الثورة الليبية: الناتو بطيئ جدا في حسمه للأمور، ويمن على الثوار بقصفة هنا وأخرى هناك

قالت الثورة الليبية يوم الثلاثاء، إن قوات حلف شمال الأطلسي بطيئة جدا في التحرك، مما يتيح لقوات معمر القذافي التقدم.

الثورة الليبية: الناتو بطيئ جدا في حسمه للأمور، ويمن على الثوار بقصفة هنا وأخرى هناك

عبد الفتاح يونس - رئيس أركان قوات المجلس الوطني

قالت الثورة الليبية يوم الثلاثاء، إن قوات حلف شمال الأطلسي بطيئة جدا في التحرك، مما يتيح لقوات معمر القذافي التقدم.

وطلب عبد الفتاح يونس، رئيس أركان قوات المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا، الثلاثاء، من المجلس الوطني، أن يرفع الأمر لمجلس الأمن.

وتولى حلف شمال الأطلسي قيادة العمليات الدولية من ائتلاف تقوده الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، في 31 مارس / آذار، مما جعل الحلف يتولى قيادة عملية ضربات جوية موجهة للبنية الأساسية العسكرية للقذافي، وحراسة منطقة حظر الطيران، وفرض حظر للسلاح.

وقال يونس في مؤتمر صحفي في بنغازي: "رد فعل حلف الناتو بطيء جدا.. حتى يقوم ويتصل من المندوب للمندوب لرئيس الناتو، ثم القائد الميداني يتصل بالطائرة.. تمر ثمان ساعات كاملة."

ثم تساءل قائلا: "هل القوة المعادية المتقدمة تبقى تنتظر ثماني ساعات حتى يجيئها القصف، تكون قد دخلت المدينة وأشعلت فيها النار."

وأضاف أنه "إن لم يؤد حلف شمال الأطلسي عمله الصحيح، أطلب من المجلس الوطني أن يرفع الأمر إلى مجلس الأمن، هذا الأمر خطير."

يونس: مصراتة تتعرض لإبادة كاملة والناتو لا يسمح للثوار باستخدام ما يملكون من طائرات

ومضى يقول: "مصراتة تتعرض لإبادة كاملة، بأقصى المعاني، قطع عنها المياه والكهرباء والطعام منذ أكثر من 40 يوما، مدفعية ثقيلة ودبابات تدك المنازل والمساجد وحتى المستشفيات، حلف الناتو يمن علينا بقصفة هنا وهناك تاركا شعب مصراتة يموت كل يوم.. الناتو خيب ظننا فيه، حلف الناتو لم يقدم لنا ما نريد."

وقال يونس الذي انشق عن نظام القذافي كي ينضم للمعارضة، إن المعارضين يبلغون حلف شمال الأطلسي كلما توفرت لديهم معلومات بأن قوات القذافي تتحرك صوب بلدة.

ووجه يونس انتقادا لتركيا لأنها أعادت قاربا يحمل مواد إمداد وأسلحة كان في طريقه من بنغازي إلى مصراتة.

وقال إن يونس الثوار يملكون عددا من الطائرات قاموا بإصلاحها مع انطلاق الثورة، ويمكنها الطيران ووصول أهدافها خلال 3 دقائق، لكن كلما طلب الثوار من الناتو السماح لهم باستخدامها رفض الأخير الطلب، مبينا أن هذا يعيق تقدم الثوار.

الناتو: دمرنا 30% من قوة القذافي العسكرية

من جهة أخرى، قال مسؤولون بحلف شمال الأطلسي الثلاثاء أيضا، إن القوى الغربية دمرت حتى الآن ما يقرب من ثلث القوة العسكرية لمعمر القذافي، منذ بدء الحملة ضده في الشهر الماضي.

وأضاف مسؤولو الحلف أن المنطقة المحيطة بمدينة مصراتة الليبية، تمثل الأولوية الأولى للضربات الجوية لحلف الأطلسي الآن، ومصراتة هي المدينة الرئيسية الوحيدة في غرب ليبيا التي لم تتمكن فيها قوات القذافي حتى الآن من سحق الثوار.

وقال البريجادير جنرال مارك فان أوم، وهو ضابط كبير بحلف الأطلسي في مؤتمر صحفي في بروكسل: "تقييمنا هو أننا قضينا على 30% من القدرة العسكرية للقذافي."

وقال إنه خلال يوم الاثنين أصابت الضربات الجوية حول مصراتة دبابات القذافي، ونظم الدفاع الجوي التابعة له، وعربات مدرعة أخرى.

وقال إنه بالقرب من البريقة في الشرق، حيث يتواصل القتال لليوم السادس على التوالي، ضربت طائرات حلف الأطلسي منصة إطلاق صواريخ ومستودعات ذخيرة في مناطق أخرى.

وتحافظ القوة الجوية بقيادة حلف الأطلسي على توازن القوى في ليبيا، وتمنع قوات القذافي من التغلب على الثورة المستمرة منذ سبعة أسابيع، لكنها لم تتمكن في الوقت الراهن من منح المعارضين نصرا صريحا.

الناتو ردا على انتقادات الثوار: القذافي يستخدم دروعا بشرية ويخفي مدرعاته في منطاق سكنية مما يعيق ضربها

ورد حلف الأطلسي على الانتقادات من جانب الثوار بأن القوة الجوية الغربية أصبحت أقل فاعلية منذ أن تولى الحلف القيادة، قائلا إن الوجود العسكري في سماء ليبيا مستمر.

غير أن فان أوم قال إن استخدام القذافي للمدنيين دروعا بشرية، وإخفاء مدرعاته في مناطق سكنية يحد من قدرة الحلف على ضرب الأهداف.

وأضاف: "لا تزال وتيرة العمليات على حالها، لكننا لاحظنا تغيرا في أساليبه.. عندما يستخدم البشر كدروع لا يمكننا الاشتباك."

الجنرال فان أوم

وأكد أن الضربات الجوية لحلف الأطلسي قتلت العديد من المدنيين في بلدة البريقة في الأيام الاخيرة، وقال إنه في "حادث مؤسف" تحركت قوات الحلف للدفاع عن النفس، بعد أن أطلق ثوار النار في الهواء احتفالا.

وقال قادة بالثورة المسلحة يوم السبت إن غارات للحلف قتلت 13 مقاتلا أثناء محاولتهم السيطرة على البريقة، لكنهم وصفوا الحادث بأنه خطأ مؤسف، وحثوا القوى الغربية على مواصلة حملتهم.

الجنرال فان أوم: قتل مجموعة من الثوار والمدنيين حادث مؤسف وكان عن طريق الخطأ

وقال فان أوم، إن قوات الحلف تعاملت دفاعا عن النفس بعدما أطلق مقاتلو الثورة المسلحة النار في الهواء ابتهاجا، وأضاف: "لقد أبعدوا أولئك الناس المتحمسين بعيدا عن خط الجبهة، لذا لم يعد هناك استخدام للنيران الاحتفالية."

وأشار فان أوم إلى جهود الحلف للحفاظ على حظر للسلاح ضد القذافي، قائلا إنه لم تقع انتهاكات للحظر حتى الآن، لكن الموانىء الليبية مستمرة في استقبال الشحنات التجارية.

وقال إنه ليست لديه معلومات بخصوص سفينة ليبية تحمل شحنة بنزين مستوردة رست يوم الثلاثاء بميناء تسيطر عليه الحكومة، بعد اجتيازها فيما يبدو طوقا من سفن الحلف تتولى فرض العقوبات الدولية.

التعليقات