مظاهرات في عدة مدن سورية لفك الحصار عن درعا

الرئيس السوري يقول إن القوات السورية ستنهي مهمتها في درعا في وقت قريب جدا

مظاهرات في عدة مدن سورية لفك الحصار عن درعا
تظاهر الآلاف في عدة مدن سورية الثلاثاء للمطالبة بفك الحصار الذي تفرضه قوات الأمن على مدينة درعا، في حين واصلت السلطات تنفيذ حملة اعتقالات واسعة شملت نحو ألف شخص وفقا لمنظمات حقوقية.
 
وشهدت جامعة حلب تظاهر آلاف الطلاب، في تحد واضح للنظام، كما شهدت بانياس خروج نحو ثلاثة آلاف شخص للمطالبة بفك الحصار عن المدينة، وكذلك عن درعا التي كانت مهد الاحتجاجات التي خرجت مطالبة بالحرية والإصلاح ثم تطورت إلى المطالبة بإسقاط النظام.
 
وقالت وكالة رويترز إن المئات قاموا بمسيرة بالمدينة وهم يحملون أرغفة من الخبز تعبيرا عن التضامن مع درعا، حيث قال أحد السكان إن قوات الأمن "تسحب كل من هو دون الأربعين إلى استاد درعا حيث يحتجز المئات ومن بينهم نساء".
كما ذكر سكان ونشطاء في بانياس أن ستة من المدنيين قتلوا أمس عندما اجتاحت قوات الأمن المدينة.
 
وامتدت المظاهرات إلى القامشلي، حيث خرج الآلاف وهم يحملون الشموع ويهتفون بشعارات الحرية، وفق ما أكدت وكالة رويترز للأنباء.
 
وأكد شاهد عيان تحدث للجزيرة من القامشلي أن السلطات تفرض قيودا على الدخول والخروج إلى المدينة، وتجري عمليات تفتيش مشددة "كأنك تتحرك من دولة إلى دولة" مشيرا إلى أن شبان المدينة يخططون لمظاهرات كبيرة الجمعة المقبلة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
 
كما نقلت رويترز عن سكان بضواحي العاصمة دمشق تأكيدهم تزايد حواجز الطرق حول المدينة في إجراءات ربما تستهدف منع الاحتجاجات المتوقعة يوم الجمعة المقبل.
 
وفي حمص، قال ناشط حقوقي لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه يخشى "هجوما وشيكا" على التلبيسة والرستان القريبتين من المدينة، مشيرا إلى وجود نحو خمسين دبابة  للجيش على الطريق بين حمص وحماة.
 
وشهدت الساعات الماضية، تصاعدا واضحا في حدة التصريحات الدولية الداعية إلى فرض عقوبات ضد النظام السوري، حيث وصفت الولايات المتحدة ما يحدث في درعا بالهمجي، في حين أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه يرغب في "إنزال أقسى العقوبات بسوريا بسبب القمع غير المقبول".
 
أما منظمة العفو الدولية فأكدت تلقيها معلومات جديدة عن تعذيب المعتقلين، مؤكدة أن على الرئيسالأسد أن "يضع حدا للهجمات العنيفة التي تشنها الأجهزة الأمنية على شعبه".
 
في المقابل، تحدث مصدر عسكري سوري عن استمرار عمليات التفتيش وملاحقة "المجموعات الإرهابية المسلحة" في مدينة درعا، مشيرا إلى أنه تم القبض على عدد من عناصر هذه المجموعات، كما تم العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في مخابئ تحت الأرض وفي البساتين.
 
وأضاف المصدر أنه استجابة لبلاغ وزارة الداخلية الأخير "فقد بادر عدد ممن غرر بهم بتسليم نفسه لوحدات الجيش والقوى الأمنية".
 
وقال الرئيس السوري بشار الأسد إن وحدات الجيش السوري التي دخلت درعا في الخامس والعشرين من الشهر الماضي ستنهي مهمتها "قريباً جداً".

وأضاف الاسد أمام وفد يمثل الفعاليات الأهلية في مدن محافظة دير الزور شرق البلاد إن كل بلد في العالم من الممكن أن يتعرض للأحداث التي تعرضت لها درعا.

ونقلت صحيفة الوطن السورية الخاصة اليوم الاربعاء ان الاجتماع دام أربع ساعات ودون حضور أي من المسؤولين، حيث بحث الأسد وأعضاء الوفد البالغ عددهم نحو خمسة وثلاثين شخصا، قضايا حياتية تهم المنطقة الشرقية بشكل عام.

وجاء لقاء أمس ضمن سلسلة لقاءات يعقدها الأسد مع وفود تمثل مختلف محافظات سوريا للاطلاع منهم مباشرة على أوضاعهم المعيشية والاستماع إلى مطالبهم.

وقال الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب عبد الفتاح الفتيح الذي حضر اللقاء لصحيفة الوطن" إن الوفد كان ينوي طرح موضوع مكافحة الفساد وضرورة إيلائه الاهتمام اللازم، لكن الرئيس الأسد سبقنا إلى ذلك وبادر من تلقاء نفسه بطرحه ووعد بمكافحة الفساد وأكد أنه ستكون هناك هيئة عامة لهذا الغرض".
ونقل الفتيح عن الأسد قوله" أنا عندي الراشي والمرتشي سواء ويجب محاسبتهما".

وفي إطار التحرك الشعبي الذي بدأ يتبلور بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها في محافظة درعا، اقترح الحضور خلال اللقاء وأسوة بوفد ريف دير الزور وحلب، تشكيل وفد شعبي يمثل مختلف مناطق القطر لزيارة المحافظة والتعزية بشهدائها وإجراء المصالحة.

وقال الفتيح إن الأسد أبدى دعمه للمقترح لكنه دعا لتأجيله لحين عودة الأمن والاستقرار إلى درعا بشكل كامل.

التعليقات