فيديو: سقوط 9 شهداء خلال المظاهرات بسوريا، والسلطات تتهم جماعات مسلحة بإطلاق النار

شهدت المدن السورية بعد صلاة الجمعة اليوم، مظاهرات احتجاجية حاشدة، رغم الاصلاحات التي أعلنها الرئيس السوري بشار الأشد في خطابه قبل يومين، ووعوده بالتغيير وإلغاء قانون الطوارئ، والذي وصف فيه ما يحصل في سوريا بـ "المؤامرة الخارجية".

فيديو: سقوط 9 شهداء خلال المظاهرات بسوريا، والسلطات تتهم جماعات مسلحة بإطلاق النار

تظاهرت حشود غفيرة الجمعة في عدة مدن سورية مطالبة بإطلاق الحريات وضد قانون الطوارئ والنظام الحاكم، وقد أسفرت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن، بحسب شهود وناشطين حقوقيين، عن وقوع تسعة قتلى، ثمانية منهم في مدينة دوما، وآخر قرب درعا.

وجاءت التظاهرات الجديدة بعد دعوة ناشطين سوريين للمرة الثالثة إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة، التي أطلقوا عليها اسم "جمعة الشهداء"، وذلك احتجاجا على خطاب الرئيس بشار الأسد السبت، الذي وعد فيه بإنجاز إصلاحات في البلاد والعمل على إلغاء قانون الطوارئ، لكنه لم يعلن عن أي إجراءات محددة لتهدئة حركة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد، كما اعتبر الاحتجاجات "مؤامرة خارجية".

وقال شاهد من دوما إن متظاهرين قاموا بعد خروجهم من مسجد المدينة بعد الصلاة، بإلقاء الحجارة على قوات الامن، التي ردت بإطلاق النار عليهم.

وأفاد الشاهد أن عدد القتلى قد يتجاوز العشرة، إلا أنه أورد أسماء ستة عرفت هويتهم وهم إبراهيم المبيض، وأحمد رجب، وفؤاد بلة، ومحمد علايا، ونعيم المقدم، وعمار التيناوي، كما أضاف الشاهد أن بين القتلى شخصين من عائلتي عيسى والخولي، وأضاف: "سقط أيضا عشرات الجرحى، وقامت قوى الأمن باعتقال العشرات كذلك".

شاهد عيان: قوات الامن اعتقلت الجرحى ومنعتهم من دخول المستشفيات بدوما

وأكد الشاهد كذلك، أن نحو ثلاثة آلاف شخص خرجوا من عدة جوامع في دوما القريبة من دمشق للتظاهر بعد صلاة الجمعة، وأن قوات الامن قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم قبل إطلاق النار.

وأضاف أن معظم السكان قاموا بالاحتماء في البيوت، وأن قوات الامن نشرت قناصة فوق البنايات كانوا يطلقون النار على كل من يخرج إلى الشارع، وتابع: "إنهم يقومون باعتقال الجرحى ويمنعونهم من الدخول الى إلستشفيات".

وأكد أن قوى الأمن كانت تحاصر المدينة، ولا تسمح بدخولها إلا لمن تثبت بطاقة هويتهم أنهم من سكانها.

وفي الصنمين، في محافظة درعا جنوب سوريا، أكد ناشط لحقوق الانسان، أن شابا يدعى ضياء الشمري في العشرينات من العمر، قتل بنيران قوى الامن على مدخل المدينة.

وأضاف الناشط أن القتيل جاء إلى الصنمين مع حشد من متظاهرين آخرين من بلدتي إنخل وجاسم المجاورتين، وأن قوى الأمن أطلقت النار لتفريقهم.

وأفاد الناشط أن متظاهرين اثنين آخرين من بلدة جاسم قتلا أيضا، إلا أنه لم يتسن التحقق من هذه المعلومة كون هوية القتلى لم تعرف بعد.

وفي مدينة درعا، تظاهر الآلاف أمام القصر العدلي مطالبين بإطلاق الحريات و"الوحدة الوطنية".

وشهدت درعا، مركز الاحتجاج، أكبر عدد من القتلى منذ 18 آذار/مارس، وتراوحت حصيلة القتلى بين ثلاثين وفق السلطات، و55 حسب منظمة العفو الدولية، وأكثر من سبعين حسب هيومن رايتس ووتش، و130 كما قال ناشطون.

مظاهرات في صفوف الأكراد بمنطقة  القامشلي

وقال الناشط رديف مصطفى، رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (رافض)، إن "المئات تظاهروا في القامشلي، ومثلهم في عامودا (700 كلم شمال شرق دمشق)، مطالبين بإطلاق الحريات".

وأشار إلى أنها "المرة الأولى التي تجري فيها تظاهرات" في هذه المنطقة منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، في 15 آذار/مارس.

وتأتي هذه المظاهرات غداة إعلان السلطات السورية نيتها دراسة أوضاع حوالي 300 ألف كردي محرومين منذ نصف قرن من الجنسية السورية.

وأشار إلى تظاهرة في الحسكة، قام بها نحو مئتي شخص، فرقتهم قوى الأمن من دون حدوث اعتقالات.

وفي حي الصليبة في اللاذقية شمال غرب سوريا، تظاهر نحو مئتي شخص بدون أن تتدخل قوات الامن لتفريقهم.

هذا وانطلقت تظاهرات في كل من العاصمة دمشق، وبانياس، وبرزة، وإنخل، ودرعا، وعامودا، وكفر سوسة، وحمص، ودير الزور واللاذقية، والقامشلي، وغيرها من المدن والمناطق السورية، بحسب ناشطين حقوقيين وأفلام نشرت على موقع يوتيوب على الانترنت.

