الأمن اليمني يقتحم ساحة التغيير في صنعاء

ألف مصاب بغازات يقال إنها تحوي مواد سامة تؤدي للتشنج * قتيل في هجوم قوات الأمن

الأمن اليمني يقتحم ساحة التغيير في صنعاء
اقتحمت قوات الأمن اليمنية فجر اليوم  ساحة التغيير في العاصمة صنعاء، وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين داخلها مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة مئات الأشخاص الذين يطالبون بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
 
ونقلت قناة "الجزيرة" أن هناك نحو ألف مصاب جراء الغازات التي أطلقتها قوات الأمن اليمنية، في حين أكد المتظاهرون أن عبوات الغاز التي أطلقت عليهم تم تصنيعها في الولايات المتحدة.
 
وأضافت أن السبب في وقوع هذا العدد الكبير من الإصابات هو الازدحام الكبير، إضافة إلى أنه لا يعرف ما تحتويه هذه القنابل المسيلة للدموع وسط حديث عن أنها تحوي مواد سامة وتؤدي للتشنج إذا لم يعط المصل الخاص بها.
 
وأظهرت صور خاصة، عرضتها "الجزيرة"، عشرات المصابين في حالات اختناق وامتلأت الساحة بالغاز الناتج عن القنابل المسيلة للدموع، وسمعت مكبرات للصوت تطالب المعتصمين بالثبات في الساحة وعدم مغادرتها ودعت المواطنين بالخارج إلى الانضمام للساحة ومؤازرة المعتصمين.
وقال شهود عيان إن هجوم قوات الأمن كان وحشيا وإن الكثير من المصابين حالاتهم خطيرة.
 
وأبلغ شهود "رويترز" أن مئات من قوات الامن التي كانت تلوح بهراوات وسكاكين وتستخدم الغاز المسيل للدموع هاجمت المنطقة التي يخيم فيها المحتجون منذ أسابيع في العاصمة صنعاء.
 
وكانت السلطات اليمنية قد شددت إجراءاتها الأمنية عند مداخل ساحة التغيير في العاصمة اليمنية في الوقت الذي يعتصم فيه حشود من اليمنيين في الساحة للمطالبة بإسقاط النظام.
 
وقد هدد شباب الثورة المعتصمون في الساحة بنقل الاعتصام إلى منطقة السبعين قرب دار الرئاسة إن لم تتوقف اعتداءات من وصفوهم ببلطجية الرئيس وأقاربه التي بدأت منذ عصر أمس.
 
على صلة، رحبت الولايات المتحدة بالخطوات التي أعلنها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لحل الأزمة السياسية بالبلاد، وحثت جماعات المعارضة على التجاوب مع المبادرة وإجراء حوار جاد لإنهاء المأزق الحالي.
 
وذكر البيت الأبيض أن مستشاره لمكافحة الإرهاب جون برينان اتصل بصالح وأكد له أن المبادرة  محل ترحيب وطالب الطرفين بتفادي العنف.
 
ودعا المعارضة إلى الرد بشكل بناء على الخطوات التي أعلنها صالح والمشاركة في حوار جاد لتجاوز الأزمة الراهنة.
 
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن "التزاما من كل الأطراف بالمشاركة في عملية مفتوحة وشفافة تعالج الاهتمامات المشروعة للشعب اليمني يوفر طريقا سلسا لدولة أقوى وأكثر رخاء".
 
وتعليقا على ذلك قال محمد الصبري الناطق باسم لجنة الحوار الوطني المعارضة إن المعارضة التقت قبل يومين السفير الأميركي في صنعاء، الذي نقل بدوره ما دار بالاجتماع، وكان هناك فهم بأن الإدارة الأميركية ستتبنى ما يقرره الشارع اليمني، مشيرا إلى أن المعارضة فوجئت ببيان البيت الأبيض.
 
وأضاف الصبري أن على الولايات المتحدة أن تسمع صوت الشعب اليمني وتتخلى عن أساليبها القديمة وتقرأ ما يجري في اليمن قراءة جيدة.
 
وذكرت وكالة أنباء سبأ اليمنية الرسمية أن عبد الله صالح ترأس مساء الجمعة اجتماعا لمجلس الدفاع الوطني وشرع في تنفيذ المبادرة من جانب واحد، وتنص المبادرة على الانتقال من النظام الرئاسي إلى البرلماني، وإنشاء دستور جديد للبلاد.
 
يأتي ذلك في حين تواصل المعارضة اعتصاماتها المطالبة بإسقاط النظام، وطالب المتظاهرون الذين أدوا صلاة الجمعة في محافظة حجة بغرب اليمن الرئيس اليمني بالرحيل وهتفوا ضد ما سمّوه القمع والفساد والاستبداد، وشددوا على أهمية تقديم المتسببين في قمع المحتجين إلى المحاكمة بسرعة.

التعليقات