الثورة الليبية: كتائب القذافي تقصف أجدابيا وتسيطر على البريقة

حذرت مسودة بيان مجموعة الثماني القذافي لكنها لم تشر الى الحظر الجوي المقترح على ليبيا. وجاء في مسودة بيان اطلعت عليها رويترز ان وزراء خارجية دول المجموعة سيحذرون القذافي من "عواقب جسيمة" اذا تجاهل الحقوق الاساسية لشعبه لكنها لم تصل الى حد المطالبة بفرض حظر جوي فوق ليبيا.

الثورة الليبية: كتائب القذافي تقصف أجدابيا وتسيطر على البريقة

 قال مقاتل معارض لحكم العقيد الليبي معمر القذافي لوكالة «رويترز» عصر اليوم إن  بلدة البريقة في شرق ليبيا وقعت اليوم في ايدي كتائب القذافي التي تتقدم بإطراد بحذاء الساحل داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقال المقاتل الذي ذكر انه اسمه ناصر متحدثا في أجدابيا التي تقع إلى الشرق وتتعرض للهجوم أيضا "فقدنا البريقة تماما. لم نتمكن من مواجهة قوات القذافي". 

وقال شاهد عيان يدعى احمد محمد، كان في طريقه إلى اجدابيا  إن "قوات القذافي دخلت وسط اجدابيا وعندها تعرضنا لإطلاق النار".

 

إلى ذلك، أفاد مراسلان لقناة «الجزيرة» في ليبيا بأن المدخل الغربي لمدينة أجدابيا يتعرض منذ صباح اليوم لغارات جوية عنيفة من قبل كتائب القذافي. في حين هاجمت قوات الكتائب مدينة البريقة التي خضعت للثوار منذ يومين. إلى ذلك قتلت الكتائب عشرات المواطنين واعتقلت آخرين إثر استعادتها مدينة زوارة في غرب ليبيا.

 

وحسب مراسل القناة عبد العظيم محمد، فإن القصف اليوم اتخذ شكلا عنيفا استخدمت فيه أسراب من الطائرات تقصف ثم ترجع ثم تأتي أسراب أخرى للقصف، وكأن القذافي يسابق الزمن قبل فرض منطقة حظر جوي، كما يقول المراسل.  

 

ونقل المراسل عثمان البتيري، عن الثوار قولهم إن عمليات القصف هذه ترمي، على ما يبدو، إلى تخفيف الضغط عن فرقة من كتائب القذافي حاصرها الثوار في منتصف الطريق بين أجدابيا ومدينة البريقة غربا.

  

ونقل البتيري عن شهود عيان أن خمس سيارات تقل مدنيين قصفت بالصواريخ وهي في منتصف الطريق بين البريقة وأجدابيا، وهو ما أدى إلى مقتل ركاب السيارات جميعا. 

  

في الأثناء، استعادت كتائب القذافي السيطرة على مدينة زوارة في غرب ليبيا قرب تونس إثر هجوم شبهه شاهد عيان بأنه "حرب إبادة". وأفاد شهود عيان للجزيرة بأن قوات القذافي قتلت عشرات المواطنين واعتقلت عشرات آخرين. كما حالت دون وصول المصابين إلى مستشفيات المدينة.

 

وكان شاهد العيان جمال الزواري قد أكد في اتصال هاتفي مع الجزيرة في وقت سابق أن كتائب القذافي قصفت لساعات المدينة برا وجوا، فيما اقتحمت الدبابات وسط المدينة واشتبكت مع الثوار، بينما حاصرت قوات أخرى المدينة من كل الجهات.

 

ووصف الزواري ما تشهده المدينة بحرب إبادة، وشبهه بما تعرضت له مدينة الزاوية قبل أيام على أيدي الكتائب الموالية للقذافي، فيما سمع صوت الرصاص عبر الهاتف الذي كان يتحدث منه الشاهد، الذي أكد أنه من الصعب في الوقت الراهن تحديد عدد الضحايا.

 

وكانت مصادر ليبية قد أعلنت في وقت سابق مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين في القصف الذي استهدف المنازل شرقي زوارة.

