قتلى وجرحى في مظاهرات بمختلف أنحاء سوريا، ومقتل أول محتج في حلب

اتساع رقعة المظاهرات في دمشق وضواحيها * مدينة حماة تشهد أكبر المظاهرات * "سانا": مقتل عنصر أمن وجرح 26 عسكريّا في دير الزّور * تبادل إطلاق نار في طرابلس خلال مسيرتين لمعارض ومؤيدي النظام السوري * فرنسا وألمانيا تتفقان على تشديد العقوبات على سوريا

قتلى وجرحى في مظاهرات بمختلف أنحاء سوريا، ومقتل أول محتج في حلب

انطلقت مظاهرات في عدد من المدن السورية عقب صلاة الجمعة، فيما بات يعرف بجمعة "الشيخ صالح العلي"، وقالت جماعة نشطاء، إن قوات الأمن قتلت بالرصاص 16 محتجا في عدة مظاهرات طالبت بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد.

وقالت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان، إن عدد القتلى يشمل أول محتج يسقط قتيلا في حلب، ثاني أكبر مدن سوريا.

وكانت حلب، خالية إلى حد كبير من الاحتجاجات، سوى مظاهرات في الحرم الجامعي بها، وعلى مشارف المدينة، طوال ثلاثة أشهر من الانتفاضة.

التلفزيون السوري: مقتل عنصر من القوى الأمنية وجرح أكثر من 20 في مدينة حمص

وقال التلفزيون السوري، إن عنصرا من القوى الأمنية قتل، وجرح أكثر من 20 برصاص مسلحين في مدينة حمص بوسط البلاد.

كما قال التلفزيون إن ضابطين وأربعة عناصر جرحوا في هجوم لمسلحين على قيادة المنطقة، ومديرية التجنيد في دير الزور بشرق البلاد، والتي يقول مقيمون إنها شهدت واحدة من كبرى المظاهرات المطالبة بالحرية السياسية، منذ بدء الاحتجاجات في جنوب سوريا.

مدينة حماة تشهد أكبر المظاهرات

وشهدت مدينة حماة أكبر المظاهرات، حيث شارك فيها الآلاف، وقال شهود عيان، إن المظاهرات "انطلقت من عدة محاور في المدينة (جامع التكية – والمناخ)، وغيرها من مساجد المدينة، مع غياب كامل لعناصر الأمن ".

وأضافوا: "أن المتظاهرين حملوا العلم السوري القديم بألوانه الأسود، والأبيض، والأخضر، بنجومه الحمراء الثلاث، كما حملوا لأول مرة ورود الزنبق الحموي"، في إشارة إلى سلمية تحركاتهم.

وردد المتظاهرون شعارات "تحية إجلال وإكبار لضباط الجيش الأحرار، حماه حرة، إسلام ومسيحية في سبيل القضية، حرية حرية، الشعب يريد إسقاط النظام."

واتجه المتظاهرون من كافة محاور المدينة باتجاه ساحة العاصي، وسط المدينة، حيث سيبقون حتى المساء.

من جهة ثانية قال شهود عيان، "إن دبابات الجيش ومدرعاته تتمركز قرب مدينة معرة النعمان، في محفظة إدلب، وأنها لم تدخل المدينة حتى ظهر اليوم، وأن الأمور هناك ما زالت هادئة."

في حين انطلقت مظاهرات في عدد من بلدات المحافظة، تندد بما حصل في بلدة جسر الشغور.

"سانا": مقتل عنصر أمن وجرح 26 عسكريّا في دير الزّور

ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية، إن أحد عناصر الجيش السوري قتل، وأصيب أكثر من 26 آخرين، بينهم ضابطان، في حين قال شهود عيان، إن أربعة مدنيين جرحوا خلال مواجهات شهدتها مدينتي حمص ودير الزور، وسط وشرق البلاد، في ما سُمي بـ"جمعة الشيخ صالح العلي".

وذكرت "سانا"، أن أحد عناصر الأمن السوري قتل، وجرح أكثر من 20 آخرين برصاص مسلحين في حمص، وسط البلاد.

كما ذكرت الوكالة، أن ضابطين وأربعة عناصر، أصيبوا في هجوم شنه "مسلحون على رحبة قيادة المنطقة في دير الزور".

شهود عيان: جرح أربعة متظاهرين خلال مسيرة كبيرة بدير الزّور

وقال شهود عيان: "إن مظاهرة كبيرة شهدتها مدينة دير الزور، شارك فيها الآلاف، وتوجهت من عدة محاور في المدينة إلى ساحة الشهداء (ساحة الباسل سابقًا)، ولدى اقتراب بعض المتظاهرين من مقر شعبة التجنيد العامة، التابعة لوزارة الدفاع، تعرضت لإطلاق نار، مما تسبب في جرح أربعة منهم".

