"جمعة الحرية – آزاداي": قتلى وجرحى في مظاهرات بمختلف المناطق السورية

الدبابات تدخل معرة النعمان، وسقوط ثلاثة قتلى * متظاهرون في البوكمال يحرقون مبنى مديرية المنطقة * بانياس تشهد أكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات قبل شهرين * الجيشان السوري واللبناني يعززان قواتهما على طرفي الحدود * هيومان رايتس ووتش تدعو الأمن اللبناني التوقف عن اعتقال اللاجئين السوريين وإعادتهم لبلادهم

شهدت العديد من المدن والبلدات السورية اليوم الجمعة، خروج الآلاف في مظاهرات دعت إليها قوى المعارضة وناشطون سوريون، تحت عنوان "جمعة الحرية جمعة أزاداي"، في إشارة إلى الوحدة العربية الكردية السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 21 محتجا على الأقل قتلوا، الجمعة، بعدما فتحت قوات الأمن السورية النار أثناء الاحتجاجات.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد وفقا لرويترز: "يجب أن يتوقف القتل.. يجب السماح بدخول محققين مستقلين إلى البلاد"، وأضاف أن أغلب القتلى سقطوا في مدينة حمص بوسط البلاد، وفي بلدة معرة النعمان، في الشمال الغربي.

وقد أعلن ناشط حقوقي في وقت سابق اليوم، أن 5 متظاهرين قتلوا الجمعة في حمص وريف درعا، بينهم طفل، عندما أطلق رجال الأمن النار على متظاهرين لتفريقهم.

وذكر شهود عيان في حمص، أنه "قتل أربعة أشخاص، بينهم طفل، عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق عدة مظاهرات في المدينة"، رغم الأوامر الرئاسية القاضية بعدم إطلاق النار على المتظاهرين.

كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن محتجا واحدا على الأقل قتل عندما أطلقت قوات الامن السورية النار اليوم على مظاهرى في الصنمين.

الدبابات تدخل معرة النعمان، وسقوط ثلاثة قتلى

وقالت المحامية والناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان، رزان زيتونة، إن قوات سورية مدعومة بالدبابات، داهمت بلدة معرة النعمان في شمال غرب البلاد، الجمعة، لتفريق متظاهرين يطالبون بالديمقراطية.

وقالت المحامية إن السكان يتحدثون عن سقوط ثلاثة قتلى، لم تتح أسماؤهم بعد.. وأضافت أن ما لا يقل عن عشرة مدنيين لم يتم الحصول على أسمائهم قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص على المظاهرات ضد حكم حزب البعث، التي شهدتها بلدان ومدن أخرى في أنحاء سوريا.

وتبعد معرة النعمان نحو 60 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من حلب، ثاني أكبر المدن السورية، حيث اقتصرت الاحتحاجات في أغلبها على الحرم الجامعي.

متظاهرون في البوكمال يحرقون مبنى مديرية المنطقة، وإخلاء سجن خشية وصول النيران إليه

كما أقدم متظاهرون في مدينة البوكمال، على الحدود السورية العراقية، على حرق جزء من مبنى مديرية المنطقة، مما أدى إلى تصاعد دخان كثيف، وصل إلى السجن الذي ضم العشرات من المساجين، مما دفع الأهالي إلى إخراجهم من السجن .

وقال شهود عيان: "إن أكثر من 1000 متظاهر، أقدموا على حرق 5 سيارات للشرطة، و 7 دراجات نارية، وحرق جزء من مبنى مديرية المنطقة، ووصل الدخان إلى السجن، مما عرض حياة عشرات المساجين للخطر، مما دفع الأهالي إلى إخراجهم من السجن ".

وأصيب عدد من المتظاهرين "بجروح نتيجة المواجهات مع قوات الأمن، ونتيجة تدافعهم بعد إطلاق قوات الأمن النار ".

