليوم.

وفي وقت سابق يوم الثلاثاء وجهت طائرات حربية ليبية أربع ضربات الى راس لانوف بينما وقعت مواجهات عبر خط جديد للجبهة على مقربة من مرافيء رئيسية لتصدير النفط.

وشهدت ساحة المعركة هجمات وهجمات مضادة بين قوات المعارضة المؤلفة من متطوعين ومنشقين من جهة والجيش الليبي من جهة أخرى في منطقة عازلة من الصحراء والشجيرات بين الشرق والغرب.

وحصن المعارضون المسلحون مواقعهم وخزنوا الذخيرة والطعام في حين قيمت فرق استطلاع من الجانبين موقف كل منهما بالمناظير المكبرة. وشنت قوات المعارضة عددا من الهجمات.

ووفرت سرعة تحرك القوات المعارضة درجة من الحماية من قوات القذافي التي أثبتت فعاليتها بصورة أكبر في قمع المعارضة في الغرب حول معقل القذافي في طرابلس.

وسُئل عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس الوطني الليبي المعارض في مؤتمر صحفي في بنغازي عما اذا كانت القوات المعارضة تخلت عن الامل بالتفوق عسكريا فقال ان المعارضين المسلحين متفوقون بالفعل وسيستكملون الانتصار حينما يحصلون على منطقة حظر الطيران. وتابع أنه اذا كان هناك تحرك يمنع القذافي من تجنيد المرتزقة فستحين نهايته خلال ساعات.

وقال شاهد عيان "أصابت ضربة جوية منزلا في منطقة سكنية في راس لانوف. توجد فتحة كبيرة في الطابق الارضي للمنزل المؤلف من طابقين.. وتصاعد عمود من الدخان والغبار فوق المنطقة جراء الهجوم. وهرع الرجال الى المنطقة مرددين.. الله أكبر."

وبدا أن كثيرا من المنازل ومنها الذي جرى استهدافه قد أجلي سكانها مسبقا. ونزحت أُسر من تلك البلدة النفطية وحرك المعارضون أسلحتهم صوب الصحراء بسبب مخاوف من هجوم بري تشنه القوات الحكومية.

وسُئل غوقة عما اذا كانت قوات المعارضة ستقبل أي عرض بالحصول على أسلحة أمريكية فقال ان شعار المعارضة هو اسقاط النظام القمعي.

وأضاف أنه حينما واجه النظام الشبان بذخيرة حية كان من الطبيعي أن يدافعوا عن أنفسهم. وشدد على أن المعارضة ما زالت تعتبر الثورة سلمية وأن الشبان يدافعون عن أنفسهم وعن الثورة.

ورفض المعارضون مبادرات ممثل للقذافي للتفاوض بشأن تنحيه مع تزايد التحدي لقبضته على السلطة بشكل مطرد. وقالت حكومة طرابلس ان الحديث عن مفاوضات كهذه "هراء".

وقال مسؤولون في مقر قيادة المعارضة في مدينة بنغازي التي بدأت فيها الانتفاضة الشعبية انه كان هناك حديث بشأن تنحي القذافي.

وقال مصطفى غرياني المسؤول الاعلامي في المجلس الوطني الليبي لرويترز انه يؤكد حدوث اتصال مع ممثل للقذافي سعى للتفاوض بشأن خروج القذافي وان المجلس قد رفض.

وقال مسؤول ثوري في بنغازي ان الامر انتهى ولن يتفاوض المجلس معه أبدا ولا مجال اخر أمامه. وقال ان القذافي اما أن يموت أو يجد مكانا يذهب اليه "اما نحن واما هو". واضاف أنه لا يوجد شيء يتم التفاوض بشأنه.

وقال غوقة انه باستثناء أسر الضحايا لا أحد يملك حق التنازل عن محاكمة القذافي ولا حتى المجلس.

وتعهد القذافي في خطابات بالقتال وقال انه لن يترك ليبيا وينهي حكمه المستمر منذ 41 عاما.

وقال معارضون وضعوا نصب أعينهم السيطرة على مدينة سرت مسقط رأس القذافي ان القوات الحكومية تمترست بدباباتها بالقرب من بلدة بن جواد بينما تراجعت قوات المعارضة الى راس لانوف ونصبت نقاط تفتيش متقدمة.

والمسافة بين البلدتين 60 كيلومترا وتقعان على طريق ساحلي استراتيجي يقود الى طرابلس.

ووقعت غارة بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للمعارضين على مقربة من حي سكني مما أدى الى اصابة أنبوب للمياه العذبة.

وقال مصطفى أسكات الذي يعمل في مجال النفط وكان في الموقع وقت الغارة "نعم.. رأيتها.. وقعت الغارة الساعة الحادية عشرة صباح اليوم." واشار الى ان ذلك سيؤثر على امدادات المياه للبلدة. وقال "لدينا مستشفى في الداخل. لدينا مرضى ونحتاج للمياه بشكل عاجل."

وأطلق المعارضون النار على الطائرات مرددين شعارات مناهضة للقذافي. وكان أحدها "زنقة زنقة.. دار دار.. يا معمر يا حمار."

وقتل مئات الاشخاص منذ بدء الانتفاضة الشعبية في منتصف فبراير شباط وتسعى بعض الدول لفرض منطقة لحظر الطيران ستحرم القذافي من ميزة استخدام طائراته الحربية وطائرات الهليكوبتر.

ومع انطفاء البهجة بسبب توقف تقدمهم السريع نتيجة الهجمات المضادة من جانب الحكومة لم يعد مقاتلو المعارضة راغبين في التقاط الصور والحديث الى المراسلين.

وقال المقاتل حاتم فرجاني "لا يمكننا اعطاءكم معلومات لان الطائرات ستستهدفنا." وقال المقاتل محمد الفيتوري "اذا قلت لكم ان قواتنا متقدمة ثلاثة كيلومترات سنتعرض للقصف على بعد ثلاثة كيلومترات."

وقالت مصادر نفطية أمس أن مينائي راس لانوف والبريقة معطلان بسبب النشاط العسكري.




التعليقات