سوريا: 8 شهداء الأحد، والنشطاء يرفضون أي حوار قبل وقف القتل ورفع الحصار عن المدن

رفضت جماعة النشطاء الرئيسية التي تنسق المظاهرات ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الأحد، المشاركة في "حوار وطني" دعت إليه السلطات، وقالت إنه يتعين على هذه السلطات أولا وقف قتل المحتجين بالرصاص.

سوريا: 8 شهداء الأحد، والنشطاء يرفضون أي حوار قبل وقف القتل ورفع الحصار عن المدن

 

إحدى المصابات في تلكلخ

رفضت جماعة النشطاء الرئيسية التي تنسق المظاهرات ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الأحد، المشاركة في "حوار وطني" دعت إليه السلطات، وقالت إنه يتعين على هذه السلطات أولا وقف قتل المحتجين بالرصاص.

وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان، إن المظاهرات السلمية والعصيان المدني، سيستمر، ومن غير المقبول أخلاقيا وسياسيا أن يكون هناك حوار وطني قبل وقف كافة أنواع القتل والعنف ضد المحتجين المسالمين، ورفع الحصار عن المدن السورية، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين.

وكان وزير الاعلام السوري، عدنان محمود، قد أعلن الجمعة، أن سوريا ستشهد "خلال الأيام القادمة حوارا وطنيا شاملا"، في كل المناطق السورية، من دون أن يقدم أي تفاصيل حول أطراف هذا الحوار.

إطلاق نار كثيف وقصف عشوائي في تلكلخ المتاخمة للحدود اللبنانية

وقالت مجموعة نشطاء سوريين، إن ثمانية مدنيين سوريين على الأقل استشهدوا يوم الأحد، عندما قصفت القوات السورية بلدة تلكلخ، بالقرب من الحدود اللبنانية.. وقالت المجموعة في بيان، إن القصف تركز على أحياء البرج، وغليون، والسوق، والمحطة.

وكان آلاف الأشخاص قد خرجوا في تظاهرات في "جمعة الحرائر" بتلكلخ، لتقوم بعدها قوات الأمن والجيش باقتحام المدينة وشن عملية أمنية واسعة فيها.

وذكر ناشط حقوقي، فضل عدم الكشف عن هويته، نقلا عن شهود عيان، إن "سبعة أشخاص على الأقل، بينهم امرأتان، قتلوا الأحد، بعد أن اقتحم الجيش السوري مدينة تلكلخ"، التي يبلغ عدد سكانها 25 الف نسمة.

وأورد الناشط لائحة بأسماء القتلى السبعة، مشيرا إلى أنها "تشمل الذين عرفت أسماؤهم" فقط، وأشارأيضا إلى "استمرار القصف العشوائي بالدبابات" لعدد من أحياء البلدة.. وأضاف أن "الجيش سيطر على المشافي، كما أحكم الرقابة على المعابر الحدودية مع لبنان بالتنسيق مع الجيش اللبناني".

وقال سكان في بلدة تلكلخ في وقت سابق، الأحد، إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار كثيف في البلدة، التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الشمالية للبنان، وتواجه أحدث الحملات الأمنية المكثفة التي تقوم بها القوات السورية، لإخماد المظاهرات التي تطالب بسقوط نظام الرئيس بشارالأسد.

وقال شاهد عيان في وقت سابق، وفقا لوكالة فرانس برس، إن "الوضع متأزم جدا في تلكلخ، التي تشهد انتشارا كثيفا لرجال الأمن والجيش"، ولفت إلى "إطلاق نار كثيف على جميع محاور تلكلخ"، وأشار إلى "وجود عدد كبير من الجرحى وسط ساحة البلدة، إلا أن أحدا لم يتمكن من إسعافهم، نظرا لعدم تمكن السكان من الخروج".

وأفاد الشاهد أيضا، أنه "سمع دوي قذيفتين في منطقة جبل غليون، حيث تمركزت الدبابات على الطريق العام الزراعي"، لافتا إلى أن القذيفتين سقطتا "أمام مؤسسة الأعلاف، وفي حارة المخيم".

وقال محمد الدندشي، الذي يقيم في تلكلخ، إنه أحصى أصوات 85 قذيفة دبابات منذ يوم السبت،  وأضاف الدندشي، الذي كان يتحدث على وقع إطلاق النار، وفقا لروبترز: "يبدو أن القذائف عشوائية ولا تستهدف حيا بعينه"، وأضاف أن نحو 20 شخصا شوهدوا على سطح أحد المستشفيات، وقال: "إنهم يعاقبوننا على تظاهرنا ضد النظام."

وتوفيت امرأة في تلكلخ متأثرة بجروحها الأحد، مما يرفع عدد القتلى هناك جراء العنف إلى أربعة خلال اليومين الماضيين.

