المعلم يتوقع المزيد من الإجراءات ضد النظام السوري، ويستبعد عملا عسكريا

قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على الرئيس بشار الأسد يوم الاثنين، ستضر بالمصالح الأوروبية بالقدر الذي تضر به مصالح سوريا.. وأضاف المعلم في مقابلة مع التلفزيون السوري، إن سوريا لن تقف مكتوبة الأيدي تجاه هذه الإجراء.

المعلم يتوقع المزيد من الإجراءات ضد النظام السوري، ويستبعد عملا عسكريا

 

قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على الرئيس بشار الأسد يوم الاثنين، ستضر بالمصالح الأوروبية بالقدر الذي تضر به مصالح سوريا.. وأضاف المعلم في مقابلة مع التلفزيون السوري، إن سوريا لن تقف مكتوبة الأيدي تجاه هذه الإجراء.

 وأضاف المعلم أنه واثق من أن بلاده ستخرج أقوى من أزمتها، وأن الأسد هو قائد الشعب السوري، وسوف يستمر الأمر على هذا النحو، مؤكدا ثقته في نهوض بلاده من هذه الأزمة وهي أقوى.

 وبين المعلم أنه يتوقع اتخاذ مزيد من الاجراءات ضد بلاده بعد العقوبات الامريكية والأوروبية، لكنه قال إن أي إجراءات لن تصل إلى حد العمل العسكري، ولهذا فهو ليس قلقا.

كلينتون تدعو الأسد إلى وقف العنف

ومن جهة أخرى، قالت وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، إن نحو ألف شخص قتلوا في سوريا، ودعت الرئيس بشار الأسد لوقف العنف.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها البريطاني وليام هيج: "هذه الوحشية لا بد أن تتوقف، ولا بد لآمال الشعب السوري المشروعة أن تحترم"، وأضافت: "وزير الخارجية هيج وأنا متطابقان تماما بشأن رسالتينا لحكومة الأسد."

ومضت تقول: "أوقفوا القتل والتعذيب والاعتقالات، وأطلقوا سراح كل السجناء السياسيين والمحتجزين.. ابدأوا في الاستجابة للمطالب المستحقة عليكم من أجل عملية تغيير ديمقراطي شامل وموثوق."

مظاهرتان في بيروت، تأييدا للنظام السوري وضده

وفي ظل استمرار عمليات الاحتجاج في سوريا، وقمع الأمن السوري لها بالقوة، نفذ عشرات الشبان والشابات اليوم الاثنين، تجمعا مناهضا للنظام السوري أمام مبنى مصرف لبنان في شارع الحمرا التجاري في بيروت، وارتدوا قمصانا سودا، وحملوا ورودا حمراء وصورا تضامنية.

وفي المقابل، تجمع شبان من الأحزاب الموالية للنظام السوري، حاملين صورا للرئيس بشار الأسد، ومرددين شعارات مؤيدة له تقول: "يا أوباما يا حقير نحنا ما بدنا التغيير، بالروح وبالدم نفديك يا بشار"، في إشارة إلى الرئيس الامريكي باراك أوباما .

وقال هؤلاء للصحفيين "إنهم تجمعوا تضامنا مع الاستقرار في سوريا الممانعة، والداعمة للمقاومة، وضد الفتنة الصهيونية - الاميركية."

وتدخلت قوى من الجيش والأمن الداخلي، فاصلة بين المجموعتين منعا لأي إشكال، وقطعت طريق الحمرا الرئيسي لفترة.

العفو الدولية تدعو إلى المزيد من العقوبات على النظام السوري

هذا ودعت منظمة العفو الدولية اليوم كذلك، الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، إلى فرض إجراءات أشد قسوة ضد النظام السوري، بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد الأسد.

وقال مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: "نرحب بالتدابير التي اتخذها الاتحاد الأوروبي وحكومة الولايات المتحدة ضد الرئيس الأسد ومن حوله، لكن الخطر هو أن هذه الاجراءات فات أوانها، ويتعين على مجلس الأمن الدولي الآن اتخاذ اجراءات أكثر حزمًا حيال سوريا، وعلى غرار الاجراءات التي اتخذها عندما بدأ نظام العقيد القذافي بمهاجمة شعبه في ليبيا
".

