سورية: تضارب أنباء حول حقيقة ما حصل في جسر الشغور

حقوقيون يقولون إن الاشتباكات التي تحدث عنها التلفزيون السوري كانت بين قوات الجيش وأفراد فروا من صفوفه

سورية: تضارب أنباء حول حقيقة ما حصل في جسر الشغور
(مدنيون قتلوا برصاص الأمن، بحسب شهود عيان)
 
 
قال مدير منظمة إنسان المدافعة عن حقوق الإنسان إن الاشتباكات التي تحدث عنها الجيش السوري كانت بين قوات الجيش وأفراد فروا من صفوفه.
 
وقال وسام طريف مدير منظمة "إنسان" لـ"رويترز" إن وحدة من الجيش أو فرقة وصلت إلى المنطقة في الصباح، وبعدها وصلت فيما يبدو وحدة أخرى بعد الظهر لاحتواء عمليات الفرار. وأضاف أن كثيرين من سكان جسر الشغور أكدوا صحة هذه النسخة من الرواية.
 
ويقول دعاة حقوق الانسان إن وفاة بعض الجنود أو أفراد الشرطة خلال الانتفاضة كان نتيجة قتل أفراد قوات الامن الذين يحاولون الهروب من صفوفها أو يرفضون إطاعة الأوامر.
 
في المقابل، نقلت "رويترز" عن أحد النشطاء، اشترط عدم ذكر اسمه إن "قصة هرب قوات الأمن غير حقيقية. أفراد الشرطة وقوات الأمن قتلوا على أيدي المسلحين خلال العملية وقد تعرضوا لإطلاق النار. بعض الناس في بعض المناطق رفعوا السلاح."
وأضاف "الوضع خطير. ما يحدث يعتبر عصيانا مسلحا. أنا أعارض العنف من أي طرف كان."
 
وقال مقيمون في جسر الشغور إن موجة من عمليات القتل بدأت في البلدة يوم السبت عندما أطلق قناصة من على سطح مكتب البريد الرئيسي النار على المشاركين في جنازة ستة محتجين قتلوا في مظاهرة قبل ذلك بيوم.
 
ونقلت "رويترز" عن معلم يدرس التاريخ ذكر أن اسمه أحمد أن المشاركين في الجنازة أشعلوا النار في مكتب البريد تعبيرا عن غضبهم بعد إطلاق النار. وقال التلفزيون الرسمي إن ثمانية من أفراد قوات الأمن قتلوا عندما هاجم مسلحون مبنى مكتب البريد.
 
وأضاف أن 20 على الأقل من أفراد قوات الأمن قتلوا في كمين نصبته تنظيمات مسلحة، وقتل 82 آخرون في هجوم على موقع أمني. وتابع أن العدد الاجمالي للقتلى في صفوف قوات الأمن 120 .
 
ونفى شهود عيان لـ"الجزيرة" أن تكون بلدة جسر الشغور قد شهدت الاثنين أي اشتباكات، وأكدوا أن المدينة شهدت هدوءا نسبيا أمس بعد أن هجرها الكثير من سكانها خوفا من تعرضهم لمجزرة على يد قوات الأمن مثل التي تعرضوا لها الأحد، وأسفرت عن سقوط عشرات منهم.
 
ولم يستبعد ناشط حقوقي، كما نقلت "الجزيرة"، أن تكون الأعداد الكبيرة من القتلى الذين قالت السلطات إنهم سقطوا من رجال الأمن، قد نجمت عن حالة انشقاق في صفوف القوات السورية.
 
وفي هذا السياق، أعلن ضابط في الجيش السوري برتبة ملازم أول يدعى عبد الرزاق طلاس انشقاقه عن الجيش نتيجة الممارسات غير الإنسانية ولا الأخلاقية حسبما قال.
ودعا الضابط في تسجيل مصور زملاءه العسكريين إلى الانحياز لمطالب المواطنين.
 
وكان التلفزيون السوري قال في أول تقرير له عن اشتباكات واسعة النطاق إن القوات السورية خاضت معارك مع مسلحين في شمال غرب البلاد خلفت ما يزيد على 120 قتيلا في صفوف قوات الأمن.
 
وفي أول تقرير لوسائل الإعلام الرسمية عن معركة بهذا الحجم قال التلفزيون السوري يوم أمس، الاثنين، إن مجموعات مسلحة أشعلت النار في مبان حكومية في بلدة جسر الشغور في شمال غرب البلاد، وسرقت خمسة أطنان من الديناميت، وأطلقت النار على المدنيين وقوات الأمن مستخدمة الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية.
 
وأضاف أن قوات الأمن تمكنت من فك حصار أحد الأحياء السكنية التي سيطر عليها المسلحون بعض الوقت وأنها تقاتل المسلحين لإنهاء حصارهم للأحياء الأخرى.
 
ومضى قائلا إن المسلحين مثلوا ببعض الجثث، وألقوا بعضها في نهر العاصي، وأن أهالي بلدة جسر الشغور استغاثوا بالجيش ليتدخل على وجه السرعة.

التعليقات