وفر المئات عبر الحدود مع لبنان يوم السبت، حيث قال ناشطون إن ثلاثة من سكان تلكلخ قتلوا في إطلاق نار.. وقال مسؤول أمني لبناني الأحد، إن السلطات اللبنانية زادت من دورياتها الأمنية على الحدود، لمنع أي محاولات عبور غير شرعية.

وحاول الأسد ممارسة سياسة تخلط بين الإعلان عن مبادرات إصلاحية، وتشديد القمع الأمني ضد الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكمه المستمر منذ 11 عاما، وبدأت في مدينة درعا الجنوبية، قبل شهرين، مستلهمة انتفاضات شعبية مشابهة في أنحاء العالم العربي.

واستنكرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الحملة الأمنية التي يشنها الأسد والتي تقول جماعات حقوقية ان 700 شخص قتلوا خلالها على ايدي قوات الامن وفرضت عقوبات على مسؤولين سوريين.

ورفع الأسد حالة الطوارئ المفروضة على سوريا منذ 48 عاما، لكنه في الوزقت نفسه نشر قوات من الجيش في المدن التي تشهد احتجاجات، ورغم مرور ثمانية أسابيع على بدء الاحتجاجات، لم يتمكن أي طرف من تحقيق هدفه المرجو، لكن الحكومة أعلنت يوم الجمعة عن بدء حوار وطني.

"السلطات السورية تتحاور بالدبابات"

وقالت امرأة فرت من سوريا إلى لبنان لقناة الجزيرة، إن السلطات السورية تقول إنها تريد الحوار، لكنها تتحاور بالدبابات.

ويقول مسؤولون، إن الجيش انتشر لمواجهة من وصفوهم بـ "جماعات ارهابية مسلحة"، يدعمها الاسلاميون ودول خارجية، وقالوا إن هذه الجماعات هي المسؤولة عن معظم أعمال العنف التي قتل خلالها نحو 120 جنديا من الشرطة والجيش.

وانتشرت قوات الجيش، تدعمها مدرعات في مدن وبلدات في أنحاء سهل حوران الجنوبي، وفي محافظة حمص بوسط سوريا، وفي مناطق على ساحل البحر المتوسط، كما أحكمت قوات الامن قبضتها على دمشق وضواحيها.

الإفراج عن مجموعة من النشطاء البارزين على رأسهم الزعيم المعارض رياض سيف

ويقول ناشطون ودبلوماسيون، إن السلطات ألقت القبض على 7000 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات، وتقول السلطات إن الآلاف سلموا أنفسهم وأطلق سراحهم، وفقا لعفو انتهى أمده يوم الأحد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن الزعيم المعارض، رياض سيف، الذي اعتقل في وقت 6 أيار / مايو، بتهمة مخالفة قانون التظاهر، قد أطلق سراحه الأحد بكفالة، وفقا لقرار من القضاء السوري، وأضاف أن آلاف المعتقلين السياسيين ما زالوا في السجون.

كما أشار رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي وحرية التعبير، المحامي خليل معتوق، إلى أن "قاضي النيابة، قرر بعد استجواب الناشطة والمحامية كاترين التلي، والناشطة ملك الشنواني، تركهما والإفراج عنهما فورا بدون كفالة".

وأشار معتوق إلى أن "الناشطة دانا الجوابرة، أحيلت إلى قاضي التحقيق الأحد"، لافتا إلى أنه "لم يتم استجوابها بعد"، لمعرفة التهمة الموجهة إليها.

وذكر المحامي ميشيل شماس، أن "قاضي التحقيق الثاني في دمشق، قرر إخلاء سبيل الكاتب عمار ديوب، والطبيب جلال نوفل، والناشط عمار عيروطي، بكفالة".

الأحزاب الكردية الرئيسية: ندعو إلى إصلاح سياسي لإنهاء القمع وحكم الحزب الواحد

وفي أول بيان منذ اندلاع الاحتجاجات، قال 12 حزبا كرديا، إن على السلطات أن تتوقف عن استخدام العنف ضد المحتجين سلميا.

وقالت الأحزاب الكردية الرئيسية في سوريا، إن على السلطات أن تتخذ خطوات جدية لإنهاء القمع، ونقل سوريا إلى الديموقراطية لحل الأزمة السياسية في البلاد، وهو ما يعني انضمام هذه الأحزاب إلى مطالب المعارضة السورية.

وقال البيان، إن سوريا تشهد صحوة، وإن الحركة الوطنية من أجل التغيير الديمقراطي تدعو إلى إصلاح أساسي لإنهاء القمع وحكم الحزب الواحد.

التعليقات