سوريا: ١٥ قتيلاً في الرستن... وانقسام في "مؤتمر أنطاليا"

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن حصيلة ضحايا العمليات العسكرية في بلدتي الرستن وتلبيسة منذ الأحد الماضي وصلت إلى 56 قتيلاً، بعد سقوط 13 قتيلاً في الرستن اليوم الخميس.

سوريا: ١٥ قتيلاً في الرستن... وانقسام في

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن حصيلة ضحايا العمليات العسكرية في بلدتي الرستن وتلبيسة منذ الأحد الماضي وصلت إلى ٥٨ قتيلاً، بعد سقوط ١٥ قتيلاً في الرستن اليوم الخميس.

وأبلغ رامي عبد الرحمن مدير المرصد يونايتدبرس إنترناشونال "أن عدداً من عناصر الأمن والجيش سقط خلال هذه العمليات لم نتمكن من احصائه، كما جرى اعتقال العشرات من بلدة الرستن، حيث أكد شهود عين للمرصد أنهم شاهدوا حافلة عسكرية كبيرة بداخلها معتقلون مدنيون على طريق الرستن ـ حمص".

وقال "تم الافراج عن مئات المعتقلين في كافة المدن السورية التي شهدت احتجاجات، وكان آخرهم المعارض خلف الجربوع القيادي في اعلان دمشق والذي أُخلي سبيله بعد ظهر اليوم، فيما اكدت مصادر قانونية للمرصد أن العمل يجري لإنهاء قضايا أكثر من 300 معتقل اسلامي وكردي كانت محكمة أمن الدولة العليا التي أُلغيت الشهر الماضي اصدرت أحكاماً بالسجن بحقهم".

وأضاف عبد الرحمن أن المرصد السوري لحقوق الإنسان "علم أن هناك معتقلين غير محكومين كانوا محتجزين في مقار الأجهزة الأمنية بدمشق جرى نقلهم إلى سجون مدنهم تمهيداً للافرج عنهم لاحقاً". واشار إلى أن عدة مدن سورية، من بينها ديرالزور وأدلب وجسر الشغور واللاذقية وحرستا ودوما وحي القدم بدمشق "شهدت تظاهرات الليلة الماضية للمطالبة بالحرية".

وقال عبد الرحمن "إن حي الغوطة بمدينة حمص شهد اليوم تظاهرة لطلاب المرحلة الثانوية بعد أن انهوا امتحاناتهم ونزلوا إلى الشارع للمطالبة بالحرية، وجرى تفريقها من قبل الأجهزة الأمنية دون وقوع ضحايا". وأضاف "أن عدد الشهداء ارتفع إلى 994 مدنياً و181 من الجيش وقوات الأمن منذ اندلاع التظاهرات في سوريا قبل أكثر من شهرين".

خلافات في أنطاليا حول طابع الدولة السورية

في سياق متصل (يو بي آي)، دخل "المؤتمر السوري للتغيير" الذي يعقد في انطاليا (تركيا) ويضم شخصيات وهيئات سورية معارضة الخميس يومه الثاني في نقاشات حول التوصيات التي سيتضمنها البيان الختامي لتظهر أولى النقاط الخلافية حول مسألة فصل الدين عن الدولة خصوصا، بين التيارات العلمانية من جهة والتيارات الاسلامية من جهة اخرى.

وتلا رئيس الجلسة الاعلامي محي الدين اللاذقاني اقتراحا بتضمين البيان الختامي فقرة تنص على ان تكون سوريا "دولة حرة ديمقراطية بدستور يفصل الدين عن الدولة".

الا أن أحد المشاركين سارع إلى رفض هذه الفقرة، وظهر أن المشاركين من الاخوان المسلمين يرفضونها في حين يؤيدها الكثير من الاكراد ومن المعارضة السورية القومية العلمانية.