وقال الشهود إن بعض المتظاهرين "رددو شعرات استفزازية لحراس شعبة التجنيد، وهم من العسكريين الذين ردوا عليهم بإطلاق الرصاص بالهواء، مما ساهم في تأزم الموقف"، وأشاروا إلى أن أربعة متظاهرين على الأقل أصيبوا بالرصاص، "اثنان منهم في القدم والكتف، وتم نقلهما إلى المستشفيات القريبة".

وردد المشاركون في المظاهرة شعارات تطالب بالحرية، وإسقاط النظام و"سورية حرة حرة"، و"بشار يطلع برا"، "ما من حبك ما منحبك ارحل عنا إنت وحزبك".

وتوجهت وحدات من الجيش السوري معززة بالدبابات والمدرعات إلى محافظة دير الزور منتصف الأسبوع الماضي، بعد المظاهرات اليومية التي شهدتها المدينة.

اتساع رقعة المظاهرات في دمشق وضواحيها

واتسعت بعد ظهر اليوم رقعة المظاهرات في دمشق وريفها، رغم ارتفاع درجة الحرارة، حيث خرجت مظاهرات في الميدان، وركن الدين، والقابون، والحجر الأسود، وبلدات عرطوز، والمعضمية، وداريا، والكسوة، وعربية، ودوما، وبرزة، والزبداني.

وقد تصدت قوات مكافحة الشغب للمظاهرة في حي الميدان، بينما تجمع العشرات من مؤيدي الرئيس بشار الأسد أمام جامع الحسن، لمنع خروج مظاهرة كما جرت العادة.

وشهدت مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية مظاهرة شارك فيها آلاف من أبناء المدينة، مرددين شعارات تطالب بالحرية وإسقاط النظام، وفك الحصار عن درعا، ورفض العمليات التي تقوم بها القوات الحكومية في جسر الشغور، كما خرجت مظاهرات في بلدات محافظة درعا.

تبادل إطلاق نار في طرابلس خلال مسيرتين لمعارضي ومؤيدي النظام السوري

وجرى بعد ظهر اليوم، تبادل إطلاق نار بين منطقتين في مدينة طرابلس الساحلية الشمالية اللبنانية، مما أدى، بحسب أنباء أولية، إلى سقوط ستة جرحى.

وقالت مصادر أمنية إن مظاهرة مؤيدة للمحتجين في سورية، وأخرى مؤيدة للنظام السوري، سارتا في منطقتين من مدينة طرابلس.

وأضافت المصادر أنه تم إثر ذلك تبادل إطلاق نار بين منطقة باب التبانة، وبين منطقة جبل محسن، التي تؤيد الحكم القائم في دمشق، مما أدى إلى سقوط ستة جرحى.. وتدخل الجيش اللبناني لإنهاء حالة التوتر في المنطقتين .

فرنسا وألمانيا تتفقان على تشديد العقوبات على سوريا

دوليا، قال الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، اليوم الجمعة، إن فرنسا وألمانيا، اتفقتا على الدعوة لفرض عقوبات أشد على سوريا.

وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحفي، بعد أن أجرى محادثات في برلين، مع المستشارة الألمانية، إنجيلا ميركل: "فرنسا وبالتعاون مع ألمانيا، تدعو إلى تشديد العقوبات على السلطات السورية، التي تقوم بأعمال لا يمكن السكوت عنها، وغير مقبولة، وأعمال قمع ضد الشعب السوري."

وذكر دبلوماسيون أوروبيون، إن دول الاتحاد الاوروبي تعد مجموعة جديدة من العقوبات تستهدف شركات وبنوكا.

ووضعت بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والبرتغال، مشروع قرار للأمم المتحدة، يدين سوريا للحملة التي تشنها على المحتجين، لكنه لا يفرض عقوبات.

وعبرت البرازيل، والهند، وجنوب أفريقيا، عن تحفظات على مشروع القرار، وقالت كل من روسيا، والصين، إنها قد تستخدم ضده حق النقض (الفيتو).

وصرحت ميركل بعد محادثات مع ساركوزي، بأنهما سيضغطان على روسيا حتى تؤيد قرار الأمم المتحدة ضد دمشق.

وقالت: "أعتقد أن هناك وعيا بأن القوة تستخدم ضد الشعب بطريقة غير مقبولة.. ولذلك كل منا سيتحدث إلى روسيا بطريقته (لضمان) تحقيق النجاح."

وتقول جماعات حقوق الانسان، إن الاحتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار اللأسد، والتي بدأت قبل ثلاثة أشهر، أدت إلى مقتل 1300 مدني، وأكثر من 300 من رجال الشرطة والجيش.

التعليقات