البحرين: قوات خليجية والبيت الأبيض ينفي علمه وإيران تعترض على التدخل الأجنبي

المعارضة البحرينية تعتبر دخول قوات خليجية احتلالا سافرا وقرارا خاطئا وتحذر من حرب ضد المدنيين

البحرين: قوات خليجية والبيت الأبيض ينفي علمه وإيران تعترض على التدخل الأجنبي
تسود حالة من التوجس في البحرين بعد أن دخلتها قوات خليجية بطلب من الحكومة للمساعدة في استتباب الأمن إثر احتجاجات دامت أسابيع، حيث انتقدت المعارضة استدعاء هذه القوات واعتبرت ذلك "تهديدا" و"قرارا خاطئا"، في حين وصف مسؤول بحريني الوضع في البلاد بأنه "غير مطمئن"، بينما نفى البيت الأبيض أنه يكون على علم مسبق بذلك ولم يدع إلى انسحاب القوات الأجنبية. أما إيران فقد اعترضت على نشر القوات الأجنبية.
 
وأثارت هذه التحركات العسكرية استياء المعارضة البحرينية التي تطالب بإصلاحات سياسية وإرساء ملكية دستورية.
 
وأكدت المعارضة أنها تعتبر أي تدخل عسكري خارجي "احتلالا سافرا" وحذرت من "حرب ضد المدنيين، داعية المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى "حماية المدنيين" في البحرين من "خطر التدخل العسكري الخارجي".
 
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لـ"جمعية الوفاق الوطني الإسلامية" عبد الجليل خليل إبراهيم إن التبريرات المقدمة للإتيان بالقوات التابعة لدرع الجزيرة غير مقبولة بتاتا، متسائلا "هل هناك حرب، بين البحرين وطرف خارجي حتى تأتي هذه القوات؟".
 
وقال "نحن نرحب بالإخوة المسؤولين السياسيين الخليجيين، للمساعدة في حل المشكلة وإقناع الحكومة بالحوار.. أما وأن يتم إرسال قوات لتصطف مع الحكومة وتستعدي الجزء الأكبر من الشعب فهذا قرار خاطئ".
 
وعلم أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية السعودية سعود الفيصل قد زارا أمس العاصمة البحرينية المنامة، حيث تباحثا مع المسؤولين البحرينيين في تطورات الأوضاع هناك.
 
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن إرسال القوات يأتي تطبيقا للاتفاقيات الموقعة بين دول مجلس التعاون الخليجي. ووصف الوزير القطري الوضع في البحرين بـ"الدقيق"، وعبر عن أمله في أن يعود الهدوء إلى الشوارع البحرينية، مؤكدا أنه "لا يمكن إجراء الحوار في ظل التوتر".
 
وأعلن مسؤول سعودي الاثنين رافضا كشف هويته أن أكثر من ألف جندي سعودي وصلوا إلى البحرين.
 
ورغم أن السلطات البحرينية لم تؤكد هذا الأمر رسميا، بث التلفزيون الرسمي مشاهد لدخول "طلائع" من قوات درع الجزيرة الخليجية إلى المملكة الاثنين عابرة الحدود من السعودية المجاورة.
 
وأكد مجلس الوزراء السعودي أنه تجاوب مع "طلب البحرين الدعم في مواجهة تهديد أمنها"، من دون الإشارة مباشرة إلى تدخل عسكري.
 
ومن جهته قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إن بلاده أرسلت إلى البحرين عددا من قوات الشرطة للمساعدة في حفظ النظام، وأضاف أن هنالك دولا أخرى خليجية ستشترك في هذه المهمة.
 
وعلى صلة، دعا البيت الأبيض، يوم أمس الاثنين، دول الخليج الى ضبط النفس واحترام حقوق البحرينيين، لكنه لم يطالب بسحب القوات السعودية والاماراتية من هذه المملكة التي تشهد معارضة واسعة.
 
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية تومي فيتور لوكالة فرانس برس "نحض شركاءنا في مجلس التعاون الخليجي على ضبط النفس واحترام حقوق البحرينيين والتحرك في شكل يدعم الحوار بدل تعطيله"، وذلك ردا على ما اعتبرته المعارضة البحرينية "احتلالا".
 
بدوره، قال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما "ندعو دول المنطقة إلى ضبط النفس"، آملا أن "تحترم (دول مجلس التعاون الخليجي) المتظاهرين المسالمين عبر عدم استخدام القوة ضدهم".
 
لكن البيت الأبيض لم يدع إلى انسحاب القوات الخليجية من البحرين، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة والسعودية وحيث يتمركز الأسطول الأميركي الخامس.
 
وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس اعتبر، السبت الماضي في ختام زيارة للبحرين، أن على المنامة أن تتبنى سريعا إصلاحات مهمة لتفادي أي تدخل إيراني، على حد قوله.
 
من جهته أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الاثنين، أن الوزارة لم تبلغ بنشر قوات سعودية "أو من مجلس التعاون الخليجي في البحرين".
 
وعلى صلة أيضا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمان باراست، اليوم الثلاثاء إن وجود قوات أجنبية بالبحرين "غير مقبول".
 
وقال مهمان باراست في مؤتمر صحفي أسبوعي "إن وجود قوات أجنبية والتدخل في شؤون البحرين الداخلية غير مقبول وسيزيد الأمر تعقيدا."

التعليقات