وأضاف شهود العيان: "إن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء، ولم تطلق الرصاص باتجاه المتظاهرين، وإن 9 من رجال الأمن والشرطة أصيبوا بجروح، وتعرض أحدهم لكسر في كتفه، وإن بعض المتظاهرين وضع مادة البنزين في عبوات زجاجية وقذفها على قوات الأمن."

مظاهرات في مختلف المناطق السورية

كما خرجت مظاهرات في مدينة حمص، وفي بلدة تلبيسة، وكذلك خرجت مظاهرة في مدينة بانياس.. وشهدت العاصمة دمشق مظاهرة عقب صلاة الجمعة، في ضاحية الحجر الأسود، ردد خلالها المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان، كما انطلقت مظاهرة في حي ركن الدين، وفق ما نقل ناشطون على الإنترنت

كما تشهد المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سوريا مظاهرات هي الأكبر منذ بدء الاحتجاجات حيث تظاهر الآلاف في مدينة القامشلي مرددين هتافات الحرية، وقد خرجت التظاهرة من جامع قاسموا، وردد فيها المتظارهون "أزادي أزادي" أي حرية حرية، و "من قامشلي لحوران الشعب السوري ما بينهان"، و"لا حوار مع القتل ومع وجود الدبابات.وشهدت البلدات والمدن ذات الأغلبية الكردية، مظاهرات مماثلة، مثل راس العين، وعمودا، وعفرين، وفق شهود عيان وناشطين على الإنترنت.

وفي وسط البلاد أيضا تظاهر الآلاف في ساحة العاصي بمدينة حماة، وقال شاهد عيان، إن قوات الامن أطلقت قنابل الغاز على آلاف المتظاهرين في المدينة، والتي تقع إلى الشمال من حمص، حيث احتشد حوالي 20 ألف شخص في منطقتين منفصلتين.

وقال شاهد آخر، إن قوات الامن استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي ألف متظاهر في بلدة التل، إلى الشمال من دمشق.

في حين شهدت دير الزور، شرق سوريا، مظاهرة مماثلة، وبث ناشطون على الإنترنت صورا لإطلاق الرصاص على المحتجين في مدينة البوكمال، بمحافظة دير الزور المحاذية للحدود العراقية.

كما شهدت بلدة كناكر وقدسية، في ريف دمشق، مظاهرة مطالبة بالحرية، وتطالب بإسقاط النظام، كما نظمت مسيرة في مدينة السويداء، لنصرة المدن المحاصرة، كما شهدت محافظة إدلب شمال سوريا مظاهرات مماثلة.

وفي درعا جنوب البلاد، والتي توصف بأنها مهد الاحتجاجات، وشهدت عمليات عسكرية واسعة، خرجت مظاهرات داخل الأحياء، في حين شهدت بلدة طفس في المحافظة نفسها، مظاهرة رغم الحصار الأمني، غير أن ناشطين على الإنترنت تحدثوا عن منع التجول في بلدات الحارة، ونمر، وجاسم، بمحافظة درعا، عبر مكبرات الصوت لمنع التظاهر.

بانياس تشهد أكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات قبل شهرين

وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن مدينة بانياس نظمت اليوم الجمعة أضخم تظاهرة منذ انطلاق الاحتجاجات في المدينة قبل نحو شهرين، وهو ما أكدته مقاطع فيديو مصورة بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات داعمة للثورة السورية.

وأبلغ رامي عبد الرحمن، مدير المرصد: "إن رجالاً خرجوا في التظاهرة وهم عراة الصدر، في تحد واضح للسلطة بأنهم ليسوا جماعات مسلحة، بل متظاهرين سلميين، ورددوا شعارات مطالبة بالحرية".

وقال: "إن آلاف الرجال والنساء خرجوا في التظاهرة على الرعم من أن هناك المئات في بانياس ما زالوا قيد الاعتقال، منذ اقتحام القوات السورية المدينة، يومي السابع والثامن من أيار/مايو الجاري، والذي قُتل خلاله العديد من النساء والرجال".

وقد هتف المتظاهرون بشعارات تدعو إلى "رفع الحصار عن المدن السورية"، وتدعو إلى الحرية وإلى إسقاط النظام، ولفت المرصد إلى أن "قوات الأمن لم تتدخل لغاية الآن".

