كلينتون: لن نتدخل في سوريا عسكريا، وظروف ليبيا مختلفة

استبعدت وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، الأحد، تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا بالطريقة التي تدخلت بها في ليبيا، وقالت في مقابلة تلفزيونية، إن كل انتفاضة بدولة عربية لها خصوصيتها.

كلينتون: لن نتدخل في سوريا عسكريا، وظروف ليبيا مختلفة

 

 

استبعدت وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، الأحد، تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا بالطريقة التي تدخلت بها في ليبيا، وقالت في مقابلة تلفزيونية، إن كل انتفاضة بدولة عربية لها خصوصيتها.

وقالت كلينتون في المقابلة التي سجلت يوم السبت، ‘ن الولايات المتحدة تأسف بشدة للعنف في سوري، لكن الظروف مختلفة في ليبيا، حيث استخدم الزعيم الليبي معمر القذافي قواته الجوية ومدرعاته الثقيلة ضد المدنيين.

هذا وتسود العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة توترا منذ زمن طويل، إذ تتهم واشنطن دمشق بدعم المقاومة الفلسطينية، والتدخل في شؤون لبنان، والسماح لمسلحين يقاتلون للولايات المتحدة بالعبور إلى العراق.

واشنطن تخشى من ردة فعل سوريا في حال تدخلت بشؤونها

وتخشى واشنطن من أن تقوم سوريا بالرد على أي تدخل في شؤونها بوسائل عديدة، منها أن تزيد من تأييدها لحزب الله في لبنان، وأن تقدم دعما أكبر للمقاومة الفلسطينية، أو أن تتحرك ضد إسرائيل نفسها.

ولدى سؤالها في المقابلة عما إذا كان من المتوقع تدخل واشنطن في سوريا على غرار الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة ودول أخرى، أجابت كلينتون قائلة: "لا."

وأضافت في المقابلة مع شبكة ((سي.بي.إس)): "كل من هذه الأوضاع له خصوصيته، المؤكد أننا نأسف بشدة للعنف في سوريا، وندعو مثلما دعونا كل هذه الحكومات إلى الاستجابة لاحتياجات الشعوب وعدم اللجوء للعنف والسماح بالاحتجاجات السلمية، وبدء عملية للاصلاح الاقتصادي والسياسي."

وقال محللون ومشرعون أمريكيون، إنه إاذا تدهور الوضع في سوريا، فإن الولايات المتحدة ربما تواجه نداءات تطالبها بالتدخل العسكري في رابع دولة مسلمة بعد أفغانستان والعراق وليبيا.

كلينتون: ظروف سوريا تختلف عن ليبيا، حيث لا قصف للمدنيين بالطائرات والمدافع

وأشارت كلينتون إلى أن الظروف في الدولتين تختلف من حيث أن مستوى العنف في سوريا، والحملة التي شنتها الحكومة على المحتجين هناك لم تولد تنديدا دوليا بعد، أو نداءات من الجامعة العربية، ـو جهات أخرى، بفرض منطقة حظر جوي كتلك المفروضة فوق ليبيا.

وقالت كلينتون: "ما يحدث هناك في الأسابيع القليلة الماضية مثير لقلق عميق، لكن يوجد فرق بين الاستعانة بالطيران وإلقاء القنابل على مدنك دون تمييز، وبين تصرفات الشرطة التي تجاوزت بصراحة استخدام القوة التي لا يريد أي منا أن يراها."

وأشار السناتور جوزيف ليبرمان، وهو مستقل، إلى أن الولايات المتحدة ودول أخرى قد تتدخل عسكريا في سوريا إذا هاجمت القوات السورية المحتجين بضراوة أشد.

وقال ليبرمان لمحطة فوكس نيوز: "توجد سابقة الآن قالها المجتمع الدولي في ليبيا، وهي الشيء الصواب: لن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لهذا الأسد بذبح شعبه مثلما فعل والده قبل سنوات."

دبلوماسي أمريكي: تدهور الوضع في سوريا سيضع إدارة أوباما في موقف محرج

وقال إدوارد ووكر، وهو سفير أمريكي سابق لدى مصر وإسرائيل، إنه سيعارض التدخل العسكري في سوريا، لأن الولايات المتحدة لديها الكثير من المهام في الوقت الراهن، بما في ذلك إنهاء الحرب في العراق وقتال طالبان في أفغانستان.

وسئل عما إذا كان يعتقد أن الولايات المتحدة ستتجاوز مرحلة إدانتها للعنف ضد المحتجين، ومطالبتها للسلطات السورية بضبط النفس، قال ووكر" "لا.. لا، ما لم يتدهور الوضع بشكل كبير."

وقال: "إذا بدأنا نرى أن الوضع يشبه ما حدث في حماة، عندما تشن حربا على شعبها ويرتفع عدد القتلى بشكل أكبر بكثير، فهذا يضع الإدارة في وضع مزعج."

وقال ووكر إنه إذا حدث ذلك، فإن إدارة أوباما ستواجه تساؤلات مثل: "لماذا نعبث في ليبيا ولا نتدخل في سوريا."

وللسلطات السورية تاريخ في سحق المعارضين، ففي عام 1982 أرسل الرئيس حافظ الأسد قوات لإخماد تمرد في مدينة حماة، وقتل آلاف الاشخاص.

التعليقات