 

مجموعة الثماني لم تتفق على فرض حظر جوي على ليبيا

 

حذرت مسودة بيان مجموعة الثماني القذافي لكنها لم تشر الى الحظر الجوي المقترح على ليبيا. وجاء في مسودة بيان اطلعت عليها رويترز ان وزراء خارجية دول المجموعة سيحذرون القذافي من "عواقب جسيمة" اذا تجاهل الحقوق الاساسية لشعبه لكنها لم تصل الى حد المطالبة بفرض حظر جوي فوق ليبيا.

 

وتدعو المسودة -التي يمكن ان تعدل قبل الاعلان عنها في ختام المحادثات الوزارية في باريس- مجلس الامن التابع للامم المتحدة الى زيادة الضغوط على القذافي كي يتنحى بما في ذلك فرض اجراءات اقتصادية ضده.

 

وحذفت فقرة كانت في البداية تدعو لاجراءات منها فرض حظر جوي ومن المتوقع ان يرحب الوزراء بدلا من ذلك ببحث مجلس الامن العديد من الاجراءات لحماية الشعب الليبي من هجمات قوات القذافي وان يؤكدوا حق الشعب الليبي في الديمقراطية.

 

وقال مصدر احد الوفود طلب عدم نشر اسمه لرويترز في وقت سابق ان المانيا وروسيا اعاقتا اي اشارة الى فرض منطقة حظر طيران. وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله للصحافيين بعد ذلك: "التدخل العسكري ليس حلا. من وجهة نظرنا هو صعب للغاية وخطير... لا نريد ان نتورط في حرب في شمال أفريقيا ولا نريد ان ننزلق لنجد أنفسنا كلنا في النهاية في حرب."

 

وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان بلاده لم تقنع شركاءها في مجموعة الثماني بدعم مساعيها لاستصدار قرار بمجلس الامن الدولي يفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. وقال جوبيه لاذاعة أوروبا 1 الفرنسية "لم أقنعهم حتى الان". وأضاف "لو كنا استخدمنا القوة العسكرية الاسبوع الماضي لربما لم تحدث الانتكاسة التي منيت بها (قوى) المعارضة."

 

وتقود فرنسا وبريطانيا دعوات لفرض حظر جوي. ويحاول الرئيس نيكولا ساركوزي اظهار قدرته على القيادة في محاولة لاصلاح صورة السياسة الخارجية الفرنسية من الضعف الذي اصابها بسبب اخطاء في التعامل مع الانتفاضة في تونس.

 

واستضافت فرنسا اجتماع مجموعة الثماني للتوصل لاتفاق بشأن فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا لكنها تجد مقاومة من شركاء مثل روسيا وألمانيا. وقال وليام هيج وزير الخارجية البريطاني اليوم الثلاثاء ان مجموعة الثماني اتفقت على الحاجة لاتخاذ مزيد من الاجراءات للتعامل مع الازمة الليبية والى مناقشة الامر في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

 

وقال هيج للصحافيين "هناك رغبة مشتركة في اجراء مزيد من المناقشات في مجلس الامن. نحن واضحون هنا في مجموعة الثماني ان هناك حاجة لمزيد من الاجراءات .. حاجة للرد بشكل عاجل".

 

موسكو تنتظر "مزيدا من المعلومات" حول الحظر الجوي فوق ليبيا


(أ ف ب) قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده تنتظر من دول الجامعة العربية "مزيدا من المعلومات الملموسة" حول رؤيتها لآلية اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا.

 

وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني ان بلاده سترتكز على مقترحات الدول العربية لاتخاذ قرارها. واضاف "ننتظر من جامعة الدول العربية تفاصيل ملموسة حول اقتراحها، لا سيما وانها طالبت في الوقت نفسه بعدم التدخل الاجنبي وخصوصا العسكري في ليبيا".

 

وأمس الاثنين، شهد مجلس الامن الدولي انقساما بشأن الاقتراح الفرنسي البريطاني بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، واعتبرت روسيا ان "مسائل اساسية" لا تزال تتطلب معالجة قبل تطبيق هذا الاقتراح. وتؤيد الدول العربية وبعض الدول الاوروبية فرض هذه المنطقة بهدف منع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من تكثيف ضغوطها على المتمردين الذين يسيطرون على شرق البلاد. لكن الصين وروسيا تعارضان على عادتهما انتهاك سيادة اي دولة وافاد دبلوماسيون اثر اجتماع مجلس الامن ان المناقشات قد تستمر اياما عدة في ظل استمرار تحفظ الولايات المتحدة والمانيا.

التعليقات