عندها تداعى عدد من المشاركين في المؤتمر من المنتمين إلى التيار العلماني إلى عقد مؤتمر صحافي خلال استراحة بين جلستين من جلسات المؤتمر اعلنوا خلاله ولادة "ائتلاف القوى العلمانية السورية" الذي يصر على فصل الدين عن الدولة في الدستور السوري الجديد.

وعقد هاشم سلطان الطبيب السوري المقيم في الولايات المتحدة مؤتمرا صحافيا مقتضبا في ردهة الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر اعلن خلاله ولادة هذا الائتلاف.

وعدد سلطان ثلاث نقاط اساسية يستند اليها هذا الائتلاف وهي "الفصل الكامل للدين عن الدولة، وجعل الدستور المرجعية الاعلى للحكم واعتماد الميثاق العالمي لحقوق الانسان، والتشديد على ديموقراطية نظام الحكم على اساس المحاسبة والمراقبة".

واوضح سلطان الذي يترأس حزب الانفتاح السوري المعارض في تصريح خاص لوكالة فرانس برس ان "الائتلاف يضم ثمانية احزاب عربية وكردية علمانية واتفقنا على اهمية الثنائية بين الديموقراطية والعلمانية كاساس للحكم في منطقة متعددة الطوائف والمذاهب".

واعتبر أن العلمانية هي التي تؤمن "المساواة الفعلية بين الجميع والمواطنة الحقيقية"، معلنا انه مع مجموعة من المشاركين سيتحفظون على البيان الختامي في حال لم يتضمن دعوة الى فصل الدين عن الدولة في النظام السوري الجديد.

وتجري مشاورات لتجنب هذه النقطة الخلافية عبر تضمين البيان الختامي دعوة إلى اقامة "الدولة المدنية الديموقراطية" في سوريا.

كما قدم أحد المشاركين اقتراحا بـ"الطلب من مجلس التعاون الخليجي تقديم مبادرة على غرار المبادرة اليمنية" تتعلق بالوضع في سوريا.

وبمعزل عن النقطة الخلافية حول فصل الدين عن الدولة، ناقش المؤتمرون توصيات عملية فتلا احد المشاركين ما توصلت اليه لجنة الاغاثة في المؤتمر وهي "انشاء صندوق الاغاثة السوري وتمويله من سوريين مقيمين في الخارج على الا يتم قبول معونات حكومية غربية، والهدف مساعدة الجرحى واهالي الشهداء واللاجئين والذين فقدوا وظائفهم".

ودعت لجنة التوعية الثورية "إلى استخدام خطاب تفاؤلي من دون افراط لكي لا نقع في الاحلام الوردية، كما تم الاتفاق على تجنب اي لفظ مسيء الى اي طائفة او مذهب".

وأمام عودة المشاركين الى اطلاق هتافات حماسية تقاطع الكلمات، قال عبد الكريم عيد رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر ان المؤتمر تلقى رسائل الكترونية تدعو "الى وقفها لانها تذكر بهتافات انصار النظام امام الرئيس بشار الاسد" فتوقفت تقريبا الهتافات.

كما قدم اقتراح بإصدار بيان "موجه إلى أبناء الطائفة العلوية يساهم باعداده المشاركون من هذه الطائفة لازالة مخاوف ابنائها ولان المعارضين لن يمسوا بريئا من هذه الطائفة الكريمة لدى تغيير النظام".

عندها طالب احد زعماء العشائر بـ"التخفيف من الحديث عن الطائفية والمذهبية"، مضيفا "نحن كلنا سوريون من القامشلي الى حوران".

واعلن صلاح بدر الدين الذي يحضر المؤتمر بصفته ممثلا عن "المكون الكردي في المؤتمر" في تصريح لفرانس براس انه "يدعم فصل الدين عن الدولة خصوصا في بلد يضم هذا العدد من الطوائف والمذاهب".

وكان مؤتمر المعارضة السورية باشر اعماله أمس الأربعاء على أن ينهيها الجمعة باصدار البيان الختامي الذي سيتضمن قرارات المؤتمر.

التعليقات