"لا للمادة الثامنة من الدستور"

كما أفاد رديف مصطفى، رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان (راصد)، أن "المئات خرجوا في عين العرب، ذات الغالبية الكردية، وهم يهتفون أزادي أزادي"، ومعناها الحرية.

وأشار مصطفى، الذي شهد المظاهرة، إلى "أن المشاركين كانوا يحملون أغصان زيتون وأعلاما سورية، ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا"، و "لا للعنف نعم للحوار"، و"لا للمادة الثامنة من الدستور"، التي تنص على أن حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع.

كما حمل المشاركون علما سوريا بطول 25 مترا.. ولفت مصطفى إلى حضور أمني خفيف، وقال إن قوى الأمن لم تتدخل، "بل اكتفت بالمراقبة والتصوير".

وتشهد دمشق العاصمة حالة هدوء، ولم تخرج مظاهرة في حي الميدان كما جرى خلال الأسابيع الماضية ، بينما خرجت مظاهرات في بعض بلدات ريف دمشق، منها سقبا، وضاحية عرطوز غرب العاصمة دمشق .

الجيشان السوري واللبناني يعززان قواتهما على طرفي الحدود

من جهة أخرى، استحدث الجيش السوري مواقع في بلدة العريضة المحاذية للحدود مع لبنان، صباح اليوم الجمعة، ناشرا عددا من العناصر والآليات، مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية.

كما قام الجيش اللبناني بنشر مئات الجنود المعززين بالآليات والملالات، على الطريق الممتدة بين معبر البقيعة الحدودي غير الرسمي، ومعبر جسر قمار الرسمي، على مسافة حوالي كيلومترين، لمنع أي أحد من الاقتراب من ضفة النهر الكبير الفاصل بين البلدين، والذي يضيق في هذه المنطقة، ويتراوح عرضه في بعض الأماكن بين مئة و300 متر.

وجاءت هذه التعزيزات بعد أن تم تناقل أخبار في المنطقة عن تظاهرة مناهضة للنظام السوري، سيقوم بها سوريون لاجئون في لبنان قرب معبر البقيعة، وقد ذكرت فاعليات في منطقة وادي خالد في وفت سابق، أنه تم إقناع النازحين السوريين بإلغاء التظاهرة.

وقبيل الساعة الحادية عشرة والنصف (8:30 ت غ)، تجمع حوالي مئة جندي سوري في مكان يطل على وادي خالد، وهتفوا لبعض الوقت: "بالدم بالروح نفديك يا بشار"، على مرأى من عشرات اللبنانيين والسوريين النازحين من سوريا، الذين كانوا تجمعوا على الضفة اللبنانية من النهر، قبل أن ينصحهم الجيش اللبناني بالابتعاد.

وكان الجيش السوري نشر ثلاث دبابات على متنها عناصر، وأربع ناقلات جند، على أطراف بلدة العريضة، على بعد 300 متر من الأراضي اللبنانية، ونصب الجنود السوريون خيمتين في المكان.. كما تمركزت دبابتان في مكان مجاور، تحت أشجار السرو، في مواجهة الأراضي اللبنانية أيضا.

وتضاف هذه التعزيزات إلى القوة السورية التي نفذت صباح الخميس انتشارا كثيفا معززا بالآليات والسيارات العسكرية، في أطراف بلدة العريضة السورية المحاذية للنهر.

هيومان رايتس ووتش تدعو الأمن اللبناني التوقف عن اعتقال اللاجئين السوريين وإعادتهم لبلادهم

من جهة أخرى، دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" اليوم، قوى الأمن اللبنانية، إلى وقف اعتقال سوريين لاجئين عبروا الحدود إلى لبنان، هربًا من "العنف والاضطهاد" في بلادهم.

وقالت المنظمة في بيان، إنه ينبغي على السلطات اللبنانية بدلاً من ذلك، أن تعطي هؤلاء اللاجئين على الأقل لجوءًا مؤقتًا، وقبل كل شيء، أن تمتنع عن إعادتهم إلى سوريا.