من جهة أخرى، أكدت مجموعة من المحتجين أنها أغلقت على نفسها باب جامع في منطقة كفرسوسة في دمشق، خشية من اعتداء رجال الأمن عليهم.

وأفاد أحد المعتصمين وفقا لوكالة فراس برس، إن "هناك نحو 600 شخص في الجامع يخشون الخروج خوفا من اعتداء رجال الأمن عليهم، بعد أن حاولت مجموعة من المصلين التظاهر والمطالبة بالحرية".

وأضاف: حاول البعض التظاهر بعد الانتهاء من الصلاة وهم يهتفون "سلمية سلمية"،  إلا أن بعض رجال الأمن اعتدوا عليهم فعادوا أدراجهم إلى الجامع وأقفلوا الباب للاحتماء".

ووفقا لوكالة فرانس برس، فإن هذه المعلومات لم يتم تأكيدها، وقد لوحظ انتشار لعدد من مؤيدي الرئيس السوري وهم يحملون أعلام سوريا.

بيان من شيوخ بانياس تأييدا لمطالب الشعب بالإصلاح وإطلاق الحريات

وفي بانياس، تظاهر حشد من الناس للمطالبة بتسريع الاصلاحات وإطلاق الحريات، حسبما أفاد ناشط حقوقي.

وأضاف الناشط أن 18 شيخا من بانياس أصدروا بيانا مشتركا أيدوا فيه "مطالب الشعب بالإصلاح وإطلاق الحريات، ورفع حالة الطوارئ"، مشيرين إلى أنها "حقوق وليست مؤامرة".

واعتبر الموقعون في بيانهم أن "التظاهر السلمي حق، وأن قمع المتظاهرين وكم الأفواه والاعتقال التعسفي، وإسالة الدماء أمر مرفوض شرعا وقانونا"، مؤكدين على "ضرورة محاسبة المسؤولين"

وأظهرت أفلام نشرت على موقع يوتيوب على الانترنت، إطلاق هتافات خلال بعض التظاهرات تدعو إلى "إسقاط النظام"، في حين كان التركيز في السابق على شعارات تطالب بالحرية والإصلاح.

مصدر سوري رسمي: مجموعات مسلحة أطلقت النار في دوما وأصابت المدنيين وقوات الامن

وفي الموقف الرسمي، أعلن مصدر سوري مسؤول أن مسلحين أطلقوا النار الجمعة على متظاهرين في مدينة دوما شمال دمشق، مما أدى إلى مقتل عدد منهم، وإصابة العشرات من المدنيين وعناصر قوات الأمن.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن المصدر قوله، إن "مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الابنية في مدينة دوما بعد ظهر اليوم، وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون فى المدينة، وكذلك على قوات الامن، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن".

وأضاف المصدر أن "الجهات الأمنية تقوم بملاحقة أفراد المجموعة المسلحة التي روعت الأهالي عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي".

ونقلت الوكالة السورية أن "عددا من أبناء مدينة دوما، أكدوا أن مجموعات مسلحة وأخرى تقوم بالتحريض وإثارة الفتنة، جالت في المدينة وقامت بترويع الناس وإطلاق النار عشوائيا في أماكن التجمعات".

وفي حصيلة أولية سابقة، كانت قناة الجزيرة قالت عصر اليوم، إن أربعة شهداء على الأقل سقطوا في ضاحية دوما، جنوبي العاصمة السورية دمشق.

كما قال شاهد عيان عبر قناة العربية إن قوات كبيرة من عناصر الأمن حاصرت المدينة لساعات عدة، وذكرت القناة أيضا أن عشرة شهداء على الأقل وأعداد كبيرة من الجرحى، سقطوا خلال المظاهرات.

وقال شهود عيان، إن اللواء 15 أطلق النيران على متظاهرين قدموا من إنخل، والحارّة، وجاسم، ونمر، لفك الحصار الامني المفروض على الصنمين، مما أدى إلى سقوط 5 شهداء وعشرات الجرحى.

وذكرت مصادر أن قوات الامن السورية قامت بمحاصرة مدينة إنخل، وأنها أطلقت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين في درعا، والذين كانوا يهتفون: "سلمية سلمية."

محاصرة مسجد الرفاعي في دمشق والاعتداء على المعتصمين فيه

كما أفاد شهود عيان، أن قوات الامن حاصرت مسجد عبد الكريم الرفاعي بحي كفر سوسة بدمشق، وأنها هي وموالين للرئيس بشار الأسد، ضربوا محتجين بالعصي أثناء مغادرتهم المسجد.

وقال الشاهد وفقا لرويترز في اتصال تليفوني من مجمع المسجد، إن ستة محتجين على الأقل اعتقلوا، وإن عشرات أوسعوا ضربا لدى خروجهم من المسجد.

وأفادت مصادر كذلك أن قوات الامن قامت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع في حمص، ونشرت الحواجزوالأسلاك الشائكة في بعض المدن.

وكالة الأنباء السورية الرسمية: الهدوء يسود البلاد وجماعات تطالب بتسريع الاصلاح

من جهة أخرى، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية، إن مصلين تجمعوا عقب صلاة الجمعة في درعا واللاذقية اللتين شهدتا الشهر الماضي اشتباكات دموية للدعوة إلى تسريع الاصلاحات، ورددوا هتافات تحية لقتلى الاحتجاجات.

لكنها أضافت أنه لم تقع مواجهات بين المصلين وقوات الامن، وأن الهدوء يسود أنحاء البلاد، وأضافت أن عدة محافظات سورية شهدت تجمعات تدعو "للتمسك بالوحدة الوطنية، والحفاظ على الأمن والاستقرار".

 

 

 

 

التعليقات