وأضاف سمارت: "هذا بالضبط ما تقوم به الحكومة السورية منذ أسابيع، وحان الوقت لكي يقوم مجلس الأمن الدولي بإحالة نظامها إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية".

وقال: "إن فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ اجراءات مماثلة لليبيا، يرسل إشارة خاطئة للحكومة في دمشق، ويتعين عليها إبلاغ زعمائها وبحزم أنهم لن يفلتوا من المساءلة والعدالة عن الجرائم التي تُرتكب الآن تحت سلطتهم في سوريا".

وأشارت العفو الدولية إلى أن لديها لائحة بأسماء أكثر من 720 شخصًا قُتلوا على أيدي قوات الأمن السورية خلال الشهرين الماضيين من التظاهرات، التي اندلعت في جميع أنحاء سوريا للمطالبة بالاصلاح والتغيير، ومن بينهم 60 شخصًا قُتلوا يومي العشرين والحادي والعشرين من أيار/مايو الجاري.

وقال سمارت: "يتعين على الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية اتخاذ اجراءات لفرض حظر شامل للأسلحة على سوريا، وتجميد أصول الرئيس الأسد ومن حوله على المستوى العالمي".

سوريا تعتبر العقوبات الأوروبية تدخلا سافرا في شؤونها وزعزعة لاستقرارها

وكانت سوريا قد أدانت في وقت سابق القرارات التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي ضدها، معتبرة أنها تدخل سافر بشؤونها الداخلية، ومحاولة زعزعة أمنها والهيمنة على قرارات ومقدرات شعبها في حاضره ومستقبله.

وقال مصدر رسمي سوري، إن " بلاده تستنكر وتدين القرارات التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي ضدها وضد شعبها، في وقت تسعى فيه لحفظ أمن البلاد والانخراط في حوار وطني شامل، يؤدي لاستكمال خطط الإصلاحات في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، وفق البرنامج الزمني الوطني المحدد لها."

وأضاف المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا )، إن " قرارات الاتحاد الأوروبي شأنها شأن القرارات التي أصدرتها الولايات المتحدة، تستهدف بوضوح التدخل السافر بشؤون سورية الداخلية، ومحاولة زعزعة أمنها، والهيمنة على قرارات ومقدرات شعبها في حاضره ومستقبله."

وكان الاتحاد الأوروبي قرر اليوم الاثنين تشديد العقوبات على النظام السوري وتوسيعها، لتشمل مسؤولين إضافيين بينهم أعلى مستوى في القيادة، وذلك في إشارة ضمنية إلى الرئيس بشار الأسد، على خلفية استخدام العنف لقمع المتظاهرين.

"فرنسا وبريطانيا دولتا الاستعمار القديم"

وانتقد المصدر فرنسا وبريطانيا "معتبرًا أنهما دولتا الاستعمار القديم، وصاحبتا اتفاق سايكس بيكو.. ولهما الدور الأساسي في استصدار هذه القرارات، غير مكترثتين بأمن ومصالح شعب سورية وشعوب المنطقة."

وقال المصدر، إن " اتفاق سايكس بيكو الذي صدر في مطلع القرن الماضي، كان توطئة لإقامة إسرائيل، وأن ما يخطط له اليوم تجاه سورية ليس إلا مقدمة لترسيخ يهودية إسرائيل، وتأمين تفوقها في المنطقة، الأمر الذي يدفعنا لاستذكار سياسات الاستعمار القديم التي ناضل شعبنا طويلا لإسقاطها ولا يزال."

وأضاف المصدر: "إن سورية إذ تؤكد عزمها على إتمام برامج الإصلاح، تؤكد في الوقت نفسه تمسكها التام باستقلالية قرارها الوطني، وسيادتها التامة، وحرصها على أمن مواطنيها ومستقبل شعبها، وترى أن أي إجراءات تتخذ ضدها لن تحرفها عن نهجها الوطني والقومي، مهما كلفها ذلك من تضحيات".

التعليقات