وذكرت أنها وثقت اعتقال القوات الأمنية اللبنانية 9 رجال سوريين، وطفلاً، منذ 15 أيار/مايو الجاري، بتهمة العبور بطريقة غير شرعية إلى لبنان.

وأشارت المنظمة إلى أن أقارب وأصدقاء المعتقلين العشرة، أخبروها بأن الأخيرين فروا هربًا من الاعتقال أو القتل على يد الجيش السوري وشرطة الحدود، وأن 7 على الأقل منهم محتجزون حاليًّا لدى الأمن العام اللبناني.

ووفقاً للمنظمة، فإن هؤلاء المعتقلين لم يرتكبوا أي جرائم واضحة في سوريا يمكن أن تبرر اعتقالهم، أو إعادتهم إلى بلادهم.

"إعادة اللاجئين السوريين إلى لبنان تعتبر إعادة قسرية"

وقال مدير مكتب المنظمة في بيروت، نديم حوري، إن "سوريا رحبت بكثير من اللبنانيين فروا من الحرب في العام 2006.. وقد حان الوقت لرد الجميل، على لبنان أن يمنح اللجوء الفوري للسوريين الهاربين من الموت أو التعذيب في بلادهم".

واعتبر حوري أن إعادة طالبي اللجوء واللاجئين إلى سوريا هي إعادة قسرية، وستجعل لبنان متواطئا مع أي ضرر على يد قوات الأمن السورية.

وقال إن "للسلطات اللبنانية التزامات دولية تجاه هؤلاء اللاجئين"، وهذه الالتزامات لا يمكن اللعب بها من خلال العلاقات الثنائية الأمنية بين لبنان والقوات الأمنية السورية.

وكانت عشرات العائلات السورية نزحت من مدينة تلكلخ، وقرية العريضة السوريتين الحدوديتين، اللتين تشهدان تظاهرات واشتباكات مسلحة عبرت إلى لبنان خلال الأيام الماضية.

من جهة ثانية، عبرت صباح اليوم الجمعة مواطنة سورية لجأت مع عائلتها إلى لبنان منذ بضعة أيام، وتقيم في وادي خالد، إلى الجانب السوري، لتفقد منزلها في بلدة العريضة.. وقالت المرأة البالغة من العمر 55 عاما، بعد عودتها إلى لبنان، رافضة الكشف عن اسمها، إن منزلها "مسروق، ولم يعد يوجد فيه شيء".

وأضافت، وقد بدا عليها التأثر البالغ، فيما كانت تحاول تغطية وجهها بوشاح أسود يغطي رأسها: "رأيت منزل جارتي وقد احترق.. وأبلغني جيراني الذين بقوا هناك، أن الشبيحة هم الذين قاموا بعمليات الحرق والسلب التي استهدفت عددا كبيرا من منازل القرية، ولقد اتصلوا بمحافظ حمص الذي أبلغهم أنه أرسل قوى نظامية إلى القرية لحماية المنازل".

روسيا تعلن أنها لم تغير موقفها من كيفية معاجلة الشأن السوري بعد خطاب أوباما

على صعيد آخر، أعلنت روسيا اليوم، أنها لم تغيّر موقفها من الوضع في سوريا وكيفية معالجته، بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي قال فيه إن على الرئيس السوري بشار الأسد قيادة العملية الانتقالية، أو التنحي عن السلطة. 

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي"، عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أن موسكو تدرس بدقة خطاب أوباما حول الشرق الأوسط، وأن موقفها من الوضع في سوريا وكيفية معالجته لم يتغير بعد الخطاب. 

وأعاد المسؤول الروسي إلى الأذهان أقوال الرئيس دميتري ميدفيديف في مؤتمره الصحافي، قبل يومين، بأن موسكو لن تؤيد أي قرار يصدر عن مجلس الأمن بشأن سوريا مماثلا لقراره رقم 1973 بشأن ليبيا.

التعليقات